تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ قَالَتْ رَضِيتُ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ([7])

وكما قال تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ} [آل عمران163] كذا هناك مراتب ودرجات يختص بها بعض الناس عن بعض نظرًا لشدة الإيمان واليقين بقوله صلى الله عليه وسلم وإن كان قوله صلى الله عليه وسلم ظاهره المخالفة لأعراف الناس، فالصحابيات في هذا يتفاوتن ولهن فهوم خاصة لا يستطيعها كل أحد من الناس في اليقين بأمره صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اسْتَدَانَتْ فَقِيلَ لَهَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَسْتَدِينِينَ وَلَيْسَ عِنْدَكِ وَفَاءٌ قَالَتْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَنْ أَخَذَ دَيْنًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُؤَدِّيَهُ أَعَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» ([8])

فهذا الامتثال لأمره صلى الله عليه وسلم والثقة فيه لا يستطيعها إلا الأفذاذ من هذه الأمة، ولا تُطالب بها عامة الأمة إنما هي لخواص الناس.

ولما امتثلت الصحابيات الجليلات لأمره صلى الله عليه وسلم حصَّلنَّ من الخير والبركة ما جعل حياتهن سعادة دائمة فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ أَتَانِي أَبُو سَلَمَةَ يَوْمًا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلًا فَسُرِرْتُ بِهِ قَالَ لَا تُصِيبُ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَحَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ اسْتَرْجَعْتُ وَقُلْتُ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْنِي خَيْرًا مِنْهُ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي قُلْتُ مِنْ أَيْنَ لِي خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي فَخَطَبَنِي صلى الله عليه وسلم إِلَى نَفْسِي. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقَدْ أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِأَبِي سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» ([9])

فالحق ما قالت أم سلمة؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم خيرٌ من ملء الأرض من أبي سلمة، وخير من ملء الأرض من المسلمين أجمعين، فهنيئًا لأم سلمة الطاعة والامتثال لأمره صلى الله عليه وسلم.

فهل لنسائنا من عودة حميدة لامتثال أمره صلى الله عليه وسلم والانقياد له والإذعان لطاعته، لتكون حياتهن خيرًا وبركة وسعادة وهناءً!.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين.

عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) أن رسول الله () قال لأبي أمامة, قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير