تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و-لأن الخالق- وهو أعلم بخلقه- وصفه بأنه " لعلى خلُق عظيم"،وبأنه:" عزيز عليه ماعَنِتُّم، حريص عليكم، بالمؤمنين رءوف رحيم"؛ كما قال هو عن نفسه: " لقد أدَّبني ربي فأحسن تأديبي"،ولقد ضرب - صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال بخُلُقه هذا،فأحبه، ووثق به كل من عاشره من المؤمنين والكفار على السواء، فنشأ وهو معروف بينهم باسم"الصادق الأمين" ... أفلا نحبه نحن؟!!!

ح- لأن الله تعالى شبَّهَه بالنور -الذي يخرجنا من ظلمات الكفر والضلال، ويرشدنا إلى ما يصلحنا في ديننا ودنيانا- في قوله سبحانه:"قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين" (5) فالإسلام لم يأت إلينا على طبق من ذهب، وإنما وصل إلينا بفضل الله تعالى،ثم جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره وملاقاته الصعاب" (6) ... فما من باب إلا وطرقه الكفار ليثنوه عن عزمه، ويمنعوه من تبليغ الرسالة؛ فقد حاولوا فتنته، بإعطاءه المال حتى يكون أكثرهم مالاً، وبجعله ملكا وسيدا ً عليهم، وبتزويجه أجمل نساء العرب، فكان رده عليهم-حين وسَّطوا عمه أبي طالب-"والله يا عم، لو وضعوا القمر في يميني، والشمس في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته،حتى يُظهره الله،أو أهلك دونه"

ثم هم هؤلاء يحاولون بأسلوب آخر وهو التعذيب الجسدي والمعنوي، (ففي الطائف أمروا صبيانهم،وعبيدهم برميه بالحجارة، فرموه حتى سال الدم من قدميه، وفي غزوة أُحُد شُقت شفته، وكُسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم، وفي مكة وضعوا على ظهره روث جزور، وقاطعوه وأصحابه حتى كادوا يهلكون جوعاً، وفي غزوة الخندق جاع حتى ربط الحجر على بطنه صلى الله عليه وسلم…ولكنه لم يتوقف عن دعوته، بل واصل معتصماً بربه، متوكلاً عليه) (7)

ز- لأن حبه يجعله يُسَرُّ بنا عندما نراه يوم القيامة عند الحوض فيسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً.

ح- لأنه هو اللبنة التي اكتمل بها بناء الأنبياء الذي أقامه الله جل وعلا، كما أخبر بذلك أبو هريرة وجاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن َمثَلى ومَثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وُضِعَتْ هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين))

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير