تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:43 ص]ـ

انتقد الأستاذ اللغوي بجامعة محمد الخامس بالرباط محمد الأوراغي بحدة من سماهم مقلدي الغرب من اللسانيين العرب الذين يرددون كل صغيرة وكبيرة تظهر لدى اللسانيين الغربيين.

جاء ذلك في جلسة أشغال المؤتمر الدولي الأول حول "اللغة العربية والتنمية"، المنعقد بمدينة وجدة المغربية بين 15 و17 أبريل/نيسان الجاري.

وأوضح الأوراغي أنه عاش تمزقا كبيرا أثناء دراساته وبحوثه اللسانية حين اكتشف أن تراث اللسانيين العرب والمسلمين أكثر تقدما من اللسانيين المحدثين.

وقال ليس كل ما يقوله كبار اللسانيين الغربيين أو صغارهم في اللغة صحيحا، وبسط المتحدث في هذا السياق ملامح نظريته اللسانية الجديدة التي بناها على أنقاض نظرية تشومسكي قائلا "ينبغي أن تدخل نظرية تشومسكي إلى متحف تاريخ اللسانيات ولا يجوز البتة استعمالها".

وركز الأوراغي في موضوع بعنوان "اللغة العربية أساس التنمية في وطنها" على دور اللغة في إخراج الإنسان العربي من التخلف إلى التحضر، وقال "لا يمكن أن تجد إنسانا متحضرا ولغته متخلفة، ولا يمكن أن تجد إنسانا متخلفا ولغته متقدمة".

وذكر الأوراغي -وهو من أمازيغ الريف بشمال المغرب مولدا ونشأة- أن "اللغة العربية هي أساس التنمية في وطنها سواء كان هذا الوطن دماغا أو فضاء جغرافياً، ولا يمكن لأي لغة أخرى أن تشاركها في هذه التنمية". وعرف المتحدث اللغة بأنها "ديوان ثقافي ونسق رمزي، وأن وظيفتها صياغة الإنسان بالمحمول الثقافي المضمر فيها.

هذا كلامٌ نفيسٌ جدًا لا يعرف قدره إلا من عرف قدرَ تراثنا اللغوي العربي القديم في ميادينه المختلفة, ويصدق مثله على مناهج النقد الحديثة ,فكل تلك النظريات والعلوم المترجمة في اللغة والأدب لا يسمن أكثرها ولا يغني من جوع عند من خبر التراث اللغوي العربي القديم خبر العالم المطّلع على أسراره وخباياه وخفاياه التي لم تُسهب كتب أوائلنا في شرحها وبسطها, وهذه هي مهمة أبناء العربية اليوم؛ أن يفتحوا تلك الكنوز الخافية, وأن يوضحوا تلك الإشارات المبهمة, و أن يعرفوا قدر ما ترك أوائلهم , دون أن يركنوا إلى الدعة والاستهلاك الثقافي من الغرب أو الشرق , أو على مجرّد الاتكّاء على علوم الأوائل!

ومن قُدر له أن يقرأ تراث هذه الأمّة في جانبٍ من جوانبه وبابٍ من أبوابه, وسَلِمَ من التقليد والمحاكاة ,ومن التمجيد والمحاباة ,ومن الانبهار والاجترار؛فقد أصاب الحقيقة, وارتوى أو كاد من نبعٍ لا يُحوجه إلى غيره, ولا يضرُّه بعد ذلك أن يطّلع على غيره, أمّا الداهية الدهياء و الفتنة العمياء؛فهي ذلك الركض خلف كل جديدٍ غربي أو شرقي, دون معرفة به ولا بأصوله عندنا, و هو ما أشبهه بما يدور من تشبيه في أسواق الأسهم بـ (سلوك القطيع) الذي لا يدري إلى أين يتجّه! ولا يدري أنه لا يدري!

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 08:00 ص]ـ

هذا أول الغيث في رد تلك الأباطيل الكثيرة والأوهام العديدة، ولعل الله يكتب لهذه الأمة صحوة تثوب فيها إلى لغة كتاب ربها بما يغير حالتها التي لا تسر صديقا ولا تضر عدوا، ولعله أول السيل المتدفق على غثاء التغريب. وما ذلك على الله بعزيز.

بارك الله فيك أخي الحبيب د. سليمان, وهي كما ذكرت أوهام وأباطيل تتهاوى أمام النقد الصحيح, و إنّ من خير ما تُفضح به تلك الأوهام والأباطيل قراءة علوم العربية والعلوم الحديثة معًا: قراءة المنصف لا قراءة المقلّد؛ فعند ذاك سينبلج الصبح لذي عينين!

أمّا الصحوة اللغوية؛فقد برقت بروقها, ودنا شروقها؛ فارتقب خيرًا؛فإن الخير في هذه الأمّة إلى يوم القيامة, وأبشرك يا صديقي أنّ الأيام والأرحام ما زالت تجود بأولئك الذين سيحملون أمانة هذه الصحوة اللغوية, وإذا صحت الأمة بلغتها؛فقد صحَّ لها كل شيءٍ وصحا منها كلُّ شيء؛ فلم يكن فتح أوائلنا للدنيا إلا فتحًا لغويًا لذلك الكتاب العزيز الذي فتحوا لغته وما فيها من بدائع الأفكار وروائع الأسرار, ثم انطلقوا بما وعوه منها يفتحون الأمصار!

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 04:38 م]ـ

:::

البيان الختامي

مؤتمر "لغة الطفل العربي في عصر العولمة"

مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية

القاهرة: 17 – 19 فبراير 2007

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير