تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأمر الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم، ففيهم أنزل الله تعالى {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} وفيهم أنزل الله تعالى {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا} إلى قوله {حتى يأتي الله بأمره} فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن [أذى] رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأذى المسلمين، أمر رسول (الله صلى الله عليه وسلم) سعد بن معاذ، و محمد بن مسلمة الأنصاري، ثم الحارثي، و أبا عيسى بن حبر الأنصاري، و الحارث بن أخي سعد بن معاذ، في خمسة رهط، فأتوه عشية في مجلسه بالعوالي فلما رآهم كعب بن الأشرف أنكر شأنهم، وكان يذعر منهم، وقال لهم: ما جاء بكم؟ قالوا جاء بنا حاجة إليك، قال: فليدنو إلي بعضكم ليحدثني بها فدنا إليه بعضهم، فقال: قد جئناك لنبيعك أدراعاً لنا لنستنفق أثمانها، فقال: والله لئن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل بكم هذا الرجل، فواعدهم أن يأتوه عشاء حين يهدي عنه الناس، فجاؤوه، فناداه رجل منهم فقام ليخرج إليهم، فقالت امرأته: ما طرقوك ساعتهم هذه بشيء مما تحب، قال: بلى إنهم قد حدثوني حديثهم فخرج إليهم، فأعتنقه محمد بن مسلمة وقال لأصحابه: لا يسبقكم وإن قتلتموني وإياه جميعاً، فطعنه بعضهم بالسيف في خاصرته.

فلما قتلوه فزعت اليهود، ومن كان معهم من المشركين، فغدوا على النبي (صلى الله عليه وسلم) حين أصبحوا فقالوا: قد طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من ساداتنا، فقتل غيلة، فذكر لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي كان يقول في أشعاره ويؤذيهم به، فدعاهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يكتب بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة فيها جامع أمر الناس فكتبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

(المعجم الكبير 19/ 76)

ومنه أيضاً

عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك: أن كعب بن الاشرف اليهودي كان شاعراً وكان يهجو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ويحرض عليهم فقال (صلى الله عليه وسلم): (من لكعب؟) فلما أبى أن ينزع عن أذى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأذى المسلمين أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سعد بن معاذ و محمد بن مسلمة و أبا عيسى بن الحارث ابن أخي سعد بن معاذ في خمسة، فأتوا كعبا فذكر مثله.

(المعجم الكبير 19/ 78).

2ـ محاصرة من شتم الرسول (صلى الله عليه وسلم)

لما خرج المسلمون إلى بني قريظة أعطى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الراية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، ونهض علي وطائفة معه حتى أتوا بني قريظة ونازلوهم؛ فسمعوا سب الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فانصرف علي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له: يا رسول الله لا تبلغ إليهم وعرض له، فقال له: أظنك سمعت منهم شتمي، لو رأوني لكفوا عن ذلك. ونهص إليهم فلما رأوه أمسكوا. فقال لهم: نقضتم العهد يا إخوة القرود، أخواكم الله وأنزل بكم نقمته. فقالوا: ما كنت جاهلاً يا محمد فلا تجهل علينا. ونزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة.

(تفسير القرطبي 14/ 16)

رابعاً ـ قريشيون يدافعون عن النبي (صلى الله عليه وسلم)

أبو طالب ينهي عن أذى الرسول (صلى الله عليه وسلم)

قال تعالى {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (الأنعام/26) عن ابن عباس يقول: نزلت في أبي طالب كان ينهى عن محمد أن يؤذى وينأى عما جاء به أن يؤمن به، وعن القاسم بن مخيمرة قال: كان أبو طالب ينهى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا يصدقه، قال ابن بشر: كان أبو طالب ينهى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يؤذى ولا يصدق به كان ينهى عن أذى محمد وينأى عما جاء به أن يتبعه.

(تفسير الطبري 5/ 171)

(معاني القرآن 2/ 411)

خامساً ـ الأنصار يدافعون عن النبي (صلى الله عليه وسلم)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير