ولا بد لي من التنويه بالفقرة الثالثة من رسالة معالي المدير العام للمنظمة في هذا الشأن حيث قال: "فاللغات هي من المقومات الجوهرية لهوية الأفراد والجماعات، وعنصر أساسي من عناصر تعايشهم السلمي. كما أنها عامل استراتيجي للتقدم نحو التنمية المستدامة، وللربط السلس بين القضايا العالمية والقضايا المحلية".
وليسمح لي أن أزيد عليها: "إن اللغات هي الوسيلة الرئيسية لتبادل الأفكار وتكامل الحضارات وزيادة التفاهم بين الشعوب". وهنا يتحقق ما رمى إليه مندوبو أربعين دولة عام 1945م من إنشاء منظمة تستهدف بسط "ثقافة سلام حقيقية" فكانت منظمتكم الموقرة.
السيدات والسادة
شرفني سيدي وقائدي ومعلمي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أن أنوب عنه في انطلاق "برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية" الذي يتوخى دعم الموقع الالكتروني للغة العربية بالمنظمة وترجمة الأبحاث والمؤلفات ومحاضر الجلسات والاجتماعات، والتقارير الميدانية كي تتاح لجميع الناطقين بتلك اللغة.
إنها مأثرة رجل دولة، يدرك بفكره الثاقب أن العلم لا وطن له، ولا عرق ولادين كما أن اهتمامه بالتربية والعلم والثقافة اهتمام له تاريخ عريض، فمسؤولياته تجاهها ومشاريعه طالت مناطق المملكة المختلفة، بدءاً بقاعدة الهرم التعليمي، وانتهاء إلى قمته، ومصداق ذلك على سبيل المثال جامعة الأمير سلطان في الرياض، و"مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية" في المنطقة الشرقية و"الموسوعة العربية العالمية" إصداراً ونشراً على الانترنت فضلاً عن ترؤسه فترة طويلة اللجنة العليا لسياسة التعليم بالمملكة مع إيمانه الراسخ بأن يضحى العلم متاحاً لكل أبناء المملكة وأن تضاهي أهميته الغذاء والدواء.
ولا يفوتني، في هذا المقام، ان انوه بأن المملكة العربية السعودية، التي كانت من بين أول عشرين دولة صادقت على الميثاق التأسيسي لمنظمتكم الوليدة عام 1946م - لا تألو جهداً في الارتقاء بمناهج التربية والتعليم، وسياسات الثقافة والبحث. وخير دليل على ذلك ما تشهده المملكة حالياً، من نهضة علمية، بحثية، تربوية، على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود، الذي بلور رؤيته السديدة في إنشاء "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" لتكون جامعة عالمية للدراسات العليا البحثية، تسخر جهودها لاطلاق عصر جديد من الانجاز العلمي، في المملكة والمنطقة وسائر انحاء المعمورة، واقراره كذلك "مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم" الهادف الى تطوير المناهج التعليمية، وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، وتحسين البيئة التعليمية وتأهيلها، وتعزيز القدرات الذاتية والمهارية والابداعية لدى الطلاب والطالبات.
وختاماً: أشكر لكم كل جهد في سبيل الارتقاء برسالتكم الإنسانية، ومثابرتكم وتصميمكم على تحقيق غاياتكم السامية، واتمنى أن تستجيب الدول جميعها الى ما ورد في رسالة معالي المدير العام لليونسكو، وان تكون عوناً لمنظمتكم الفتية.
كما تحدث في الحفل الأستاذ منصور غزالي مساعد المندوب الدائم للمملكة عن الظروف التي كانت وراء مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو فقال ان سموه أعلن خلال لقاء جمعه العام الماضي بالسيد كويتشرو ماتسورا مدير عام المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة عن مبادرته هذه واستعرض الأستاذ منصور غزالي العناصر الاساسية التي تقوم حولها المبادرة وهي أربعة:
أولاً: ترجمة أهم الكتب المرجعية الصادرة عن المنظمة الدولية باللغتين الانجليزية والفرنسية الى اللغة العربية.
ثانياً: دعم بوابة اليونسكو على موقع الانترنت الخاص بها عبر اللغة العربية.
ثالثاً: دعم الترجمة العربية الفورية في منظمة اليونسكو لاسيما في ما يتعلق بأهم الندوات التي تقيمها والانشطة التي تتعاطاها.
رابعاً: تدريب عدد من الكفاءات المتخصصة في الترجمة من العربية الى لغات أخرى أو من هذه اللغات الى العربية في أروقة منظمة اليونسكو على تقنيات الترجمة الفورية.
¥