تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و سر هذا الاعتراض جهلكم بتاريخ علوم الحديث إذ كتابة الأحاديث كانت موجودة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي عصر الصحابة والتابعين و أتباع التابعين و ليس البخاري أول من كتب في الحديث فالصحابة أول من كتبوا الأحاديث في الصحف و كانت هذه الصحف هى النواة الأولى لما صنف في القرنين الثاني والثالث الهجري من الجوامع والمسانيد و السنن وغيرها فهذا أبو بكر رضي الله عنه لما استخلف بعث أنس بن مالك إلى البحرين و كتب له كتابا فيه فرائض الصدقة و قال في أوله هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ [1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57430#_ftn1) .

و غير صحيفة أبي بكر صحيفة علي بن أبى طالب رضي الله عنه فعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ، قَالَ: وَصَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي قِرَابِ سَيْفِهِ، فَقَدْ كَذَبَ [2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57430#_ftn2) و قال أَبو جُحَيْفَةَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي القُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ»، قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: «العَقْلُ [3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57430#_ftn3)، وَفَكَاكُ الأَسِيرِ [4] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57430#_ftn4)، وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ» [5] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57430#_ftn5) و غير صحيفة علي صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص، المعروفة بالصحيفة الصادقةفعن مُجَاهِدٌ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَتَنَاوَلْتُ صَحِيفَةً مِنْ تَحْتِ مَفْرَشِهِ , فَمَنَعَنِي , قُلْتُ: مَا كُنْتَ تَمْنَعُنِي شَيْئًا , قَالَ: هَذِهِ الصَّادِقَةُ , هَذِهِ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ [6] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57430#_ftn6).

و غير صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص صحيفة عبد الله بن أبي أوفى، وقد ذكرها البخاري في كتاب الجهاد من "صحيحه" باب الصبر عند القتال.

و لما جاء التابعون تهيأ لهم من كتابة الأحاديث والسنن ما لم يتهيأ لغيرهم, فأكثروا من التقييد والكتابة فقد تمت معظم الفتوحات, وسكن الصحابة الذين حملوا الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأمصار الإسلامية، وأصبح هناك تفرغ للعلم والرواية والفتوى, وتكونت المدارس العلمية في الحجاز وغير الحجاز, وأضحى لهذه المدارس أساتذة وأئمة, وطلاب كثيرون, وأصبح للعلم ولا سيما علم القرآن والسنة في المجتمع الإسلامي منزلة تفوق منزلة الإمارة, بل والخلافة, فلا عجب أن أقبل التابعون على العلم بنهم غريب, وكان لرواية الأحاديث والسنن من ذلك حظ كبير [7] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57430#_ftn7).

وممن كتب الحديث منهم أو أجاز كتابته لحفظه سعيد بن المسيب، والشعبي، والحسن البصري، وبشير بن نهيك، وهمام بن منبه، وكثير بن أفلح، وسعيد بن جبير، وعبيدة بن عمرو السلماني، وابن عقيل، ومحمد بن علي أبو جعفر، ومحمد بن الحنفية، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن يزيد الجرمي، وأبو المليح عامر بن أسامة بن عمير، وقتادة بن دعامة السدوسي وغير هؤلاء كثيرون [8] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57430#_ftn8) .

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير