ـ[اسامة2]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 12:48 م]ـ
وجوب التَّفكر في خلق السموات والأرض
قال صلى الله عليه وسلم: ((لقد أنزلت عليَّ الليلة آيات؛ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها: "إن في خلق السموات والأرض " الآية)). رواه أبو الشيخ ابن حيان في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (200 - 201) , وابن حبان في "صحيحه" (523 - الموارد) عن يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي: نا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال:
"دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها , فقال عبد الله بن عمير: حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي , فقال: يا عائشة! ذريني أتعبَّد لربي. قالت: قلت: والله إني لأحب قربك , وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر, ثم قام يصلي , فلم يزل يبكي حتى بلَّ حجره , ثم بكى , فلم يزل يبكي حتى بلَّ الأرض , وجاء بلال يؤذنه بالصلاة , فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت .... " الحديث.
فقه الحديث:
فيه فضل النبي صلى الله عليه وسلم , وكثرة خشيته وخوفه من ربه , وإكثاره من عبادته , مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ فهو المنتهى في الكمال البشري , ولا جرم في ذلك؛ فهو سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
لكن؛ ليس فيه ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قام الليل كله؛ لأنه لم يقع فيه بيان أن النبي عليه الصلاة والسلام ابتدأ القيام من بعد العشاء أو قريباً من ذلك , بل إن قوله: "قام ليلة من الليالي , فقال ... ": الظاهر أن معناه: " قام من نومه .... "؛ أي: نام أوله ثم قام؛ فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر: "كان ينام أول الليل , ويحيي آخره ..... " أخرجه مسلم (2/ 167).
وإذا تبين هذا؛ فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله؛ كما فعل الشيخ عبد الحق اللكنوي في "إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس بدعة "؛ قال (ص13):
"فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمول على غالب أوقاته صلى الله عليه وسلم ".
قلت: يشير ب"نفي عائشة" إلى حديثها الآخر:
"ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يتمها حتى الصباح , ولم يقرأ القرآن في ليلة قط ".أخرجه مسلم (2/ 169 - 170) , وأبو داود (1342) , واللفظ له.
قلت: فهذا نصٌّ في النفي المذكور لا يقبل التأويل , وحمله على غالب الأوقات إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريح الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم قام تلك الليلة بتمامها , أما وهو ليس كذلك كما بينَّا؛ فالحمل المذكور مردود , ويبقى النفي المذكور سالماً من التقييد , وبالتالي تبقى دلالته على عدم مشروعية قيام الليل كله قائمة؛ خلافاً إلى ما ذهب إليه الشيخ عبد الحي في كتابه المذكور, وفيه كثير من المؤاخذات التي لا مجال لذكرها الآن , وإنما أقول: إن طابعه التساهل في سرد الروايات المؤيدة لوجهة نظره؛ من أحاديث مرفوعة , وآثار موقوفة , وحسبك مثالاً على هذا أنه ذهب إلى تحسين حديث: "أصحابي كالنجوم؛ بأيهم اقتديتم اهتديتم"؛ تقليداً منه لبعض المتأخرين؛ دون أن ينظر في دعواهم: هل هي تطابق الحقيقة وتوافق القواعد العلمية؟ مع ما في التحسين المذكور من المخالفة لنصوص الأئمة المتقدمين؛ كما بيَّنته في "الأحاديث الضعيفة" (52)؛ فراجعه لتزداد بصيرة بما ذكرنا.
ـ[اسامة2]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 03:50 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "من الخير")). أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما , والزيادة للنسائي وغيره.
قال الألباني (رحمه الله):
¥