ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[26 Nov 2010, 05:49 ص]ـ
عشتُ دهرًا أنقبضُ وأنتفضُ من رؤية المساجين،
تتزلزل نفسي عند سماع الحبس والأغلال والأصفاد،
فلما صرتُ فيه؛ علمتُ أني خرجتُ منه،
وأنستُ به، ورضيتُ عنه،
وأيقنتُ أن المحبوس من حُبس قلبه عن ربه.
ـــــــــ
لمناسبة العيد، أختار قصيدة معاصرة لتكون البداية يسيرة لغير المتخصصين في اللغة (من غيركم)
عيد في السجن
الطاهر إبراهيم
يا رب هذا العيد وافى والنفوس بها شجون
لبس الصغار جديدهم فيه وهم يستبشرون
بجديد أحذية وأثواب لهم يتبخترون
لذيذ حلوى العيد بالأيدي بها يتخاطفون
وهناك خلف الباب أطفال لنا يتساءلون
أمي صلاة العيد حانت أين والدنا الحنون
إنا توضأنا - كعادتنا - وعند الباب أمي واقفون
* * *
زفرت تئن وقد بدا في وجهها الألم الدفين
ورنت إليهم في أسى واغرورقت منها العيون
العيد ليس لكم أحبائي فوالدكم سجين
أضحى هناك مصفدًا بالقيد يقبع في السجون
وضعوه في زنزانة صماء يعمرها السكون
ضربوه أدموا وجهه ورموه مخنوق الأنين
* * *
بالليل جاؤوا يا أحبائي وأنتم نائمون
ملؤوا الشوارع حولنا كمنوا بها يترقبون
وتسللوا عبر الأزقة كاللصوص المارقين
وتسوروا البيت الذي عشتم به عبر السنين
كسروا نوافذه ودكّوا الباب في حقد دفين
خدشوا الحياء وليس بدعا عندهم ما يفعلون
دخلوا ولم يستأذنوا من أهل بيت نائمين
هجموا على الغرفات ليلا بالسلاح مدججين
ألقوا عليه القبض واستاقوه معصوب الجبين
أخذوه لا ذنبًا جنته يداه في عرف ودين
إلا اتِّباع الحق والتقوى لرب العالمين
منعوه حتى أن يقول لكم وداعًا بالعيون
أخذوه فجر العيد والهفي على القلب الحنون
ليعيش هذا العيد معتقلا بسجن الظالمين
* * *
أصغى الصغار لأمهم تروي مخازي المجرمين
قالوا بصوت واحد بثبات أشبال العرين
شرف لنا أن كان والدنا على الحق المبين
أماه لا يحزنك ما فعل الطغاة الآثمون
فغدًا سيشرق فجر أمتنا وتنهدم السجون
ويخيم الأمن المكين على قلوب الخائفين
ويغرد العيد السعيد على شفاه المؤمنين
ويحق وعد الله للإسلام بالنصر المبين
http://www.ahlalloghah.com/images/misc/progress.gif