[قصدية عرفانية: على باب المصطفى (فاروق جويدة)]
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Dec 2010, 08:03 م]ـ
قصيدة جديدة نظمها الشاعر المصري فاروق جويدة في رحلة حجه هذا العام.
يمكن مشاهدتها على اليوتيوب بإلقاء الشاعر:
الجزء الأول:
http://www.youtube.com/watch?v=EdKJXKqjh9k
الجزء الثاني:
http://www.youtube.com/watch?v=6PAijfj-QGA
على باب المصطفى
ركب الزمان يطوف في عبراتي **** وأنا أراك تطل من عرفات
وأمامك التاريخ يسجد خاشعا **** والحق حولك شامخ الرايات
وتودع الدنيا بوجه مشرق **** فيه الجلال .. ونبل كل صفات
تبكي الجموع وأنت تهمس بينها **** قد لا أراكم في الحجيج الآتي
لكنني أودعت في أعناقكم **** قرآن ربي .. سيرتي وحياتي
لا لن تضلوا إن تمسكتم به **** فخلاص هذي الأرض في آياتي
ويطل وجهك خلف ستر خافت **** فترى حشود الحق في الصلوات
وترى الوجوه وقد أضاء جلالها **** والدهر يكتب أقدس الصفحات
وتصيح فيهم أن غاية ديننا **** طهر القلوب ورفعة الغايات
فجر الضمير رسالتي لا ترجعوا **** للكفر بعدي .. في ثياب طغاة
لا تقربوا الأصنام بعدي إنها **** بيت الضلال .. وآفة الآفات
ولتعبدوا الرحمن ربا واحدا **** فعلى هداه تفجرت صيحاتي
الله خالق كل شيء فاجمعوا **** أشلاءكم بالحق والرحمات
وحدت أشلاء .. جمعت شراذما **** وجعلت من طلل الشعوب بُناتي
الظلم في ركب الحياة ضلالة **** والعدل نور الله في الظلمات
والذم في وجه الحياة جريمة **** وتميمة للرجس واللعنات
والحق أولى أن تصان حصونه **** ليظل تاج الأرض والسموات
والأرض عرض والدماء محارم **** ونقاء مال المرء بالصدقات
حرية الإنسان غاية ديننا **** وطريقنا في كل فجر آتي
ونساؤكم في كل بيت رحمة **** تاج العفاف وسام كل فتاة
والعدل دستور الحياة فإن غفي **** هرعت حشود الظلم بالويلات
والحكم عدل والشرائع حكمة **** والنفس عندي أكبر الحرمات
أهل الكتاب لهم حقوق مثلنا **** في الأمن .. في الأوطان .. في الصلوات
الله ساوي الخلق وحد بينهم **** في العيش .. في الأنساب .. في الدرجات
أما الحياة وديعة في سرها **** هل يستوي الأحياء بالأموات؟
ويل لأرض مات فجر ضميرها **** موت الضمائر قمة المأساة
لكنني أيقنت أن رسالتي **** فيها الهدي من خالق السموات
بلغت يا الله فاشهد أنني **** لم أنس حق رعيتي ورعاتي
زوروا المدينة .. وأذكروني عندها **** من زار قبري صافحته حياتي
أنا لم أكن إلا رسولا قد خلت **** قبلي رسالات وهدى عظات
بشر انا .. ما كنت ربا بينكم **** بل كنت فجرا لاح في لحظات
وأفاض في الدنيا .. وأيقظ أهلها **** بالحق .. والتنزيل .. والآيات
فإذا بدا في الأفق غيم عابث **** صلوا علي .. وأكثروا الصلوات
***************
ركب الزمان يطوف في نظراتي **** وتتوه في عمق المدي كلماتي ****
ماذا أقول ونور وجه المصطفى **** كالصبح أشرق في شواطيء ذاتي
ويطل وجهك في الحجيج كأنه **** وجه السماء أضاء في جنباتي
يا سيد الخلق الرفيع تحية **** من كل شوق فاض في عرفات
طوفت في أرجاء مكة ساعيا **** وعلى منى ألقيت بالجمرات
ونظرت للأفق البعيد وحوله **** تسري أمامك جنة الجنات
ووقفت تصرخ يا الهي أمتي .. **** فيجيب رب الخلق بالرحمات
لم تنس أمتك الحزينة كلما **** هرعت جموع الناس بالدعوات
وسألت رب الكون هذا حالهم **** فقر .. وجوع .. وامتهان طغاة
يارب هذي أمتي مغلوبة **** ما بين حكم جائر .. وغزاة
الركب ضل وشردته عواصف **** بالعجز .. والطغيان .. والنكبات
جمعتهم في كل شيء كلما **** نادى المؤذن داعيا لصلاة
والآن صاروا في الحياة بلا هدى **** تبدو عليهم سكرة الأموات
أنا في رحابك جئت أحمل أمة **** ماتت على أطلالها صرخاتي
والحاقدون على الضلال تجمعوا **** والأمة الثكلى فلول شتات
***********
في الكعبة الغراء وجهي شاخص **** تتسابق الصلوات في الصلوات
والناس في الحرم الشريف توافدوا **** ضوء الوجوه يطوف في الساحات
الله أكبر والحجيج مواكب **** من كل لون قادم ولغات
الله وحدهم على وحي الهدى **** رغم اختلاف الجنس واللهجات
جاءوا فرادي يحملون ذنوبهم **** ويفيض صفح الله بالنفحات
حين استوى الرحمن فوق عباده **** العفو كان بداية الرحمات
يارب فلتجعل نهاية رحلتي **** عند السؤال شفاعتي وثباتي
¥