تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صور من التشابه بين أهل الكلام وأهل الكتاب!!]

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[25 Nov 2010, 02:54 م]ـ

1 - تحريف الكلم عن مواضعه؛ قال تعالى: (((أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ماعقلوه وهم يعلمون)))؛ فهذه الخصلة قد ورثها كثير من أهل البدع؛ فحرفوا الكلم عن مواضعه، وسموا تحريفه تأويلا؛ ليروج على الناس، فمنهم من أول الصفات كلها أوجلها، ومنهم من أول نصوص الوعد أو الوعيد، ومنهم من أول نصوص المعاد، ومنهم من أول الشرائع واعتبرها مجرد رموز وإشارات لعقائد باطنه! وهكذا حتى عاد الشرع كله مؤولا!

2 - تفويض معاني النصوص، قال تعالى: (((ومنهم أميون لايعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)))؛ أي تلاوة مجردة عن تدبر المعاني، كما هو حال كثير من المسلمين؛ ولهذا لا يؤثر فيهم القرآن إلا قليلا! ومع ذلك فهؤلاء قريبون إلى الخير، ويمكن أن يرجعوا للحق بموعظة أو نصيحة، ولكن الخشية على أولئك الذين اتخذوا تفويض المعاني دينا وعقيدة؛ فزعموا أن الواجب على المسلم تفويض أشرف ما في القرآن وأكثره؛ وهي نصوص الصفات؛ حتى زعموا أن هذه النصوص بمنزلة الحروف المقطعة أوائل السور! فصار القرآن مجهولا في أشرف مافيه!

3 - ابتداع أصول وعقائد ما أنزل الله بها من سلطان، والزعم بأنها من عند الله أو دين الله؛ قال تعالى: (((فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)))؛ قال شارح الطحاوية: (ذمهم على نسبة ما كتبوه إلى الله، وعلى اكتسابهم بذلك ‘ فكلا الوصفين ذميم؛ أن ينسب على الله ماليس من عنده، وأن يأخذ بذلك عوضا من الدنيا)! وهذه الخصلة قد ورثها كثير من أهل البدع، وألفوا كتبا كثيرة زعموا أنها أصول الدين، وجل مافيها ليس من عندالله ‘ وإنما هو من إرث الأمم الأولى؛ فأين في دين الله مايدل على مباحث النظر، وشرائطه، وأنه أول الواجبات، وأين في دين الله ذلك التفصيل الهائل لدليل الحدوث، وتفصيلاته وتدقيقاته، وأين في دين الله ذكر الجواهر والأعراض والبسائط والمركبات والمجردات،والأحوال والفناء والمقامات، والعقول الكلية والنفوس الفلكية!! وغير ذلك مما تراه بمجرد النظر إلى فهارس كتب الفلسفة والكلام والتصوف! أوليست هذه الأفكار هي التي صنفت فيها الكتب الكثيرة ثم زعم أهلها أنها أصول الدين أوالمطالب العالية أو الحكمة الأولى وأحيانا الكتب المضنون بها على غير أهلها!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير