أنَا وَالقَصِيدة .. !
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Nov 2010, 11:14 م]ـ
وَحْدي.! تُنَاولُني الهُمومُ إلى الشَّجَى = ويلوكُني بِفَمِ المُعاناةِ الأسَى
وأَبُثُّ في أُذُنِ السُّهادِ شِكَايةً = لو كَانَ حُمِّلَها حِراءُ لَمَا رسَى
فجَميعُ مَن أمَّلتُهُ خابَ الرَّجا = فيهِ , وأعْدَمَني زماني مُؤنِسا
كُلٌّ إلى أجَلٍ يُعيرُكَ وُدَّهُ = وأنا يُحِيطُ بيَ المَدى مُتَوجِّسا
لكنَّني سأصُبُّ شَجوي أدمُعاً = حرَّى يُكفْكِفُها الصَّباحُ أوِ المَسا
ولَسَوفَ أتَّخِذُ القصيدةَ سَلوةً = تحنُو عليَّ , إذا الَّذي أهْوى قَسا
لأبوحَ في جنَباتِها بكوَامِني = فتلفُّني منها بما يجلو الأسَى
وتروحَ أو تغدو تعُبُّ مواجِعي = عبًّا , وتَسقِيني الزُّلالَ الأسلَسا
ويَطولَ بي ليلُ الوصَالِ ورَوْقُه = حتَّى كأنَّ الصُّبحَ غافٍ أُنعِسا
يا أحرفَ الشعرِ الجواري في دَمي = مَن لي إذا ليلُ الخِيانةِ عسْعَسا
إلاَّكِ.؟ يا نجوى الفؤادِ , ونبضَهُ = وصبَاحَهُ إن ما بَدى وتنفَّسا
يا أحرُفَ الشعرِ افتديتُكِ إنَّني = صبٌّ شربتُ من التنكُّر أكْؤُسا
وغصصتُ منها, واطَّرحتُ أحبَّةً = عرَّتهمُ الأيَّامُ فانخَلَعَ الكِسا
يا ويْحَ قلباً كَانَ أمسِ لهم حِمىً = رحْباً , وكانَ بهِ الوفا مُستَأنِسا
وتضوَّعتْ أرجَ الوفاءِ شِغافُهُ = وتظَلُّ أغصَانُ المحبَّةِ مُيَّسا
يا ويحَهم تركوا حماهُ بلاقعاً = لتَبيتَ أعلامُ الأخُوَّةِ نُكَّسا
هل يحسبونَ سماءَ قلبي أجهشَت = أسفاً , وطَرْفَ طَوِيَّتي الأسمَى خَسا
لا.! والَّذي جعَلَ التنكُّرَ صِبغةً = لنفوسِهم , وجحُودَ حُبِّي مَلبَسا
ما ضرَّني أن يجحدوا , فقَصِيدَتي = سهلٌ سأجعلهُ لحُبِّي مَغرِسا
يا أحرفَ الشعرِ ارتضيتُكِ صَاحِباً = أنِفَ الخَنا , ألِفَ الودادَ وما قَسَى
خِلٌّ يُساقيني المَودَّةَ صِرفَةً = أنسَى بها من في التنكُّرِ أغلَسا
فقصيدةُ المرءِ امتدادُ وجودهِ = تحيا بهِ , وتموتُ - إن أفضى - أسى
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[24 Nov 2010, 02:43 ص]ـ
قصيدة راااااااااااااااائعة جدا ..
تحمل صدقاً وجمالاً ..
بوركتم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2010, 07:01 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا زيد.
قصيدةٌ جَميلةٌ، ومشاعر حزينة!
سلامات.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[24 Nov 2010, 08:32 ص]ـ
أبكيت بالحرف البكيّ من احتسى .. كأساً يراها قد تقيه من الأسى
وسطرت بالدمع القصيدَ مغاضباً .. وجعلت تسلو بالشجي فأبلسا
ونقبت في وعر التناسي مشرباً .. فتبجّس المخبوء منه تبجُّساً
ورميت في وادي الهموم همومه .. وأحلته نحو القصيدة منفسا
إن القصيدة ليس تسلي، إنها .. مثل الحميم، فليس فيها ما عسى ... !!
ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[26 Nov 2010, 11:09 م]ـ
حين تبهرني روعة إبداع قلم ما ..
فإني أعجز أن أمضي في طريقي دون أن أحاول التقاط ما بعثر داخلي من انبهار , لأصوغه شكرا وتقديرا لذلك الإبداع.
فلكم أعجبتني قصيدتكم بجُمَلها ومعانيها , وكان مما أطربني فيها , هذه الأبيات:
وَحْدي.! تُنَاولُني الهُمومُ إلى الشَّجَى
ويلوكُني بِفَمِ المُعاناةِ الأسَى
ـــ
ولَسَوفَ أتَّخِذُ القصيدةَ سَلوةً
تحنُو عليَّ , إذا الَّذي أهْوى قَسا
لأبوحَ في جنَباتِها بكوَامِني
فتلفُّني منها بما يجلو الأسَى
ـــ
ويَطولَ بي ليلُ الوصَالِ ورَوْقُه
حتَّى كأنَّ الصُّبحَ غافٍ أُنعِسا
ـــ
هل يحسبونَ سماءَ قلبي أجهشَت
أسفاً , وطَرْفَ طَوِيَّتي الأسمَى خَسا؟؟!!
فبارك الله فيكم))
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Nov 2010, 12:37 ص]ـ
رائعة يا شيخ محمود، وسلامات إن شاء الله ....
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:45 م]ـ
أشكُرُ الأحبَّةَ والمشايخَ الكرامَ على المرور , وأخصُّ أخي الحبيب الأديب عصام المجريسي بالشُّكرِ والمُخَالفَةِ في قوله:
إن القصيدة ليس تسلي، إنها * مثل الحميم، فليس فيها ما عسى
ولعلَّهُ - وقاه الله - ما جرَّبَ انسدادَ منافذِ النَّفَسِ إلا عَبرَها , لأنَّ القصيدةَ لمن مرَّ ببعضِ التجارب الكريهةِ القاسيةِ تصبح كأنبوب التفُّسِ فوق ظهرِ الغوَّاص.