تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صدق وثبات في ساعة احتضار!]

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[19 Nov 2010, 07:57 م]ـ

كان عمرو بن العاص رض1 يقول: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لايصفه!! فلما نزل به الموت ذكره ابنه بقوله وقال: صفه. قال: بابني! الموت أجل من أن يوصف، ولكن سأصف لك؛ أجدني كأن جبال رضوى على عنقي، وكأن في جوفي الشوك، وأجدني كأن نفسي يخرج من إبره!! وفي هذه اللحظات والغمرات والسكرات ثبت عن عمرو ابن العاص بسند قوي أنه كان يقول: (اللهم إنك أمرتنا فضيعنا، ونهيتنا فركبنا، فلا بريء فاعتذر، ولا عزيز فانتصر، ولكن لا إله إلا أنت!!) ومازال يقولها حتى مات!

ولاشك أن الثبات في هذه اللحظات دليل خير وصدق وحسن خاتمة، وإلا فكثير من المحتضرين تخونهم أنفسهم في هذا الوقت العصيب، وقد ذكر ابن القيم رح1 أن من عقوبات المعاصي القدرية أن النفس تخون صاحبها في هذا الوقت العصيب فيختم له بما كان عليه من معصية؛ وربما تعذر عليه النطق بالشهادة! حتى إنه قيل لبعض المحتضرين قل: لاإله إلا الله! فقال: آه آه لا أستطيع أن أقولها! وقيل لآخر قل لا إله إلا الله فجعل يهذي بالغناء، وقيل لثالث قل لا إله إلا الله فقال: كلما أردت أن أقولها فلساني يمسك عنها! وقيل لبعض الشحاذين قل لا إله إلا الله فجعل يقول: فلس لله، فلس لله، حتى قضى نحبه! وقيل لبعض المرابين ٌقل لا إله إلا الله فقال خمسة بعشرة، وسبحان الله كم شاهد الناس من هذا عبرا والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم!! وصدق الله القائل (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء). الداء والدواء ص (62). بتصرف

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير