تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحصّلَ المدْحَ لهُ علمُهُ ما مُهِرَ العورُ مُهورَ الصِّحاحْ

فقال لهُ: أحسَنتَ يا بُدَيرُ. يا رأسَ الدّيرِ! ثمّ قالَ لتِلوِهِ. المُشتَبِهِ بصِنْوِهِ: ادنُ يا نُوَيرَةُ. يا قمَرَ الدُوَيرَةِ! فدَنا ولمْ يتَباطا. حتى حلّ منهُ مقْعَدَ المُعاطى. فقال لهُ: اجْلُ الأبْياتَ العَرائِسَ. وإنْ لمْ يكُنّ نَفائِسَ. فبَرى القلَم وقَطّ. ثمّ احْتَجَرَ اللّوْحَ وخطّ:

فتَنَتْني فجنّنَتْني تجَنّي بتَجنٍّ يفْتَنّ غِبَّ تجَنّي

شغَفَتني بجَفنِ ظَبْيٍ غَضيضٍ غنِجٍ يقْتَضي تغَيُّضَ جَفْني

غَشيَتْني بزِينتَينِ فشفّتْ ني بزِيٍّ يشِفّ بينَ تثَنّي

فتظَنّيتُ تجْتَبيني فتجْزي ني بنَفْثٍ يشْفي فخُيّبَ ظنّي

ثبّتَتْ فيّ غِشّ جيْبٍ بتَزْيي نِ خَبيثٍ يبْغي تشَفّيَ ضِغْن

فنَزَتْ في تجنّي فثنَتْ ني بنَشيجٍ يُشْجي بفَنٍّ ففَنّ

فلمّا نظرَ الشيخُ الى ما حبّرَهُ. وتصفّحَ ما زبَرَهُ. قال له: بورِكَ فيكَ منْ طَلاً. كما بورِكَ في لا ولا. ثمّ هتَفَ: اقْرُبْ. يا قُطْرُبُ. فاقْتَرَبَ منهُ فتًى يحْكي نجْمَ دُجْيةٍ. أو تِمْثالَ دُميةٍ. فقال لهُ: ارْقُمِ الأبْياتَ الأخْيافَ. وتجنّبِ الخِلافَ. فأخذَ القلَمَ ورقَمَ:

إسْمَحْ فبَثُّ السّماحِ زَينٌ ولا تُخِبْ آمِلاً تضَيّفْ

ولا تُجِزْ رَدَّ ذي سؤالٍ فنّنَ أم في السّوالِ خفَّفْ

ولا تظُنّ الدّهورَ تُبقي مالَ ضَنينٍ ولوْ تقَشّفْ

واحلُمْ فجفنُ الكرامِ يُغضي وصَدرُهمْ في العَطاء نفنَفْ

ولا تخُنْ عهْدَ ذي وِدادٍ ثبْتٍ ولا تبْغِ ما تزيَّفْ

فقال له: لا شَلّتْ يَداكَ. ولا كلّتْ مُداكَ. ثمّ نادى: يا عشَمْشَمُ. يا عِطْرَ منْشَمَ! فلبّاهُ غُلامٌ كدُرّةِ غوّاصٍ. أو جُؤذُرِ قنّاصٍ. فقالَ لهُ: اكتُبِ الأبياتَ المَتائِيمَ. ولا تكُنْ منَ المَشائيمِ. فتناولَ القلَمَ المثقّفَ. وكتبَ ولمْ يتوقّفْ:

زُيّنتْ زينَبٌ بقَدٍّ يقُدُّ وتَلاهُ ويْلاهُ نهْدٌ يهُدُّ

جُندُها جيدُها وظَرفٌ وطَرْفٌ ناعِسٌ تاعِسٌ بحدٍّ يَحُدُّ

قدرُها قدْ زَها وتاهَتْ وباهَتْ واعْتَدَتْ واغتَدَتْ بخَدٍّ يخُدّ

فارَقَتْني فأرّقَتْني وشطّتْ وسطَتْ ثمّ نمّ وجْدٌ وجَدّ

فدَنَتْ فدّيَتْ وحنّتْ وحيّتْ مُغضَباً مُغضِياً يوَدّ يُوَدّ

فطفِقَ الشيخُ يتأمّلُ ما سطَرَهُ. ويقلّبُ فيهِ نظرَهُ. فلمّا استحسَنَ خطَّهُ. واستَصَحّ ضبْطَهُ. قال لهُ: لا شَلّ عشرُكَ. ولا استُخبِثَ نشْرُكَ. ثمّ أهابَ بفتًى فتّان. يسفِرُ عنْ أزهارِ بُستانٍ. فقالَ لهُ: أنشِدِ البَيتينِ المُطرَفَينِ. المُشتَبِهَيِ الطّرفَينِ. اللذَينِ أسْكَتا كلّ نافِثٍ. وأمِنا أنْ يعَزَّزا بثالِثٍ. فقالَ له: اسمَعْ لا وُقِرَ سمْعُكَ. ولا هُزِمَ جمعُكَ. وأنشدَ منْ غيرِ تلبّثٍ. ولا تريّثٍ:

سِمْ سِمَةً تحْسُنُ آثارُها واشكُرْ لمنْ أعطى ولوْ سِمسِمَهْ

والمكْرُ مهْما استطَعْتَ لا تأتِهِ لتَقْتَني السّؤدَدَ والمَكرُمَهْ

فقال لهُ: أجدْتَ يا زُغْلولُ. يا أبا الغُلولِ. ثمّ نادَى: أوضِح يا ياسينُ. ما يُشكِلُ من ذَواتِ السّينِ. فنهضَ ولمْ يتأنّ. وأنشدَ بصوْتٍ أغنّ:

نِقْسُ الدّواةِ ورُسغُ الكفّ مُثبَتةٌ سيناهُما إنْ هُما خُطّا وإنْ دُرِسا

وهكذا السّينُ في قسْبٍ وباسِقَةٍ والسفحِ والبخس واقسِرْ واقتبس قبَسا

وفي تقسّسْتُ باللّيلِ الكلامَ وفي مُسيطرٍ وشَموسٍ واتخِذْ جرَسا

وفي قَريسٍ وبرْدٍ قارِسٍ فخذِ ال صّوابَ منّي وكُنْ للعِلمِ مُقتَبِسا

فقال لهُ: أحسنْتَ يا نُغَيشُ. يا صنّاجةَ الجيْشِ. ثمّ قال: ثِبْ يا عَنبَسَةُ. وبيّنِ الصّاداتِ المُلتَبِسَةَ. فوثبَ وِثبَةَ شِبلٍ مُثارٍ. ثم أنشَدَ من غيرِ عِثارٍ:

بالصّادِ يُكتَبُ قد قبَصْتُ دراهِماً بأنامِلي وأصِخْ لتَستَمِعَ الخَبَرْ

وبصَقْتُ أبصُقُ والصِّماخُ وصَنجةٌ والقَصُّ وهْوَ الصّدرُ واقتصّ الأثَرْ

وبخَصْتُ مُقلتَهُ وهَذي فُرصَةٌ قد أُرعِدَتْ منهُ الفَريصَةُ للخَوْرِ

وقصَرْتُ هِنداً أي حبَستُ وقد دنا فِصْحُ النّصارَى وهْوَ عيدٌ مُنتظَر

وقرَصْتُهُ والخمْرُ قارِصَةٌ إذا حذَتِ اللّسانَ وكلّ هذا مُستَطَرْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير