يتابع رئيس التحرير موضحاً بأن الرسومات النقدية (الكاريكاتير) والكلمات الساخرة التي تتناول شتى المواضيع وكافة الفئات والأفكار , وهي عبارة عن نقد وسخرية هادفة وذكية أيضاً , وأن هذا أمراً مقبولاً ومتعارفاً عليه في العالم بأسره , باستثناء ما يخص الإسلام! فيتعجب من الحرمة التي يناله الإسلام في هذا الشأن ويعزو هذه الحرمة والهالة والقدسية إلى وجود مجموعة من طبقة القساوسة (كما عبر الكاتب) من الإسلاميين , وشلة (حسب الكاتب) من المشائخ والملالي الذين يعطون لأنفسهم حق النقد والتفسير الحصري لكلام النبي (صلى الله عليه وسلم).
دلل الكاتب بعد ذلك على صحة أفكاره تجاه المسألة بعرض أمثلة ونماذج للموضوع.
فبدأ بذكر قطعة فنية أزيلت من متحف عريق بسبب الخوف من المس بمشاعر المسلمين , وأن مجموعة كتاب ونقاد خافوا من الإعلان عن أسمائهم عند نشر مجموعة مقالات لهم خوفاً من المساس بمشاعر المسلمين أيضاً , وأن الرسامين الدنماركين يمتنعون عن رسم أغلفة ساخرة لكتاب أو أكثر , حسباً لردة فعل المسلمين , وأن أحد الساخرين الدنماركيين المشهورين قد صرح منذ زمن , بأن الخوف من استفزاز مشاعر المسلمين يمنعه من السخرية بالقرآن على الهوآء مباشرة.
يقول الكاتب: سيكون الأمر مسعداً حقاً لو تمكنا من إزالة هذا الخوف وهذا الهراء الكامن وراء جنون العظمة عند هؤلاء ,إلا أن منتجاً سينمائياً قد قتل لأنه تعرض لمشاعر المسلمين , وأستاذاً جامعياً قد ضرب ضرباً مؤذياً من طلبة عنده , لما قرأ من القرآن جهرة (بطريقة لا تليق بالقرآن) وفسر الفعل بأنه استفزاز فكان من حق المجانين أن يضربوه ويهددوه.
هو وجود شلة أئمة وملالي يحتكرون حق التفسير لكلام النبي (صلى الله عليه وسلم).
ومضى رئيس التحرير قائلاً: المرشدون الروحيون للمسلمين كثير أما يهربون من المواضيع مطروحة ويلفلفون بعبارة يقولونها بملئ أفواههم , عن محبة الإسلام وأنه دين سلام ويذبون يفسرون كل موضوع في القرآن على أنه شأن تاريخي لا علاقة له بالواقع الدنماركي ... ولو سألناهم تحديداً أي المقاطع هي تلك التي تعتبرونها غير حرفية ويجب أخذها بتأويل , فإنهم يلجئون إلى عبارة غير واضحة ولا دقيقة.
أشار الكاتب: أيضاً إلى طلب مجموعة من المشاركين في اللقاء الذي حصل في مقر رئاسة الوزراء , منع جوانب من الصحافة من الصدور , لأنها تمس مشاعر المسلمين وتسئ إليهم , وهذا أمر مدهش للغاية بنظر الكاتب , إذ لا يتوافق هذا مع فلسفة المجتمعات الغربية , التي يرى أنها ترغم على مناقشة قضايا من العصور الوسطى , قد تخطتها الحضارة الغربية منذ عصر التنوير.
ختم المحرر قائلاً وآملاً: إنه سيكون شيئاً مباركاً لو أن الغالبية العظمى من المسلمين والتي نعتقد أنها ترغب بالعيش بسلام وأمن مع نفسها وجيرانها اتخذت موقفاً رافضاً الإبقاء على هذا التاريخ المظلم. أ. هـ.
لم يعجب رئيس تحرير الصحيفة المعتدية،تحرك الشارع الإسلامي بمؤسسات وفعالياته للدفاع عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وأعتبرها محاربة وقمع للديمقراطية فعمد رئيس التحرير بنفسه إلى كتابة مقال رد فيه على المسلمين الذين انزعجوا من الصور التي نشروها وأعلن عن استمرار نشر الصور وعن عدم الموافقة على الاعتذار أو التراجع وجند العديد من الرسامين الحاقدين ليتابعوا مسيرته المعادية للإسلام وأقام المسابقات في هذا الخصوص بين الرسامين, وفيما يلي نماذج عن ما صدر:
(هذا من كلامهم وأعتذر عن نشر الصور)
رأي صحيفة يولانس بوستن 12 أكتوبر 2005:
الكلمة الحرة
لقد أثارت صحيفة يولانس بوستن اهتمام المسلمين عندما نشرت يوم الجمعة /إيلول رسوم قام بوضعها اثنا عشر رساماً حول ما يعتقدوه بشكل ساخر تصويراً للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
جزء كبير من المسلمين يرون أن الصحيفة مذنبة في القيام عمل مؤذي للمشاعر , والبعض يتجاوز ذلك ويطالب الصحيفة بتقديم اعتذار و سحب تلك الرسومات.
وبغض النظر عن استحالة سحب مسألة تم نشرها , فإننا لا نعتذر عن عمل نعتبره جزء طبيعي من العمل الإعلامي.
لقد تم نشر الرسومات ضمن مقالة حول الرقابة الذاتية التي انتشرت في صفوف الإعلاميين والفنانيين , والتي قد تقود إلى شل حرية التعبير بشكل مدمر وغير معقول.
¥