3 - القرآن الكريم كلام الله بلفظه ومعناه، والحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الصحيح من أقوال أهل العلم.
4 - القرآن الكريم متعبد بتلاوته، وهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة، ومن قرأه كان له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وأما الحديث القدسي فغير متعبد بتلاوته، ولا يجزئ في الصلاة، ولا يصدق عليه الثواب الوارد في قراءة القرآن
سارة: كنت وعدتنا شيخنا ان تشرح لنا معني المتواتر والآحاد وقواعد الصحة والقبول
أحمد: لكن هكذا شيخنا سيمر الوقت دون أن نأخذ حديثا
الشيخ: لك ذلك يا أحمد لنجعل اليوم مع حديث من أروع ما قد تسمعونه حتي لا أملكم
سارة:شوقتنا لسماعه
الشيخ: عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير
ذلك فلا يلومن إلا نفسه)
أخرجه مسلم ولم يخرجه غيره من أصحاب الكتب الستة
سارة: الله الله يا شيخنا ان له وقعا في النفس غريبا
أنس:هل تفسره لنا يا شيخنا
الشيخ: نعم نبدأ أولا في تفسير كلماته
الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، ويطلق على مجاوزة الحد، والتصرف في حق الغير بغير وجه حق.
فلا تظالموا: أي لا يظلم بعضكم بعضاً.
فاستهدوني: اطلبوا الهداية مني.
صعيد واحد: الصعيد الموضع المرتفع أو الواسع من الأرض، والمقصود في أرض واحدة ومكان واحد.
المِخْيط: معناه الإبرة
أُحصيها لكم: أضبطها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة.
أوفيكم إياها: أعطيكم جزاءها في الآخرة
أحمد: هل توضحه لنا جملة جملة؟
الشيخ نعم الحديث في مجمله تكلم عن عدة نقاط
تحريم الظلم -افتقار العبيد كلهم لله -غني الله عن كل الخلق -خزائن الله ملئ لاتنفد إحصاء الله لاعمال كل الناس ومجازاتهم عليها
سارة: وضحها لنا الآن يا شيخنا نقطة نقطة
الشيخ: أولا تحريم الظلم
لما كانت حقيقة الظلم هي وضع الشيء في غير موضعه، نزه سبحانه نفسه عن الظلم قال سبحانه: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} (النساء 40)، وقال عز وجل: {وما ربك بظلام للعبيد} (فصلت 46)، فهو سبحانه أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، وكما حرم الظلم على نفسه جل وعلا فكذلك حرمه على عباده ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم.
والظلم نوعان: ظلم العبد لنفسه، وأعظمه الشرك بالله عز وجل قال سبحانه: {إن الشرك لظلم عظيم} (لقمان 13)، لأن الشرك في حقيقته هو جعل المخلوق في منزلة الخالق، فهو وضع الأشياء في غير مواضعها، ثم يليه ارتكاب المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائر وصغائر، فكل ذلك من ظلم العبد لنفسه بإيرادها موارد العذاب والهلكة في الدنيا والآخرة، قال سبحانه: {ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه} (البقرة 231).
وأما النوع الثاني من أنواع الظلم: فهو ظلم الإنسان لغيره بأخذ حقه أو الاعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه أو نحو ذلك، وقد وردت النصوص كثيرة ترهب من الوقوع في هذا النوع، من ذلك - قوله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته في حجة الوداع: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا
أنس:النقطة الثانية
الشيخ: افتقار الخلق إلى الله
¥