تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الوضع السكاني مختلف في المغزى، فعدد الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس يقترب من حاجز الأربعة ملايين، وعدد الفلسطينيين وراء الخط الأخضر يصل إلي مليون و300 ألف، وبنسبة تقدر بخمس سكان إسرائيل كلها، أي أن عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية يكاد يساوي عدد اليهود علي الأرض ذاتها، وقد كان التوقع أن يصل الطرفان إلي التعادل السكاني عام 2015، لكن معدل نمو مواليد الفلسطينيين العرب تفوق بمقدار الضعف علي عدد مواليد اليهود، وجعل السباق لصالح الفلسطينيين بصورة أسرع، أضف: عدد الفلسطينيين اللاجئين في الدنيا كلها، وهو يفوق الستة ملايين الآن، ويكاد عدد الفلسطينيين الكلي يقارب عدد اليهود في العالم كله، فالعدد الإجمالي لليهود في العالم إلي ثبات بل إلي تناقص، ويعاني من عوارض موت الشعب اليهودي، ويدور حول رقم 13 مليوناً وربما أقل، ويشكل يهود إسرائيل حوالي 40% من يهود العالم، ولا يبدو واردا أن تنعم إسرائيل بموجات هجرة يهودية مؤثرة إليها، فقد انتهي عهد الهجرة اليهودية الذهبي، وكان قد زاد بمعدل نمو إسرائيل إلي أكثر من 9% سنويا في الخمسينيات، ثم مال معدل النمو إلي انخفاض في الثمانينيات، ونزل إلي واحد ونصف بالمئة سنويا، ثم زاد مع هجرة اليهود السوفييت إلي حوالي 4% في النصف الأول من التسعينيات، وكانت تلك آخر دفعة إنعاش سكاني، ولم يعد واردا لإسرائيل أن تتوقع هجرة ذات مغزى، فيهود أوروبا وأمريكا ـوهم الغالبيةـ لن يذهبوا بالطبع لإسرائيل، فأحوالهم ممتازة ومتحكمة في مجتمعاتهم، وأكثر ما يفعلون هو صهيونية النفقة، أي أن يدفعوا لإسرائيل التي هي في وضع المطلقة المتروكة، وخشية الفضيحة أمام النفس والناس لا غير، والمحصلة: تجميد حالة نمو إسرائيل يهوديا مقابل الثورة السكانية المتدفقة للفلسطينيين العرب، فقد نضبت مخازن المادة للبشرية اليهودية المستعدة للذهاب إلي إسرائيل، وهو ما يعني أن حالة إسرائيل كدولة يهودية إلي ضمور وتآكل بلا عودة، وأن الحديث عن إسرائيل كدولة يهودية قد يصح في الأغاني وخطب السياسيين، لكنه مجرد تزوير للواقع الذي يهربون منه إلي فسحة الخيال (!).

هناك تتمة للموضوع لن أنقلها خشية الإثقال فقط.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير