تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اشتهرت بغداد بالأسواق والدكاكين، وكانت على نسق متميز، فقد وزعت الأسواق والدكاكين على جانبي شاطئيها الشرقي والغربي، ففي باب الطاق، كان لا يختلط العطارون بأرباب الزهائم والروائح المنكرة، فكان درب الزعفران بالكرخ، لا يسكنه أرباب المهن، بل أهل البز والعطر، ودرب سليمان في الرصافة مقصور على القضاة والشهود وكبار التجار. وعلى نفس الحال كان سوق الطير، وسوق المأكول والخبازين والقصابين، وسوق الصاغة، وسوق الوراقين وهي مجالس العلماء والشعراء.

ومن أشهر خانات بغداد خان مرجان الذي بناه حاكم بغداد أمين الدين بغداد عام 760هـ / 1258 م. وهو من الخانات التي مازالت شاخصة حتى الآن. وهو من الملامح المميزة بشرقي بغداد في موقع متفرع من شارع الرشيد، وكان هذا الخان عبارة عن فندق يستقبل النزلاء والتجار، وهو يشبه القيسارية من حيث سقوفه وفنه المعماري، ويتكون من قاعة كبيرة مسقوفة بعقود في أطرافها شبابيك لإنارة الخان من الداخل، والخان مؤلف من طابقين يحتوي من الأول على (22) غرفة والثاني على (23) غرفة، وكان التجار والمسافرون يحتلون غرف الخان وكان يجري في ساحته عملية البيع والشرء مدة ما يقارب سبعة قرون. وهو يمثل أسلوبا فريدا في الفن المعماري في بغداد.

ومن القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي كان في مدينة بغداد خان جغان الذي بني عام 999هـ / 1590 م في زمن حكم السلطان مراد وعلى نفقة جغالة زادة سنان باشا والي بغداد وقد كان هذا الخان على حاله حتى عام 1347هـ / 1929 م حيث هدم وعمر مكانه أسواق وكان هذا الخان له بابان شمالي وجنوبي وكانت تعلو مدخله الشمالي كتابة مطولة بالتركية وتحتها بضعة أسطر بالعربية. ومنذ القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي فقد كانت هناك مجموعة من خانات بغداد من أشهرها خان جني مراد وموقعه سوق العطارين حاليا وسوق مرجان قديما، ويشتمل الخان على طابقين الطابق الأرضي وفيه عشرون غرفة، أما الطابق العلوي فيحتوي على ثلاث وعشرين غرفة، وقد شيد هذا الخان الحاج مراد علي عام 1097هـ / 1686 م، وأوقفه على ذريته

وكان ببغداد خان النخلة أو خان مخزوم وكان موقعه في رأس سوق الزازين، وقد شيده الشيخ محمد المخزوم بن حافظ باشا عام 1110هـ / 1699 م، وأوقفه على ذريته. وكذلك خان دلة الكبير وكان موقعه في سوق البزازين أيضا، وقد شيده الحاج عبد القادر دلة بن إسماعيل عام 1322هـ / 1904 م، وهو خان كبير يتكون من طابقين متين البناء، وهو الآن محل تجاري. ثم خان المواصلة وقد استخدم قسما من المدرسة المستنصرية كخان لتجار الموصل وذلك عام 1325هـ / 1907 م. وكذلك خان اللاوند وكان موقعه في سوق الفضل، وقد أمر ببنائه الوزير داود باشا والي بغداد عام 1232هـ / 1816 م وأسكن فيه عسكر (اللواند) التي كانت مهمته الحفاظ على الوالي. وكانت مساحة الخان واسعة ولكن التغيرات التي طرأت عليه نتيجة الإهمال دعت والي بغداد نامق باشا عام 1315هـ / 1897 م أن يجعل مساحته منتزها وبني في وسطه حوض للماء، وغرس فيه النخيل والأشجار وسوره بسور من الحديد، وبقي على هذا الحال حتى عزل الوالي وخلفه آخرون فأهمل أمره وقطعت مساحته قطعا فأصبح شبه محلة عامرة.

المكانة العلمية

كانت المساجد والمساجد الجامعة على الأخص مباءة لأشياخ العلم، ومرادا لتلاميذهم فكان الشيخ يجلس إلى سارية من سواري المسجد ويحلق أمامه الطلبة فيقول وهم يسمعون ويشرح ويوضح، فكان المسجد بمثابة جامعة تتألف من عدة كليات، فالمسجد الواحد قد يضم من حلقات العلم العدد العديد، فهنا حلقات لتدريس علم الكلام وهناك لتعليم الفقه وأخرى لرواية الحديث، وفي جانب هذه المؤسسات مدارس لا تكاد تحصى عدا ويقصر التعليم فيها على مبادئ القراءة والكتابة وبسائط علم اللغة والحساب، ويعنى فيها عناية خاصة بتدريس القرآن الكريم، يطلق عليها اسم الكتاتي ب وهي بمثابة المدارس الأولية اليوم، وهذه الكتاتيب قد تكون في المساجد، وقد تكون في البيوت الخاصة، وكان هناك مدارس كثيرة لتأديب الجواري وتثقيفهن.

المدارس:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير