تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويلاحظ كثيراً على الخطاب السلفي المعاصر نوع شدة، ربما كانت نابعةً من الطبيعة القوية لبعض معتنقيه، وحماسهم للحق الذي أبصروه. وقد وقع من بعض السلف غلظة على المخالفين من أهل البدع؛ إما لظهور السنة، وفشو العلم، بما لا يحتمل عذراً للمخالف، كما جرى من عمر- رضي الله عنه- مع صبيغ بن عسل، أو ما جرى من الإمام مالك، - رحمه الله - مع السائل عن كيفية الاستواء، وإما لشناعة بدعتهم، وعدم المسوغ المحتمل، كما وقع من الإمام الدارمي - رحمه الله - في نقضه على بشر المريسي، والجهمية، وقد قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [التوبة: 73].

وربما حصل تشنيع زائد، لأسباب وقتية، تقدر بقدرها، وتقرأ في سياقها، كما وقع من السجزي - رحمه الله - في رده على الأشاعرة. وهذا تفسير، لا تبرير، فخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو الإنسان الكامل، والمعيار المعصوم.

وقد آل الحال لدى بعض السلفيين المعاصرين إلى فضاضة شديدة، في تعامله مع من يراهم حائدين عن منهج السلف، فاستعمل أقذع السباب، وكال أشد التهم، ثم حمله هذا المسلك الطائش إلى الانقضاض على من خالفه خاصة أصحابه، حين اختلفوا في جزئيات، وفروع، فسود الصفحات، وملأ المكتبات، وحمَّل خلايا الشبكة العنكبوتية بألوان الردود، وقابله الموتورون بمثله، فصاروا سبة عند العقلاء، ضحكة للسفهاء، كمداً في نفوس الغيورين على السنة وأهلها. وإلى الله المشتكى، وهو المستعان.

وقد أثبت التاريخ، والواقع، أن الله كتب القبول لذوي الرفق، واللطف، والتودد. فمن تأمل في سيرة الشيخ عبد الرحمن السعدي، وابن باز، وابن عثيمين، وغيرهم - رحمهم الله - وجد الدليل العملي على صواب هذا المنهج.

كما أن من اعتبر بسيرة بعض أهل العنف، والجفاء، وجد أنهم أفسدوا مشروعهم العلمي، والإصلاحي، بافتعال الشغب، والتحريش بين الناس، باسم الجرح، والتعديل، وتنزيل طريقة السلف في معاملة المبتدع تنزيلاً غير حكيم. والله يغفر للجميع.

فرفقاً يا أهل السنة بأهل السنة، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

.)

الدكتور/ أحمد القاضي "تجديد الخطاب السلفي3"

ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[06 Dec 2010, 01:09 ص]ـ

جهاد الأئمة الأربعة لأئمة الجور

يقول الدكتور / مصطفى حلمي (ويتضح من دراسة تاريخ الفقهاء الأربعة جهادهم أئمة الجور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكل منهم دوره في هذا المجال، فإن أبا حنيفة ناصر زيدًا ومحمدًا النفس الزكية لإزاحة الظلم، وتعرض هو نفسه للتعذيب لرفضه ولاية القضاء، وبالمثل كان الامام مالك عرضة للسخط والضرب بسبب افتائه بأنه (ليس على مستكره طلاق) فأفسد البيعة التي أخذت بالقوة من الناس للمنصور، واتُهِم الشافعي بالتشيع، وجاء ابن حنبل بموقفه دفاعًا عن رأيه في مشكلة خلق القرآن فأغنانا عن اقامة الدليل على مدى تمسكه بما رآه الحق بالرغم مما لاقاه)

منقول من كتاب نظام الخلافة في الفكر الاسلامي ص 369

ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:52 ص]ـ

يا دعاة التغيير تعلموا من تجرية الإمام ابن باديس السلفية

يقول الدكتور مصطفى حلمي

(يتميز كتاب" الامام عبد الحميد بن باديس، الزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية للدكتور/ محمود قاسم –رحمه الله –العميد الأسبق لكلية دار العلوم، دون سائر كتبه باتخاذ التجربة الجزائرية في التحرر البؤرة التي سلط عليها الأضواء لاتخاذها نموذجًا يمكن للشعوب العربية والإسلامية الاقتداء بها للتخلص من نير الاستعمار بصنوفه العسكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وكانت المناسبة لإصدار الكتاب هزيمة يونيو سنة 1967م، حيث صارحني – رحمه الله – بما عاناه حينذاك من ألم عندما وجد شعب مصر تعتصره آثار الهزيمة، فأراد التخفيف عن بعض آلامه بإلقاء الضوء على حيوية الأمة، وأن بوسعها النهوض من جديد وتحقيق النصر، ولها في شعب الجزائر أسوة، فقد دفع أبناؤه ثمنًا غاليًا من دمائهم وشهدائهم مقابل حريتهم، وتعد هذه التجربة في رأي المؤلف: معجزة القرن العشرين)

من كتاب المنهج السلفي لا الحداثة طريقُ النهضة ص 74

ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[14 Dec 2010, 10:40 م]ـ

إن لم تهتم ب (الفكر) في بداية طلبك للعلم؛ فسَدَت نفسُك وأفسدت نفوسَ المدعوين

يقول علامة الشام الشيخ/جمال الدين القاسمي

(التزم وظيفةً من الجزء النظري والعملي لا تُخِلَّ به ألبتة، ولتجري النفس مجرى الرياضة التي في حفظ صحة البدن، وأطباء النفوس أشد تعظيمًا لها في حفظ صحة النفوس؛ وذلك لأن النفس متى تعطلت من النظر وعدمت الفكر والغوص في المعاني، تبلدت وتبلهت وانقطعت عنها مادةُ كل خير، وإذا ألِفَتِ الكسل وتبرّمت بالرويّة واختارت العطلة قرب هلاكها؛ لأن في عطلانها انسلاخًا من صورتها الخاصة بها، ورجوعًا منها إلى رتبة البهائم، وهذا هو الانتكاس في الخلق – نعوذ بالله منه-. وإذا تعوّد الحدثُ الناشئ من حداثته الارتياضَ بالأمور الفكرية واحتمل ثقل الرويّة والنظر، وأَنِسَ بالحق ونبا طبعُه عن الباطل، وسمعُه عن الكذب حتى إذا بلغ أشده، وانتقل إلى مطالعة الحكمة استمر طبعُه فيها، وتشرّب ما يستودع منها، فوصل إلى سعادتها)

من كتاب جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب ص17

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير