[فلنحترم أنفسنا]
ـ[أهل الأثر]ــــــــ[09 Dec 2010, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمدٍ صل1 وعلى آله وصحبه رض3 ومن تبعهم ليوم الدين.
كثرت هذه الأيام مهازل لا ينبغي السكوتُ عليها، والساكتُ عليها كالشيطان الأخرس.
ففي هذه الأيام كثرَ الكلام على الصحيحين (البخاري، ومسلم)، بتضعيف ما لا يقبله عقولنا، ولا يهواه قلوبنا، فترى طويلب العلم الذي لا يفقه في دينه ما هي نواقض وضوئه، فضلًا على نواقض إيمانه، يعيثُ فسادًا في الصحيحين، فيضعف هذا الرواي وبالتالي يضعف الإسناد بلا علم، بل بجهلٍ منه مطبق بعلم الجرح والتعديل، وهذا مفتاح البلاء.
ومن ثمَّ يتجه رأسًا صوب المتن الذي يخالف عقله الصغير والمحدود للغاية، فيضعف ويُنكر ما يشاء منه.
وفاعله إمَّا جاهلٌ - وهذا لا ريب فيه -، وإمَّا متعالمٌ يريدُ الصعودَ على أكتافِ أئمة هذا الشأن، ليشتهر على حسابهم، ولو بالأخطاء التي يسردها، مثله كمثل من أراد أن يشتهر بين الناس ولو بالسب فبال ببئر زمزم، وفي هذا كله بلاء عظيم عليه أولًا، وعلينا ثانيًا.
أكتبُ ما أكتبه الآن وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله عز وجل، فالأمر أصبح بجد لا يُطاق، فهذه الأيام نرى العجب العجاب من هؤلاء الأصاغر الذي لا يفقهون في دينهم شيئًا يتطالون على الأئمة الأعلام، الذين جابوا الأرض شرقًا وعربًا، يبحثون عن إسنادٍ شك الواحد منهم في صحته، فلا يرجعون إلا ومعهم البينة، فيدونوها كي يصل إلينا حديث رسول الله صل1 صحيحًا.
أمّا هؤلاء الأصاغر فقد تزببوا قد أن يتحصرموا، وأصبح الواحد منهم يناطح جبال العلم وأئمته، وهو لا يدري ماذا يصنع؟!.
أقول له: ما تفعله لا يخرج عن أسباب معلومة، وإن كانت مجهولة لديك فهذه مصيبة، فمن هذه الأسباب: الشهرة العمياء، والتي أودت بأصحابها إلى الهلاك، فاحذر أن تكون منهم، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
تعلم أولًا علم الحديث بحوانبه الكثيرة، وتأدب مع أئمة هذا الشأن، ولا تكن للشيطان نصيرًا.
وأعود فأقول: أما آن الأوان لنحترم أنفسنا مع هؤلاء الأئمة الأعلام؟
سؤال أطرحه لكل من سولت له نفسه المريضة بالتعرض للصحيحين.
نسأل الله العلي العظيم أن يجنبنا الشيطان في أقوالنا وأفعالنا.
ونسأله تعالى أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته