تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إنما الأدب .. أدب السجون]

ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[24 Nov 2010, 05:09 ص]ـ

هل مَنَّ الله عليك بالسجن؟

ولو لم أُجربه؛ فكيف أدعي أنني خبِرتُ الحياة، وأعي قدر الحرية، وأفهم نفوس البشر، ومعاناة الوحشة والغربة، ولواعج فقد المال والأهل والولد، والشوق والمحبة والكره والكرب والصبر والعذاب الحسي والمعنوي.

ليست المعاناة في هذا القبر المظلم هو ما سبق!!

ولا حتى تلك الصراصير الملتصقة بالجسد، ولا الفئران القذرة التي لا تكف عن الحركة

إنما العذابات في الظلم والظلم وحده ....

ـــــــــــــ

بمثل هذه المعاني يصبح السجين أديبًا.

ـــــــــــــ

الإبداع يُولد من رحم المعاناة، وتثور المعاني داخل الأديب عند اللحظات المؤثرة، فتجيش خواطره، ويسيل فكره وقلمه، ومن عاش في المحبس فهو ذائق ذلك لا محالة، والكتابة هي ممارسة للحرية ولو من خلف القضبان.

ومن أعظم لحظات المرء؛ ساعة يُحبس فيها في سبيل الله، يُعذب في جناب مولاه، يتجرع الآلام لنصرة دينه.

وأحاول ههنا أن أُطلعكم على مشاهد من غيابات السجن ودياجير الظلام.

ولعل الإخوة والأخوات يُثرون الموضوع بتجارب أو مشاهدات أو قراءات أو خواطر.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك، وأتوب إليك.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2010, 07:23 ص]ـ

لا شك أن المعاناة الشعورية سواء كانت بسبب السجن الحقيقي أو النفسي أو غير ذلك هي من أسباب قدح شرارة الإبداع في الأدب والشعر بفنونها، ولكن لا بد أن يكون من يعيش تلك التجارب شاعراً وأديباً قبل ذلك، وإلا فلو كان كل من يدخل السجن سيصبح أديباً لكان عدد الأدباء في عالمنا كثيراً جداً.

ومن الطرائف أنه جاءني أحد الأحباب بقصيدة كتبها في سجنه لأسباب لا أعرفها، فرايتُ قصيدة مهلهلة ضعيفة جداً، فقلت له مازحاً: هل سجنوك بسبب هذه القصيدة أم كتبتها في السجن؟ فقال: كلا بل كتبتها في السجن من آثار المعاناة. فقلت: زادك الله حرصاً ولا تعد. فقال: إلى السجن أم إلى الشعر؟ فقلت: أحدهما أو كلاهما، وضحكنا حينها على بعض الأبيات حفظه الله ووفقه لكل خير وكافة الإخوة الفضلاء.

والحديث عن أثر السجن في جمال الأدب حديث ذو شجون، ولا يمكن إغفال قصائد علي بن الجهم في سجنه فهي من أجود ما اعتذر به المسجون في شعره عن سجنه، فقد كان بارعاً في تحسين ما أجمع الناس على قبحه، وهناك قصائد أبي فراس الحمداني، وقصائد المعتمد بن عباد في سجونهم، ومن أجمل القصائد المعاصرة قصيدة هاشم الرفاعي (أبتاه ماذا قد يخط بناني ... ).

وقد صنف عدد من الباحثين كتباً جيدةً عن الموضوع، منها:

- (الأسر والسجن في شعر العرب: تاريخ ودراسة) للدكتور أحمد مختار البزرة، مؤسسة علوم القرآن ببيروت، 1405هـ.

- شعر الأسر والسجن في الأندلس، جمع وتوثيق ودراسة، لبسيم عبدالعظيم إبراهيم، مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الثانية 1417هـ.

- شعر الأسر بين أبي فراس الحمداني والمعتمد بن عباد: دراسة موازنة، رسالة ماجستير للصديق العزيز الدكتور عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي.

وفقك الله أخي سامح ونفع بك.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Nov 2010, 04:08 م]ـ

أما السجن أعاذنا الله وإياكم منه فلم أعرفه في حياتي إلا ساعة فقط لما قطعت إشارة في السحر لكي إدرك السحور الذي أعدته لي الوالدة في البيت، فلم أدركه في البيت لكن أدركته في السجن، ولم يكن عند الإشارة أحد إلا سيارة واحدة لكنها كانت سيارة أمير المحافظة التي أسكن فيها فبلغ عليّ هداه الله وخرجت مع صلاة الفجر. يقول فيكتور هيجو: إن الأدب كان وما زال وسيظل صديقاً للمتألمين عبر الزمن. وهناك كتاب ظريف اسمه شعراء خلف القضبان لعز الدين فرحات صور هذا الأمر تصويراً جيداً وأورد طائفة من قصائد الشعراء المسجونين منها ما أشار به فضيلة الشيخ عبدالرحمن وهي قصيدة هاشم الرفاعي، والكتاب من إصدارت مكتبة العبيكان، شكر الله لك أخي سامح ووفقك.

ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[24 Nov 2010, 05:01 م]ـ

أولا: (لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية).

ثانياً: السلامة لايعدلها شيء.

ثالثاً: هناك من يعتقد أنه لا بد من السجن لإثبات المصداقية! ويسميها ترويجاً (مدرسة يوسف)!

رابعاً: أسف النبي لما حصل من طول مدة سجن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم عليهم السلام أجمعين.

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله يوسف، لو لم يقل: اذكرني عند ربك، ما لبث في السجن طول ما لبث).

خامساً: لا شك كما تفضل الأساتذة أن الإبداع وليد المعاناة.

سادسا: عبارة رائعة لشيخنا عبد الرحمن: وإلا فلو كان كل من يدخل السجن سيصبح أديباً لكان عدد الأدباء في عالمنا كثيراً جداً، وأقول: عالمنا العربي خصوصاً.

سابعا: عبارة رائعة للأخ حمودة: والكتابة هي ممارسة للحرية ولو من خلف القضبان.

ثامنا: أظن أن للدكتور عائض القرني شيئاً في هذا الأدب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير