تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حكومة في هولندا وعداء سافر للإسلام، فيلدرز نموذجا!]

ـ[طارق منينة]ــــــــ[02 Dec 2010, 07:49 م]ـ

شبكة الألوكة

[حكومة في هولندا وعداء سافر للإسلام، فيلدرز نموذجا!]

طارق منينة

2/ 12/2010 ميلادي - 25/ 12/1431 هجري

حينما ترى البرلماني الهولندي المعادي للإسلام "خيرت فيلدرز" ينادي بهولندا للهولنديين، تظنُّ أنَّه هولندي خالصٌ، فإذا دقَّقْتَ النظر في سِجل عائلة المتوحِّش (ترجمة اسمه!)، تجد أنَّ جَدَّته "يوهانا" انحدرتْ من عائلة من المولَّدين - من دماء هولنديَّة وإندونيسيَّة - وولدتْ أُمه في "سوكابومي" في إندونيسيا الحاليَّة، وخَدَم جَدُّه "يوهان أوردينغ" في الخدمة المدنيَّة ضمن الإدارة الاستعمارية الهولندية، لكنَّه على كلِّ حال ورث النزعة الاستعلائيَّة القروسطية البغيضة، وهو ما يظهر بشكلٍ مُثير على أحكامه الفاشيَّة القاسية على الإسلام والرسول محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم."الإسلام يسعي للسيادة، ويَهدف إلى تدمير حضارتنا الغربية، في العام 1945 تَمَّتْ هزيمة النازية، في العام 1989 هُزِمت الشيوعيَّة، الآن جاء الدور على أيديولوجيَّة الإسلام التي يجب هزيمتها، دافعوا عن حُريَّتنا".

بعد تشكيل الحكومة واجتماع البرلمان وحملة قويَّة للمُعارضة:

حاول فيلدرز تهييج الرأْي العام الهولندي بأحكامه الطائشة في وسائل الإعلام وفي البَرْلَمان الهولندي؛ عن طريق كلمات قروسطوية اتَّخذتها الأحقاد الباباويَّة القديمة وسيلةً لتهييج الناس؛ للاندفاع في الحملات الصليبيَّة الفاشلة، وقد حاوَلَ فيلدرز أخيرًا دَعْم تصريحاته بخِطابات مكتوبة، تُغَطِّيها طبقات من الكَذب والتلفيق، وتشكِّل حروفها جهالات لا يُمكن أن تصدرَ عن رجلٍ عَصري مُثقَّف، والمثير في الأمر أن أغلبها كُتبتْ وقِيلتْ أثناء وبعد تشكيل الحكومة الجديدة في نهاية سبتمبر وأول أكتوبر 2010م.

مِن هذه الخِطابات والرسائل الرِّسالة الخطية الأخيرة الموجَّهة للمسلمين، وهي بعنوان: "للتحرُّر من قيود الإسلام"، ويَكفي الاسم للتفكُّر في إيحاءاته، وكمحاولة لحماية فيلدرز - وأثناء محاكمته في القضاء - حاوَلَ فيلدرز أخيرًا جَرَّ الحزب الليبرالي إلى محاولة صَكِّ قانون يوسِّع من دائرة الحريَّة في النقْد والتعبير؛ لتشملأحكامه المعْلَنة عن القرآن والإسلام والرسول، وكَميَّات الإهانة المتزايدة للمسلمين، لكنه لم يلقَ الدَّعْم الكافي من البرلمان، ولا من الحزب المسيحي الديمقراطي العضو في الحكومة الجديدة نفسها.

وقد حملتْ زعيمة حزب الخضر "هالسيما" حملة شديدة ومعها "كوهين" زعيم حزب العُمَّال على الاتفاق والتحالُف بين الحكومة وفيلدرز.

وفي اليوم الأول في اجتماع البرلمان بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة، قال فيلدرز على منصة البرلمان، إنَّ تيارًا ضدَّ الإسلام "أنتي إسلام" يتنامى في أوروبا ولن تستطيعوا منعه! وحاوَلَ استغلال قول المستشارة الألمانيَّة "ميركل" زعيمة أكبر حزب في أوروبا بأنَّ التعدُّدية في بلدها فشلتْ تمامًا، فقال: إنها قالتْ: إن التعدُّدية فشلتْ تمامًا! وأضاف لامِزًا القضاء وأحزاب المعارضة: "إن الكلام الذي يُقال في ألمانيا بحريَّة يُحاكم عليه في هولندا"، فقالتْ له زعيمة حزب الخضر، عَلنًا إنك تقول: إن الإسلام ليس مُرَحَّبًا به هنا في هولندا، هذا ما يُمكن فَهمه من استدعائك لكلام الألمان؛ لتأكيد موقفك من الإسلام والمسلمين، وأنهم غير مُرَحَّب بهم. فقال فيلدرز: أنا اقتبستُ فقط وليس لي تعليق! وهنا ظهر جُبنه - الذي يَرمي به جميع البرلمانيين المعارضين له - وقد خَنس وجبن خوفًا من أن يؤثِّر هذا على محاكمته التي تُجْرَى في نفس توقيت عودة البرلمان للعمل في ظلِّ الحكومة الجديدة، فقالتْ له "هالسيما": لقد تجرَّأتَ أن تَعرض لنا - بالألماني - فَشل التعدُّدية، وأن تخبرَنا أن في ألمانيا حريَّة قولٍ، والآن لا تجرؤ أن تقول شيئًا عن هدفك من عَرْض اقتباساتك علينا في البرلمان، فارتَبَك فيلدرز! وقال: أنا عرضتُ الكلام، ليس أكثر! كان ذلك في أول اجتماع برلماني يوم الثلاثاء 26 أكتوبر 2010م، وقد عبَّرَتْ له "هالسيما" عن اشمئزازها من فظاعة توجُّهاته - وذلك بحسب صحيفة ألخمين داخبلد، والنصُّ بالهولندي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير