ومن شدة عناية "جيرارد رسل" بترويج الرموز التغريبية كتب مقالة حِجاجية قبل شهرين، وكانت قبيل إعلان جائزة نوبل هذا العام، في صحيفة الجارديان البريطانية المعروفة؛ يجادل فيها بوجوب منح الشاعر الإلحادي العربي "أدونيس" جائزة نوبل للأدب، وكان عنوان المقالة (لماذا يجب أن يفوز أدونيس بجائزة نوبل؟) وفي سياق الاعتبارات التي ذكرها "جيرارد رسل" لدعم أدونيس قوله:
(أدونيس وظَّف في شعره كل التقاليد الدينية، وتحداها جميعاً أيضاً، يقول أدونيس في لقاء رائع "كل الناس يدّعون أن الله أخبرهم كلماته الأخيرة"، وهو يشك في ذلك) [ G. Russell, Guardian, 6/10/2010]
ومن نماذج النشاط "الفكري" للقنصل البريطاني "جيرارد رسل" أنه نفذ زيارة لأحد أهم الصحف التغريبية في المنطقة وهي "صحيفة عكاظ"، وأخذ يبحث معهم شؤونهم الإعلامية! كما تقول صحيفة عكاظ:
(قام القنصل العام البريطاني بجدة "جيرارد راسل" يرافقه المسؤول الاعلامي والسياسي بالسفارة البريطانية بالرياض "الكساندر فيتالي" بزيارة لمجمع «عكاظ» الصحفي، والتقى الضيفان رئيس التحرير المكلف، ودار الحديث حول عدد من الموضوعات ذات العلاقة بالشأن الاعلامي) [صحيفة عكاظ، 23 فبراير 2007م].
هل قدم "جيرارد رسل" هذه المرة -أيضاً- مبالغ مالية، هل قدم أية عروض أو تسهيلات أو مزايا؟ الله أعلم، لا أحد يستطيع أن يجزم بشئ، قد يكون قدم لمهندسي التغريب في صحيفة عكاظ خدمات مادية فعلاًً، وقد يكون اكتفى بخدمات فكرية ودعم معنوي فقط، لكن المهم أنه حاضر وفعال في النشاط التغريبي في المنطقة.
وفي شهر يوليو من هذا العام نشرت صحيفة الوطن خبر لقاء الأمير خالد الفيصل بطالبات كلية (عفت)، ومن أطرف ما في هذا الحفل أن إحدى الطالبات روت ببراءة خبر علاقة البرنامج بجهات أجنبية وصلت لدرجة اللقاء بالرئيس الأمريكي نفسه وتلقي توجيهاته وتوصياته في كيفية التغيير في المملكة، حيث تقول إحدى الطالبات كما تنقل الصحيفة:
(ذكرت الخريجة من كلية التمريض بدار الحكمة، وهي إحدى 8 طالبات اللاتي تم اختيارهن للمشاركة في قمة ريادة الأعمال التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قالت: شاركنا في هذه القمة التي استغرقت يومين، وحظينا بمقابلة الرئيس الأمريكي "أوباما" وقالت "افتتحت هذه القمة من قبل الرئيس الأمريكي، الذي ناقش معنا الكيفية التي نستطيع من خلالها تبادل العلاقات الاجتماعية بين الولايات المتحدة والمملكة، وتنمية الريادة الاجتماعية، وكيف تم الارتقاء بهذه الريادة لكي يتم تطبيقها في المملكة) [صحيفة الوطن، 5/ 7/2010]
كنت أقرأ هذا الخبر وأقضم أسنان الحسرة كيف صار الرئيس الأمريكي يلقن فتياتنا أفضل أساليب التغريب!
وفي أواسط الشهر الماضي نوفمبر اجتمعت أربع عشرة ناشطة بريطانية من أعضاء البرلمان (مجلس العموم) لتشكيل حملة لدعم التغريبيات السعوديات، ووجهن خطاباً خاصاً في 18 نوفمبر للكاتبة التغريبية المتطرفة "وجيهة الحويدر" لتنظيم العلاقة، وفي البداية حافظت الحويدر على سرية الخطاب الذي تلقته منهن، لكنها بعد أسبوعين قررت كشف العلاقة، فنشرت عبر الموقع السعودي المتخصص في أخبار الشيعة (راصد) قصة العلاقة مع هذه الجهة الأجنبية، ونشرت صورة الخطاب الذي تلقته من البرلمانيات البريطانيات، وهذه الجرأة في كشف التفاصيل تعكس حجم (البجاحة السياسية) ومستوى التحدي الذي وصل إليها التغريبيون السعوديون، وأكثر ما أدهشني في الخطاب أن البرلمانيات البريطانيات كتبن الخطاب على الأوراق الرسمية للبرلمان البريطاني (مجلس العموم)!، وهذا الإجراء يوحي بمستوى الجدية والاندفاع في الدعم والمساندة.
وقد استفتحت البرلمانيات البريطانيات الخطاب بذكر بعض المسائل التي تعاني منها المرأة السعودية، وذكرن منها ثلاث مسائل: حرية السفر للمرأة (أي بلا محرم)، وحرية الزواج بلا ولي، وحرية الطلاق بلا تطليق من الزوج، ثم جاء في خاتمة قولهن:
(ونحن كبرلمانيات نساء، من عدة أحزاب سياسية في بريطانيا، سنكون مسرورين بمعرفة ما إذا كان هناك أي شئ نستطيع أن نفعله لمساعدتك .. ، وبإمكانك أن تراسلي الدكتورة سارا ويلسون على العنوان التالي .. ) [ Letter from Sarah Wollaston, 18/11/2010]
ثم اكتظ ذيل الخطاب بتوقيعات أربع عشرة برلمانية بريطانية!
¥