وصور، ونماذج الدفاع عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كثيرة، ومتعددة في كل تقسيم من التقسيمات سابقة الذكر، ولكنني أردت أن أقف على نماذج سريعة، تبين الهدف المنشود، من أن الدفاع عنه (صلى الله عليه وسلم) أمر واجب، وقد حدث أثناء حياته (صلى الله عليه وسلم) فمن واجبنا الآن الذب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
[ line]
( ب): قتل من سب أو أساء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم).
[ line]
1 ـ أن الذمي إذا سب الرسول أو سب الله أو عاب الإسلام علانية فقد نكث يمينه و طعن في ديننا لأنه لا خلاف بين المسلمين أنه يعاقب على ذلك و يؤدب عليه فعلم أنه لم يعاهد عليه لأنا لو عاهدناه عليه ثم فعله لم تجز عقوبته و إذا كنا قد عاهدناه على أن لا يطعن في ديننا ثم يطعن في ديننا فقد نكث في دينه من بعد عهده و طعن في ديننا فيجب قتله بنص الآية (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله)
الصارم المسلول 1/ 16
2ـ عن خليد أن رجلا سب عمر بن عبد العزيز فكتب عمر: إنه لا يقتل إلا من سب رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و لكن اجلده على رأسه أسواطاً، و لولا أني أعلم أن ذلك خير له لم أفعل.
(الصارم المسلول 1/ 213)
3ـ أن عيب ديننا و شتم نبينا مجاهدة لنا و محاربة فكان نقضا للعهد كالمجاهدة و المحاربة بالأولى. يبين ذلك أن الله سبحانه قال في كتابه: {و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله} [التوبة: 41] و الجهاد بالنفس يكون باللسان كما يكون باليد بل قد يكون أقوى منه قال النبي (صلى الله عليه و سلم) [جاهدوا المشركين بأيديكم و ألسنتكم و أموالكم] (رواه النسائي و غيره)
4ـ و كان [صلى الله عليه و سلم] يقول لحسان بن ثابت: [أهجهم و هاجهم] [و كان ينصب له منبر في المسجد ينافح عن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بشعره و هجائه للمشركين] و قال النبي صلى الله عليه و سلم: [اللهم أيده بروح القدس] و قال: [إن جبرئيل معك ما دمت تنافح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم] و قال: [هي أنكى فيهم من النبل [.
5ـ و إذا كان شأن الجهاد باللسان هذا الشأن في شتم المشركين و هجائهم و إظهار دين الله و الدعاء إليه، علم أن من شتم دين الله و رسوله و أظهر ذلك و ذكر كتاب الله بالسوء علانية فقد جاهد المسلمين و حاربهم و ذلك نفض للعهد.
6ـ أنّا و إن أقررناهم على ما يعتقدونه من الكفر و الشرك فهو كإقرارنا لهم على ما يضمرونه لنا من العداوة و إرادة السوء بنا و تمني الغوائل لنا فإننا نحن نعلم أنهم يعتقدون خلاف ديننا و يريدون سفك دمائنا و علو دينهم و يسعون في ذلك لو قدروا عليه فهذا القدر أقررناهم عليه فإذا عملوا بموجب هذه الإرادة ـ بأن حاربونا و قاتلونا ـ نقضوا العهد كذلك إذا عملوا بموجب تلك العقيدة ـ من إظهار السب لله و لكتابه و لدينه و لرسوله ـ نقضوا العهد إذ لا فرق بين العمل بموجب الإرادة و موجب الاعتقاد.
7ـ أن مطلق العهد الذي بيننا و بينهم يقتضي أن يكفوا و يمسكوا عن إظهار الطعن في ديننا و شتم رسولنا كما يقتضي الإمساك عن دمائنا و محاربتنا لأن معنى العهد أن كل واحد من المتعاهدين يؤمن الآخر مما يحذره منه قبل العهد و من المعلوم أنا نحذر منهم إظهار كلمة الكفر و سب الرسول و شتمه كما نحذر إظهار المحاربة بل أولى لأنا نسفك الدماء و نبذل الأمول في تعزير الرسول و توقيره و رفع ذكره و إظهار شرفه و علو قدره وهم جميعا يعلمون هذا من ديننا فالمظهر منهم لسبه ناقض للعهد فاعل لما كنا نحذره و نقاتله عليه قبل العهد و هذا واضح.
الصارم المسلول 1/ 213
8ـ أن إظهار سب الرسول طعن في دين المسلمين و إضرار بهم و مجرد التكلم بدينهم ليس فيه إضرار بالمسلمين فصار إظهار سب الرسول بمنزلة المحاربة يعاقبون عليها و إن كانت دون الشرك.
9ـ متى أظهروا الكفر الذي هو طعن في دين الله نقضوا به العهد بخلاف كفر لا يطعنون به في ديننا و هذا لأن العهد إنما اقتضى أن يقولوا و يفعلوا بينهم ما شاءوا مما لا يضر المسلمين فأما أن يظهروا كلمة الكفر أو أن يؤذوا المسلمين فلم يعاهدوا عليه البتة.
¥