الشيخ: إن الله ابتعث نبينا أميا لا يكتب وكان الصحابة ذوي عقول وأفئدة سوية تستوعب ما يقوله أفضل الرسل وإنهم كانوا يؤدون ما سمعوه كما سمعوه لمن بعدهم من التابعين وكان التابعون كذلك يؤدونه لمن بعدهم وهكذا منهم من يعتمد علي حفظه في صدره ومنهم من كان يضبطه بالكتابة حتي لا يضيع منه حرف وكان منهم من يهتم بجمع عدد من الأحاديث في كتابه بأسانيدها وقيض الله لهذه الأمة أئمة في هذا الشأن كانوا يجمعون من الحديث ما ييسر الله عليهم وكانت لهم طرق عدة في جمع هذه الأحاديث فمنهم من كان يجمعها علي هيئة مسانيد وآخر علي هيئة سنن وثالث علي هيئة معاجم وآخر علي هيئة مصنف
أحمد: ما معني هذه الكلمات التي ذكرتها يا شيخنا
الشيخ: أما المسند فهو أن يرتب أحاديثه التي جمعها علي أسماء الصحابة فيقول مثلا مسند أبي بكر الصديق ويذكر الأحاديث التي عنده عن أبي بكر وهكذا
سارة: هل تذكر لنا مثالا لهذه النوعية
الشيخ: نعم كمسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
أما السنن فيرتب أحاديثه علي الموضوع كترتيب أهل الفقه لكتبهم
المثال قبل أن تسألوا ككتاب صحيح مسلم هذا الذي أخرج الحديث السابق
أنس عندما أريد قول حديث هل لابد وأن أقول رواه فلان؟
الشيخ:نعم ويستحسن أن تذكر اسم الصحابي الذي رواه وان كان في غير الصحيحين فلابد وأن تنقل درجة صحته
أنس:وكيف أعرفها
الشيخ تنقل الحديث من أحد الكتب التي تهتم بتحقيق الحديث وتخريجه
سارة: مثل ماذا؟
الشيخ مثل كتب الألباني رحمه الله تعالي فهو بعد سرده للحديث يذكر مخرجيه
أحمد: ولم استثنيت الصحيحين؟ وماهما؟
الشيخ:أما الصحيحان فهما البخاري ومسلم وأما لماذا فلأنهما اشترطا ألا يذكرا في كتابيهما إلا الحديث الصحيح
انس وباقي الكتب
الشيخ لم يشترط أصحابها ذلك كالترمذي وابن ماجة وأبي داود والنسائي وغيرهم
سارة:يكفي هذا القدر يا شيخنا ونكمل بذكر حديث اليوم
الشيخ: نعم حديث اليوم هو
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ)).
متفق عليه
وفي لفظ لمسلم عَنْ أَبُي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْ، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا)) , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً -وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ– فَقَالَ: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ))
أنس: ما معني متفق عليه
الشيخ يعني رواه البخاري ومسلم
سارة إنه حديث قيم يا شيخنا يدل علي مقدار عظمة الله
الشيخ نعم وإنه لكذلك إذ أن هذا الحديث يبين عظيم فضل الله ورحمته بعباده، ويبعث الأمل في نفس المؤمن، ويدفعها للعمل الصالح وكسب الأجر والثواب، فما أعظمه من حديث لترغيب القانطين من رحمة الله
أنس:اشرح لنا يا شيخنا معني هذا الحديث
الشيخ:تضمن الحديث بألفاظه المختلفة طريقة كتابة الحسنات والسيئات وأن ذلك على أربعة أنواع هي:
1 - الهم بالحسنة
¥