تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تعددت صور بعض الحروف في الكلمة، مما أدى إلى إشاعة الخطأ عند التلاميذ، فبعض الحروف تبقى على صورة واحدة عند الكتابة كالدال، والراء، والزاي، وغيرها، وبعضها له أكثر من صورة كالباء، والتاء، والثاء، والجيم،

والحاء، والكاف، والميم، وغيرها. وما ذكرت ما هو إلاّ على سبيل المثال.

إن تعدد صور الحرف يربك التلميذ، ويزيد من إجهاد الذهن أثناء عملية

التعلم، كما يوقعه في اضطراب نفسي، لأن التلميذ يربط جملة من الأشياء بعضها ببعض، كصورة المدرك والشيء الذي يدل عليه، والرمز المكتوب، فإذا جعلنا للحرف الواحد عدة صور زدنا العملية تعقيدًا.

4 ـ استخدام الصوائت * القصار:

لقد أوقع عدم استخدام الحروف التي تمثل الصوائت القصار التلاميذ في صعوبة التمييز بين قصار الحركات وطوالها، وأدخلهم في باب اللبس، فرسموا

ـــــــــــــــــــــــــ

* الصائت: حركة الحرف، ويقابله الصامت وهو: الحرف، فالضمة حركة الواو، والفتحة حركة الألف، والكسرة حركة الياء.

الصوائت القصار حروفًا، فإذا طلبت من التلاميذ كتابة بعض الكلمات المضمومة الآخر فإنهم يكتبونها بوضع واو في آخرها مثل: ينبعُ، يكتبها التلاميذ ينبعوا، ولهُ يكتبونها لهو، وهكذا. وكذلك الكلمات المنونة، فإذا ما طُلب من بعضهم كتابة كلمة منونة مثل: (محمدٌ أو محمدًا أو محمدٍ)، فأنهم يكتبوها بنون في آخرها هكذا: " محمدن ". ويرجع السبب في ذلك لعدم قدرة التلميذ على التمييز بين قصار الصوائت "الحركات" والحروف التي أخذت منها.

5 ـ الإعراب: ـ

كما أن مواقع الكلمات من الإعراب يزيد من صعوبة الكتابة، فالكلمة المعربة يتغير شكل آخرها بتغير موقعها الإعرابي، سواء أكانت اسمًا أم فعلاً، وتكون علامات الإعراب تارة بالحركة، وتارة بالحروف، وثالثة بالإثبات، وتكون أحيانًا بحذف الحرف الأخير من الفعل، وقد يلحق الحذف وسط الكلمة، في حين أن علامة جزمها تكون السكون كما في: لم يكن، ولا تقل، وقد يحذف الحرف الساكن تخفيفا، مثل: لم يك، وغيرها من القواعد الإعرابية الأخرى التي تقف عقبة أمام التلميذ عند الكتابة.

خامسا ـ أسباب الأخطاء الإملائية: ـ

ترجع أسباب الخطأ الإملائي إلى عدة عوامل مجتمعة لأنها متداخلة ومتشابكة ولا يصح فصلها عن بعضها البعض، إذ إن العلاقة بينها وثيقة الصلة، ولا ينبغي أن نلقى بالتبعة على عنصر من هذه العناصر دون غيره، وأهمها: ـ

1 ـ ما يعود إلى التلميذ نفسه، وما يرتبط به من ضعف المستوى، وقلة المواظبة على المران الإملائي، أو ضحالة ذكائه أو شرود فكره، أو إهماله وعدم مبالاته وتقديره للمسؤولية، أو عدم إرهاف سمعه عندما يملى عليه المعلم القطعة المختارة، أو نتيجة لتردده وخوفه وارتباكه، وقد يكون ضعيف البصر أو السمع، أو بطيء الكتابة مما يفوت عليه فرص كتابة بعض الكلمات، أضف إلى ما سبق عدم الاتساق الحركي، والعيوب المماثلة في النطق والكلام، وعدم الاستقرار الانفعالي كما يؤكد ذلك علماء النفس والتربويون.

2ـ ما يعود إلى خصائص اللغة ذاتها ممثلة في قطعة الإملاء، فأحيانا تكون القطعة المختارة للتطبيق على القاعدة الإملائية أعلى من مستوى التلاميذ فكرة وأسلوبا، أو تكثر فيها الكلمات الصعبة في شكلها، وقواعدها الإملائية، واختلاف صور الحرف باختلاف موضعه من الكلمة، أو نتيجة الإعجام " النقط " أو فصل الحروف ووصلها، وما إلى ذلك.

3ـ ما يعود إلى المعلم، فقد يكون سريع النطق، أو خافت الصوت، أو غير معني باتباع الأساليب الفردية في النهوض بالضعفاء أو المبطئين، أو لا يميز عند نطقه للحروف بين بعضها البعض، وخاصة الحروف المتقاربة الأصوات والمخارج وقد يكون المعلم ضعيفًا في إعداده اللغوي غير متمكن من مادته العلمية، أو لا يتبع أسلوبًا جيدًا في تدريسه، أضف إلى أن مدرسي المواد الأخرى قد لا يلقون بالاً إلى أخطاء التلاميذ، وإرشادهم إلى الصواب.

سادسا ـ الأسس التي تعتمد عليها عملية تدريس الإملاء: ـ

تعتمد عملية تدريس الإملاء على أسس عامة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، وإنما يمكن الاستفادة منها، لو أضاف إليها المعلم خبرته بتلاميذ ومعرفته بمادته، وتنحصر هذه الأسس في الآتي:

1 ـ العين:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير