بين جل وعلا أن الخلق كلهم مفتقرون إليه سبحانه في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم في شؤون دينهم ودنياهم، وأنهم لا يملكون لأنفسهم شيئا، فالهداية من الله، والرزق بيد الله، والمغفرة من عند الله، ومن لم يتفضل الله عليه بالهداية والرزق فإنه يحرمهما، ومن لم يتفضل الله عليه بمغفرة ذنوبه أهلكته خطاياه، ولذلك فإن الله يحب أن يسأله العباد جميع مصالح دينهم ودنياهم من طعام وشراب وكسوة وغير ذلك، كما يسألونه الهداية والمغفرة، وفي الحديث (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع) رواه أبو يعلى وغيره وحسنه بعض أهل العلم، وكان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه حتى ملح عجينه وعلف شاته
أحمد: الثالثة
غنى الله عن خلقه الشيخ:
بين جل وعلا غناه عن خلقه، وأن العباد لا يستطيعون أن يوصلوا إليه نفعا ولا ضرا، بل هو سبحانه غني عنهم وعن أعمالهم، لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين، ولكنه يحب من عباده أن يتقوه ويطيعوه، و يكره منهم أن يعصوه، مع غناه عنهم، وهذا من كمال جوده وإحسانه إلى عباده، ومحبته لنفعهم ودفع الضر عنهم، قال سبحانه: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد} (فصلت 46).
سارة: الرابعة
الشيخ: خزائن الله لا تنفد
بين سبحانه كمال قدرته وسعة ملكه، وعظيم عطائه، وأن خزائنه لا تنفذ، ولا تنقص بالعطاء، ولو أَعْطَي الأولين والآخرين من الجن والإنس، جميع ما سألوه في وقت واحد، وفي ذلك حثُ للخلق على سؤاله وحده، وإنزال حوائجهم به، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يد الله ملأي لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض - أي لم ينقص - ما في يمينه).
أحمد: والخامسة
الشيخ: إحصاء الأعمال ومجازاتهم عليها
ختم الحديث ببيان عدله وإحسانه على عباده، فبين أنه يحصي أعمال العباد ثم يوفيهم أجورها وجزاءها يوم القيامة، فإن وجد العبد في صحيفته أعمالاً صالحة، فهي محض إحسان وتفضل منه جل وعلا، حيث وفق العبد إليها وأعانه عليها، ووفاه أجرها وثوابها، ولذلك استحق الحمد والثناء، وإن وجد غير ذلك فليوقن أن الله عامله بالعدل ولم يظلمه شيئا، وإن كان هناك من يستحق اللوم فهي النفس التي أمرته بالسوء وسولت له المعصية والذنب
أنس:لقد اشتمل الحديث علي فوائد كثيرة
الشيخ: نعم اشتمل هذا الحديث على كثير من قواعد الدين وأصوله
، فنص على تحريم الظلم بين العباد، وهو من أعظم المقاصد التي جاءت الشريعة بتقريرها.
وجاء التأكيد فيه على أهمية الدعاء، وطلب الهداية من الله وحده، وسؤال العبد ربه كل ما يحتاجه من مصالح دينه ودنياه، والدعاء هو العبادة.
كما أنه تضمن تنزيه الله، وإثبات صفات الكمال ونعوت الجلال له سبحانه، وبيان غناه عن خلقه وأنه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين.
ولذلك كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه، وكان الإمام أحمد يقول عنه: " هو أشرف حديث لأهل الشام
الشيخ: من منكم يذكر شيئا استفاده من هذا الحديث؟
أنس:نعم لقد استفدت منه الا اظلم احدا أبدا
سارة: وانا تعلمت الا ادعو الا الله في كل أوقاتي
أحمد: اما انا فلقد علمت مقدار عظمة الله
أنس وانا ايضا لن اترك نفسي دون محاسبتها كل ليلةوان استغفر الله وأندم علي كل ذنب فعلته
سارة:أما انا فلن أفعل شيئا قبل أن أفكر فيه هل هو عمل صالح يقربني الي الله أم لا
أحمد: اما انا فلقدعلمت ان علم الله واسع وكبير وان علمنا لا يساوي شيئا بالنسبة الي علم الله فلن اغتر ابدا بما عندي من العلم
الشيخ: الحمد لله علي فهمكم للحديث بارك الله فيكم
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 08:46 م]ـ
.اتحاف الانس 3
التلاميذ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخنا
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم
أنس:حياك الله يا شيخنا فيم ا تحدثنا اليوم؟
الشيخ: أولا تسمعونني الحديث السابق لنر من حفظه ممن تكاسل
التلاميذ (يقرؤون الحديث)
سارة: ما معني رواه مسلم؟
¥