تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال تعالى يعدد نعمه على عبده ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه: {ألم يجدك يتيما فآوى} وذلك أن أباه توفي وهو حمل في بطن أمه، وقيل بعد أن ولد عليه السلام، ثم توفيت أمه آمنة بنت وهب وله من العمر ست سنين، ثم كان في كفالة جده عبد المطلب إلى أن توفي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب ثم لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقره ويكف عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره، هذا وأبو طالب على دين قومه من عبادة الأوثان، وكل ذلك بقدر الله وحسن تدبيره إلى أن توفي أبو طالب قبل الهجرة بقليل، فأقدم عليه سفهاء قريش وجهالهم فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنته على الوجه الأتم الأكمل فلما وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، (رضي الله عنهم أجمعين) وكل هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به.

(تفسير بن كثير 4/ 674)

سادساً ً ـ صور من دفاع الصحابة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)

1ـ أبو بكر يدافع عن رسول الله

عن عبد الله بن عمرو قال: قلت: ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما كانت تظهر من عداوته؟ قال: قد حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم في الحجر فذكروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا.

فبيناهم في ذلك إذ طلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقبل يمشي حتى استلم الركن فمر بهم طائفاً بالبيت فلما أن مر بهم غمزوه ببعض القول قال: وعرفت ذلك في وجهه ثم مضى (صلى الله عليه وسلم) فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى (صلى الله عليه وسلم) فمر بهم الثالثة غمزوه بمثلها، ثم قال: (أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح) قال: فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا لكأنما على رأسه طائر واقع حتى إن أشدهم فيه وطأة قبل ذلك يتوقاه بأحسن ما يجيب من القول، حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم انصرف راشداً فوالله ما كنت جهولاً فانصرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

حتى إذا كان من الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه، وبينا هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، وأحاطوا به يقولون له: أنت الذي تقول كذا وكذا، لما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم، قال: (نعم أنا الذي أقول ذلك) قال: فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بمجمع ردائه، وقال: وقام أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) دونه يقول وهو يبكي: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟ ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط.

(صحيح ابن حبان 14/ 516)

عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت حدثني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أقبل عقبة بن أبي معيط ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي عند الكعبة فلوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر (رضي الله عنه) فأخذ بمنكبيه فدفعه عن رسول (الله صلى الله عليه وسلم) فقال {أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم} أخرجه البخاري في الصحيح من حديث الأوزاعي.

(سنن البيهقي الكبرى 9/ 7)

2ـ حمزة ابن عبد المطلب يضرب أبا جهل لأنه شتم النبي (صلى الله عليه وسلم)

عن ابن إسحاق قال: حدثني رجل من أسلم و كان واعية أن أبا جهل اعترض لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند الصفا فأذاه و شتمه، و قال فيه ما يكره من العيب لدينه، و التضعيف له، فلم يكلمه رسول الله (صلى الله عليه و سلم).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير