التطور الدلالي يمكن أن يتجه عدة اتجاهات كالتعميم والتخصيص والرقي والانحطاط والضدية ... وهو لا ينسخ العرف السابق، ولكن قد يشتهر أحد المعنيين في مرحلة معينة. وكما كان التطور الدلالي عرفا سابقا، فسيبقى كذلك حاضرا ومستقبلا، فهو لا يستشير أحدا. ورصد التطور الدلالي يكون في المعجمات اللغوية التاريخية، وهنا تتأكد الحاجة إلى معجم لغوي تاريخي للغة العربية أسوة باللغات الحية الرئيسة.
أما فساد الذوق الأدبي فالمختصون هم الذين يستطيعون الحكم. والملفت للنظر أن العرب من أقل الشعوب عناية بالقراءة، وأن مدارسنا-بل للأسف جامعاتنا – لا تشجع على القراءة الحرة أو التعلم الذاتي ...
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 08:34 م]ـ
أحيانًا يهاب المرء من الدخول إلى حلبة سُكيتها بوزن ضيفنا الكريم د. عبد الله العويشق
فلكَم سررتُ بهذا اللقاء، وإنني أشكر لسعادة الدكتور تلبية الدعوة، وإجابة الأسئلة التي
تشغل بال الكثيرين.
أهلاً بك في نادي الفصيح، وأرجو أن نوفق لحسن السؤال، فهو مطلب أكيد تجاه الجوابات الحسنة.
أشعر يا دكتور عبد الله أن أمر التعريب لم يأخذ نصيبه الأوفى في مجامع اللغة وجمعياتها
ومحاضنها، وليس بخاف على أحد السيل الجرار من المقتنيات الحديثة التي غزتنا في أزمان متلاحقة واكبت تقاعسًا واضحًا من أهل الاختصاص في التصدي لتعريبها، وساعدت وسائل الإعلام، والغياب الرسمي، في انتشارها وتداولها، مما جعل الأمر صعبًا من جهتين:
الأولى: التعريب نفسه، والاتفاق على لفظ سهل موافق لقواعد العربية دلالةً ووزنًا، بأسرع وقت.
والثانية: إحلال اللفظ المعرب محل الدخيل.
لقد أصبح المجتمع العربي خلال عقد من الزمان يستخدم مصطلحات أجنبية لم يُعِنه أهل اللغة في إيجاد البديل الصحيح اليسير.
وأنا أركز على اليسير، لأن المتلقي العربي سيختار الأسهل، ولن يدع لك فرصة لإقناعه بأن يستخدم اللفظ العربي، فعندما جاءت خدمة ما يسمى بالنداء الآلي كانت ترجمة طويلة ليست الدلالة فيها قوية للفظ (بيجر) ( Pager) والاشتقاق منها فيه صعوبة على المستوى الدارج في المجتمع، بخلاف الدخيل، على أن ثمة ألفاظًا أراها مناسبة وتصدت لها الجهات الرسمية والإعلامية باللفظ العربي الذي تواطأ الجميع على فهم دلالته، كلفظ الجوال، خصوصًا عندنا في السعودية، بخلاف كثير من البلاد العربية إذ يستخدمون لفظ (موبايل) ( Mpbile).
أعي - يا سعادة الدكتور - أن موضوع التعريب كبير جدًا، لكننا نرتجي أن تكون مبادراتٌ مدروسة ومدعومة رسميًا وإعلاميًا لتفعيله، يحدونا إليها سعة هذه اللغة وغناؤها.
ـ[د. عبد الله العويشق]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 10:58 ص]ـ
الأستاذ خالد الشبل
أكرر شكري لكم وللمشرفين على الفصيح على منحي هذه لفرصة للقاء بنخبة من المختصين والإفادة منهم.
المتمعن في جهود المجامع اللغوية والهيئات المعنية بالتعريب يدرك مدى الإسهام الكبير الذي بذلته في هذا المجال سواء في إيجاد البديل العربي أو في توحيد المصطلح، ولكن تلك الجهود القيمة والمشكورة لم تجد دعما يكفل تفعيلها من جهات عدة، من أهمها:
1 - النظم السياسية التي لم تضع المسألة ضمن اهتماماتها، ولم ترسم خطة متكاملة.
2 - التعليم الذي لم يعر القضية أي اهتمام، بل اتجه الاتجاه المعاكس، فبدلا من أن يكون التعليم الجامعي في طليعة المعرّبين، يذهب يكرس التعليم باللغات الأجنبية، إلا القليل.
3 - الإعلام الذي كان من المفروض أن ينافح عن هوية الأمة أصبح من أهم معاول هدمها، إلا ما قل.
4 - المجتمع المتجه إلى تعجيم لغته أكثر من الحرص على تعريبها.
فالأمر يتطلب من المعنيين باللغة العربية – هيئات وأفرادا- أن يضاعفوا جهودهم لبعث تلك الروح المتوقدة في حب الناس للغتهم وتوجيهها الوجهة الصحيحة. وعلى الرغم من وجود تلك السلبيات إلا أن الأمر يمكن تداركه بتضافر الجهود، ووضع خطة شاملة، وإشعار المجتمعات العربية بأهمية القضية.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 12:10 م]ـ
أستاذنا الدكتور عبدالله
مرحبا بك بين أسرتك، وإن كنتُ في مقام الإنصات فذاك مما يحسن بي أن أكونه، وبما أني تجرأت فاسمح لي أن أطرح مقولة تؤرق بعض المشتغلين في حقل اللسانيات وأخص بالذكر أولئك الذين يجمعهم هم الطرح النقدي اللساني من زاوية مقارنة .. المقولة هي أنه لا سبيل إلى تقريب فكرة أن حقول العربية نحووصرفا، نقدا وبلاغة، ... شكلت أو تشكل منهجية لسانية بالمعنى الإصطلاحي، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نعد ما تنتجه آليات التفكير العربي، إنتاجا لسانيا!!
ترى إلى أي مدى تقبل أو ترفض مقولة كتلك!!
ومرحبا بك مجددا
ـ[د. عبد الله العويشق]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 07:51 م]ـ
أخي مغربي
مرحبا بك، وإذا كان الإنصات بهذا المستوى فما أحرى بي أن أكون منصتا.
1 - إذا كان المقصود بدراسة حقول العربية الدراسات القديمة فتلك تحكم بزمانها كالدراسات التقليدية في أوربا.
2 - أما الزعم بأن الانتاج اللغوي العربي المعاصر ليس انتاجا لسانيا فمقولة يعوزها الدليل. صحيح أنه لم تتبلور نظرية لسانية عربية مستقلة، لكن هذا لا ينفي وجود دراسات لسانية عربية رصينة تنافس اللسانيات الغربية.
¥