ـ[اسامة2]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 06:14 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: ((خياركم من أطعم الطعام)). أخرجه الحاكم وغيره.
قال عمر رضي الله عنه لصهيب رضي الله عنه: أي رجل أنت؛ لولا خصال ثلاث فيك! قال: وما هن؟ قال: اكتنيتَ وليس لك ولد , وانتميت إلى العرب وأنت من الروم , وفيك سرف في الطعام.
قال: أما قولك: اكتنيت ولم يولد لك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّاني أبا يحيى. وأما قولك: انتميت إلى العرب ولست منهم , وأنت رجل من الروم؛ فإني رجل من النمر بن قاسط , فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفتُ نسبي.وأما قولك: فيك سرف في الطعام؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. أخرجه ابن سعد وغيره.
من فوائد الحديث:
وفي هذا الحديث فوائد:
الأولى: مشروعية الاكتناء لمن لم يكن له ولد؛ بل قد صحَّ في البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كنى طفلة صغيرة حينما كساها ثوباً جميلاً , فقال لها: "هذا سنا يا أم خالد! هذا سنا يا أم خالد".
وقد هجر المسلمون -لا سيما الأعاجم منهم- هذه السنة العربية الإسلامية , فقلَّما تجد من يكتني منهم , ولو كان له طائفة من الأولاد , فكيف مَن لا ولد له؟! وأقاموا مقام هذه السنة ألقاباً مبتدعة؛ مثل: الأفندي , والبيك , والباشا , ثم السيد , أو الأستاذ , ونحو ذلك مما يدخل بعضه أو كله في باب التزكية المنهي عنها في أحاديث كثيرة؛ فلينتبه لهذا.
الثانية: فضل إطعام الطعام , وهو من العادات الجميلة التي امتاز بها العرب على غيرهم من الأمم , ثم جاء الإسلام وأكَّد ذلك أيما توكيد؛ كما في هذا الحديث الشريف , بينما لا تعرف ذلك أوروبا , ولا تستذوقه , اللهم! إلا من دان بالإسلام منها؛ كالألبان ونحوهم.
ـ[قلب الحبيب]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 06:37 م]ـ
السلام عليكم
إني إلى حديثك بالأشواق.
هيا هيا واصل وصلك الله بحفظه ورعايته.
عندي طلب من فضلك: هل السلسلة الصحيحة للألباني التي عندك مصورة على طريقة (أدوبي أكروبايت) أم على الوورد؟
-أعتذر عن استخدام هذه الكلمات الأجنبية (أدوبي أكروباي، وورد) لأنه ليس هناك تعريب لها مصطلح عليه، لأنني وإياكم أحسبنا نحرص على هذه اللغة حرصَنا على ديننا وأنفسنا وأولادنا، فهي مصدر عزنا وعلونا ورفعتنا إن شاء الله في الدنيا والآخرة، وحسبنا وحسبها شرفًا وعلوًا أنها لغة القرآن الكريم والسنة الشريفة.
وفقنا الله وإياكم لكل خير.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 08:43 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
زادك الله من فضله
وجزاك الله خيرًا
قلب واسع:
هنا ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/sahiha_cmp.zip) تجد السلسلة إن شاء الله
وهنا ( http://www.alalbany.net/albany_books.php) كتب أخرى للشيخ (عليه رحمة الله)
ـ[اسامة2]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 08:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: وبعد
لا أعرف الذي ذكرت , ولا أملك الكتاب أصلا , فقد كنت استعرته من شيخي يوما ما , ولهذا كنت أكتب لأني لا أملكه.
رزقنا الله العمل بعد العلم وألبسنا ثوب الإخلاص.
ـ[اسامة2]ــــــــ[18 - 11 - 2007, 12:46 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يظلم مؤمناً حسنَته؛ يُعطَى بها (وفي رواية: يثاب عليها الرزق في الدنيا) , ويجزى بها في الآخرة , وأمّا الكافر؛ فيطعَم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا , حتى إذا أفضى إلى الآخرة؛ لم يكن له حسنة يجزى بها)). أخرجه مسلم وغيره.
قال الشيخ – رحمه الله-: تلك هي القاعدة في هذه المسألة: أن الكافر يجازى على عمله الصالح شرعاً في الدنيا , فلا تنفعه حسناته في الآخرة , ولا يخفف عنه العذاب بسببها , فضلاً عن أن ينجو منه.
(تنبيه): هذا في حسنات الكافر الذي يموت على كفره؛ كما هو ظاهر الحديث , وأما إذا أسلم؛ فإن الله تبارك وتعالى يكتب له كل حسناته التي عمل بها في كفره , ويجازيه بها في الآخرة , وفي ذلك أحاديث كثيرة؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أسلم العبد , فحسن إسلامه؛ كتب الله له كل حسنة كان أزلفها" الحديث.
هذا؛ وقد يظن بعض الناس أن في السنة ما ينافي القاعدة المذكورة من مثل الحديث الآتي:
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذُكر عنده عمه أبو طالب , فقال: ((لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة , فيُجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه , يغلي منه دماغه)). رواه مسلم وغيره.
وجوابنا على ذلك من وجهين أيضاً:
الأول: أننا لا نجد في الحديث ما يعارض القاعدة المشار إليها , إذ ليس فيه أن عمل أبي طالب هو السبب في تخفيف العذاب عنه , بل السبب شفاعته صلى الله عليه وسلم؛ فهي التي تنفعه.
ويؤيد هذا الحديث التالي:
عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله! هل نفعت أبا طالب بشيء؛ فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال:
((نعم؛ هو في ضحضاح من نار , ولولا أنا (أي: شفاعته)؛ لكان في الدرك الأسفل من النار)). رواه مسلم وغيره.
فهذا الحديث نصٌ في أن السبب في التخفيف إنما هو النبي عليه السلام؛ أي: شفاعته كما في الحديث قبله , وليس هو عمل أبي طالب؛ فلا تعارض حينئذ بين الحديث وبين القاعدة السابقة.
ويعود أمر الحديث أخيراً إلى أنه خصوصية للرسول صلى الله عليه وسلم , وكرامة أكرمه الله تبارك وتعالى بها , حيث قبل شفاعته في عمه وقد مات على الشرك , مع أن القاعدة في المشركين أنهم كما قال الله عز وجل: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) , ولكن الله تبارك وتعالى يخص بتفضّله من شاء , ومَن أحق بذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله؟!
والجواب الثاني: أننا لو سلَّمنا جدلاً أن سبب تخفيف العذاب عن أبي طالب هو انتصاره للنبي صلى الله عليه وسلم مع كفره به؛ فذلك مستثنى من القاعدة , ولا يجوز ضربها بهذا الحديث؛ كما هو مقرر في على أصول الفقه , ولكن الذي نعتمده في الجواب إنما هو الأول؛ لوضوحه. والله أعلم.
¥