قد لا تكون الإجابة مهمة في نظر بعض الآباء، لكن تربية الطفل على الأخلاق الفاضلة هو الهدف المطلوب في نظر من يبحث عن برنامج لتربية أبنائه.
من يعلم الطفل الأخلاق الحسنة؟
لا يهتم بعض الآباء من يعلم طفلهما هل:
- المدرسة؟.
- أصدقاء صالحين أو أصدقاء سوء؟.
- أجهزة الأعلام (القنوات الفضائية، الصحافة .. )؟.
ولكن ألا تتفق معي في أن للأبوين دورً كبيراً في صقل شخصية الابن؟
· ما المنهج الأخلاقي الذي نريده لأبنائنا؟
روي عن نبي الإسلام " أدبني ربي فأحسن تربيتي "، وقال تعالى في مورد مدح لنبيه "وإنك لعلى خلق عظيم ". إذا كان الأبوين مسلمين ولم يتأثرا بالمنهج الغربي في التربية فأنهما يختاران المنهج الأخلاقي من منظور الإسلام. الإسلام دين غني بهذا المنهج، وعلى الأبوين القيام بما يلي:
- الاطلاع الواسع في كتب الأخلاق لتكوين خلفية أخلاقية يمكن نقلها للأبناء.
- تعلم الأخلاق من علماء الأخلاق الأفاضل.
- تزكية النفس وتطهيرها من الأخلاق الفاسدة، وكلما كان الأبوان صالحين، كلما تأثر بصلاحهما الأبناء.
- مواصلة غرس الأخلاق والفضائل في نفوس الأبناء ومراقبة أي انحراف في سلوكهم لتعديل هذا الانحراف.
- تفجير الطاقات والمواهب في الأبناء لتكوين شخصيتهم السوية.
- التعرف على عالم الطفل وخصائصه من خلال قراءة كتب علم النفس.
· الموازنة بين التعليم المدرسي وزرع الفضائل في نفوس الأبناء:
المنهج المدرسي بشكل عام منهج سليم ويحث على تربية النشء وإعداد المواطن الصالح، لكن لماذا ينحرف الأبناء أخلاقياً؟ ولماذا يتأخرون دراسياً؟ ومن يتحمل المسئولية: المدرسة أم البيت أم رفقاء السوء أم أجهزة الأعلام، أم كل هذه العوامل؟
تربية الأبناء تكون من مسئولية:
- البيت
-المدرسة
تقليص دور أحدهما يعني إيجاد خلل في نظام تربية الطفل. أكد علماء التربية على دور البيت في تربية الأولاد، والبيت عامل أساس بينما دور المدرسة عامل مساعد لكنه مكمل لدور البيت وضروري. وقد يكون دور المدرسة يتمثل في تلقين الطفل المبادئ والحقائق والأخلاق ويأتي دور البيت في تثبيت هذه الثوابت، والتأكيد عليها وتطبيقها في نفس الطفل من باب تكامل الجانب النظري والجانب العملي.
· تعاون الأبوين في تربية الأبناء:
نتيجة تعقيد الحياة اليومية وانشغال الأبوين أو أحدهما عن دوره في تربية الابن، يهمل الأبناء، أو لا يستطيع أحد الأبوين القيام بدوره بشكل مطلوب.
على الرغم من تأكيد الإسلام على دور الأب ومسئوليته أمام ربه من باب " قوا أنفسكم وأهليكم "، إلا أن التعاون مرغوب ومطلوب في هذا العصر لأنه:
- ضرورة في تربية الأبناء.
- اتفاق الأبوين على أسلوب مطور للتربية.
- الإيمان بأهمية توزيع الأدوار بينهما.
- قوامة الرجل ومسئوليته الدينية لا تمنع دور الأم في التربية.
· تعديل شخصية الطفل:
يقصد بالشخصية ما يمتاز به الشخص من صفات وسمات أو خصال، وهي تعبر عن سلوكه وتصرفه في الفكر والقول والعمل.هذه الشخصية موجودة في الطفل لكن تحتاج إلى تعديل.
يتأثر الطفل بخصائص الوراثة من أبويه، فهو يرث منهما الصفات الوراثية، وهذا يؤكد على دور الوراثة الواضح في تكوين شخصية الطفل، وعلى الأبوين العمل بكل جد صقل شخصية ابنهما، ولا يتوقعان أن الابن يأخذ كل الصفات الحميدة منهما، وإنما بالتعليم والتربية تتكون شخصية الطفل.
ويتأثر الطفل بنوع المعاملة التي يتلقاها من أبويه، حصر بعض التربويين عدة مواقف لمعاملة الأبوين لطفلهما التي تؤدي إلى انحراف شخصية الطفل:
- الخضوع الزائد لرغبات الطفل (الدلال): وقد يصبح الطفل منطوياً وانزوائياً، وقد يدمر بعض أثاث البيت في حال عدم تلبية رغباته.
- طلب الكمال: مطالبة الطفل بإنجازات على درجة من المهارة والإتقان تكون أعلى من مستواه وقدراته العقلية، وقد يشعر بالإحباط عندما لا يستطيع القيام بهذه الأعمال.
- الإفراط في التوجيه: زيادة مراقبة الطفل وتوجيهه أو إعطائه الأوامر في كل كبيرة وصغيرة، وعدم ترك حرية التصرف أو المبادرة قد يلجأ الطفل إلى المماطلة أو التردد والنسيان أو على العكس فقد يلجأ إلى التمرد والعصيان والعناد.
¥