[قراءة في كتا ب: مذكرات القنصل العام الأمريكي وليام شالر في الجزائر (1816 ـ 1824م)]
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[05 Dec 2010, 07:18 ص]ـ
قراءة في كتاب مذكرات القنصل الأمريكي وليام شالر
أوتحليل عام لوضعية الجزائر قُبيْل الاحتلال الفرنسي
1816م ـ 1824م
الفصل الأوّل: الإطار التاريخي والجغرافي الذي صدر فيه كتاب شالر
قبل الحديث عن مذكرات شالر سواء بتحليلها أو نقدها لا بدّ أن نضعها في إطارها الجغرافي والتاريخي المناسب حتى نتمكّن من الوقوف على الظروف والملابسات التي صدرت فيها وكذا الأهداف التي كتبت من أجلها ... لأنّ مثل هذا الصنيع من شانه أن يساعدنا أولا على الفهم الجيّد لمحتواها ومراد صاحبها ... وثانيا على اكتشاف وقراءة ما لم يصرح به كذلك.
والمقصود بالإطار الجغرافي والتاريخي الحديث عن دولتي الجزائر والولايات المتحدة نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ...
1. الجزائر قبل وأثناء كتابة مذكرات شالر: [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)
كانت الجزائر خلال هذه الفترة تابعة للخلافة العثماني تبعية إدارية في أوّل الأمر ثمّ ما فتئت أن تحولت إلى تبعية صورية اسمية وتفصيل ذلك أنّ التواجد العثماني في الجزائر مرّ بمراحل أربعة هي:
ü ابتداء من استنجاد سكان الجزائر بخير الدين بربروس سنة 1516 م ثمّ تعيينه بعد ذلك حاكما للجزائر أو واليا عليها باسم بيلر باي (باي البايات) من طرف الخليفة العثماني (سنة 1518م) إلى غاية 1588 حيث ألغت الخلافة نظام البيلربايات خوفا من انفصال البايات , وتعدّ هذه المرحلة من أخصب المراحل التي عرفها تاريخ الجزائر الحديث من حيث الإزدهار والقوة ...
ü مرحلة البشاوات 1588 م إلى غاية 1659 / وهي مرحلة البشاوات والباشا حاكم إداري يعينه الخليفة لمدة ثلاث سنوات , ولمحدودية مدة حكمه لم يهتم البشاوات بشؤون البلاد والرعية بل كان كلّ همهم منصبا على جمع أكبر قدر ممكن من الثروة والمال ... ولهذا عدّت هذه المرحلة أسوء مرحلة في الحكم العثماني بالجزائر
ü مرحلة الأغوات 1659م إلى 1671م والأغا رتبة في الجيش وخلال هذه المرحلة كثرت التحرشات والمكيدات بين ضباط وقادة الجيش الجزائري من أجل الحصول على هذه المرتبة أو غيرها من الامتيازات والمناصب الحكومية ... ولهذا السبب عرفت هذه المرحلة انتشار الرشوة والفساد والاغتيالات السياسية
ü المرحلة الأخيرة مرحلة الدايات أو رياس البحر (1671م ـ 1830م) الذين اعتمدوا نظاما جديدا منفصلا عن الباب العالي إلاّ من حيث الصورة والاسم أو الولاء وتقديم الهدايا والمساعدات ... وقد عرفت هذه المرحلة الطويلة استقرارا كبيرا ومفيدا في أوّل الأمر سمح للدولة الجزائرية بتقوية أسطولها الذي أصبح مرهوب الجانب يعمل له ألف حساب قبل دخول البحر المتوسط هذا الأسطول الذي كان يجني من أعماله القتالية الجهادية أموالا طائلة .... لكن سرعان ما ضعُف هذا الأسطول وضعفت الدولة نتيجة ملابسات وأسباب سنذكر بعضها ... ممّا سهّل مهمّة احتلال الجزائر
كانت حكومة الداي (وكلّها من الأتراك) منظمة على الشكل التالي:
الديوان: يضم قادة الجيش الانكشاري وهم قادة الجزائر الحقيقيين السلطة الفعلية للبلاد
مجلس النواب: (مجلس الحكومة أو الوزراء بالتعبير العصري) يتكون من خمسة أتراك
1) الخزناجي: بمثابة وزير المالية يساعده باشكاتب أو الخوجة
2) الآغا: قائد الجيش الانكشاري
3) وكيل الخرج: قائد الأسطول البحري ومسؤول الشؤون الخارجية
4) البيتمالجي: مكلف بالعقود والمواريث
كبار الموظفين وهم:
1) خوجا السير: الكاتب الخاص بالداي
2) خوجا الباب: صاحب قصر الداي
3) خوجا الرحبة: يسيّر سوق الحبوب
4) قائد المرسى: يراقب المبادلات التجارية
أما عن المقاطعات الإدارية للجزائر آنذاك فهي أربعة:
ü دار السلطان: القصبة , مدينة الجزائر وضواحيها
ü بيلك الغرب: عاصمته في أوّل الأمر كانت مازونة ثم انتقلت إلى معسكر ثم استقرت بوهران بعد تحريرها من الإسبان سنة 1792 م
ü بيلك التيطري عاصمته المدية ويضم الوسط والجنوب الجزائري
ü بيلك الشرق: عاصمته قسنطينة وهو أكبر الأقاليم
هذا عن الوضع السياسي والإداري في تلك الفترة أما البنية الاجتماعية للجزائر يومئذ فيمكننا تلخيصها فيما يلي:
¥