[كبائر الذنوب تحبط الاعمال الصالحه]
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[20 Nov 2010, 11:43 ص]ـ
إن المعاصي تخرب الديار العامرة، وتسلب النعم الباطنة والظاهرة. فكم لها من العقوبات والعواقب الوخيمة؟! وكم لها من الآثار والأوصاف الذميمة؟! وكم أزالت من نعمة وأحلت من محنة ونقمة؟! "
انظر ماذا تعمل الذنوب بالحسنات التي جمعتها نعم ان الذوب تجعلها هباءا منثورا.
1. عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي ? أنه قال: "لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة، بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا"، قال ثوبان رضي الله عنه: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" (رواه ابن ماجه وصححه الألباني)
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما المفلس؟ " قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة: بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" (رواه مسلم)
3. عن أبي العالية قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإخلاص ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل صالح، فأنزل الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم) فخافوا الكبائر بعد أن تُحبط الأعمال) (رواه ابن أبي حاتم في تفسيره).
4. وعن قتادة في هذه الآية قال: من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا بعمل سيء فليفعل ولا قوة إلا بالله؛ فإن الخير ينسخ الشر، وإن الشر ينسخ الخير، وإن ملاك الأعمال: خواتيمها.
5. قال ابن القيم:" ومحبطات الأعمال ومفسداتها أكثر من أن تحصر وليس الشأن في العمل إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه " (الوابل الصيب)
6. فائدة: قال ابن رجب "والآثار عن السلف في حبوط الأعمال بالكبيرة كثيرة جدا يطول استقصاؤها، وأما من زعم أن القول بإحباط الحسنات بالسيئات قول الخوارج والمعتزلة خاصة، فقد أبطل فيما قال ولم يقف على أقوال السلف الصالح في ذلك، نعم المعتزلة والخوارج أبطلوا بالكبيرة الإيمان وخلدوا بها في النار، وهذا هو القول الباطل الذي تفردوا به في ذلك" (فتح الباري لابن رجب)
أسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[20 Nov 2010, 09:25 م]ـ
أشكرك يا أخ عاطف على هذا الموضوع المفيد والخطير فعلا؛ فكثير من الناس يتوهم أن الكبائر لاتبطل الحسنات، ويتوهم أن ذلك مختص بالردة المتصلة بالموت! وأكبر أسباب هذا الوهم في تقديري تأويلات المرجئة التي طفحت بها كثير من كتب التفسير وشروح الحديث! ولكن ينبغي أن تحرر شروط هذا الإحباط على النحو الاتي: -
1 - أن هذا الإحباط مختص بالعمل دون الإيمان؛ لأن إحباط الإيمان بالكبيرة مذهب الخوارج والمعتزلة لاالسلف. وقد أشرتم لذلك في ثنايا كلامكم الطيب.
2 - أن هذا الإحباط ليس مطلقا؛ وإنما هو مقيد إما بما ورد فيه النص على قول، أو بناء على الموازنة على قول آخر؛ فالكبيرة تبطل مايقابلها من الحسنات لا كل حسنة؛ فالربا مثلا يبطل الجهاد كما نصت على ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها!
3 - أن الإحباط العام للعمل مختص ببعض الكبائر؛ كترك صلاة العصر؛ لصراحة النص في ذلك وإن أبى كثير من العلماء ذلك وخصوة بعمل ذلك اليوم!
4 - أن الإحباط يعني ذهاب الثواب لابطلان الإجزاء؛ ولهذا من ذهب لكاهن لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، وكذا من شرب الخمر ولكن لايلزمهم الإعادة بإجماع أهل السنة؛ لإن العمل وإن ذهب ثوابه فإجزاؤه باق بحاله. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.