تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما إذا لم تصل المعصية إلى مرتبة الهم والعزم كأن تكون مجرد خاطر يمر على القلب ولا يساكنه، بل ربما كرهه صاحبه ونفر منه، فإنه معفو عنه ولا يحاسب المرء عليه، بدليل قوله سبحانه: {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} (البقرة 284) فإن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على الصحابة، فظنوا دخول الخواطر فيها فنزلت الآية بعدها وفيها قوله سبحانه: {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} (البقرة286) قال سبحانه كما في الصحيح (قد فعلت)، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).

4 - عمل السيئة

النوع الرابع عمل السيئات، فإذا عمل العبد سيئة فإنها تكتب عليه من غير مضاعفة، كما قال سبحانه: {ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون} (الأنعام 160).

لكن عقوبة السيئة قد تعظم لأسباب عدة منها: شرف الزمان، فالسيئة أعظم تحريماً عند الله في الأشهر الحرم، قال سبحانه: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} (التوبة 36)، فقد نهى سبحانه عن ظلم النفس في جميع أشهر السنة، واختص منها الأشهر الحرم، فجعل الذنب فيها أعظم.

ومنها شرف المكان كالبلد الحرام قال سبحانه: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} (الحج 25) يقول عمر رضي الله عنه: " لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة، أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة ".

وقد تضاعف السيئات لشرف فاعلها ومكانته عند الله، قال تعالى: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا} (الأحزاب 30).

أحمد: علي كل هذا الفضل يا شيخنا فمن هذا الذي يفكر في معصية الله؟!!!!!

الشيخ: نعم لا يهلك على الله إلا هالك

اذ بعد هذا الفضل العظيم، والرحمة الواسعة منه جل وعلا، لا يهلك على الله إلا من استحق الهلاك، وأغلقت دونه أبواب الهدى والتوفيق، مع سعة رحمة الله تعالى وعظيم كرمه، حيث جعل السيئة حسنة إذا لم يعملها العبد، وإذا عملها كتبها واحدة أو يغفرها، وكتب الحسنة للعبد وإن لم يعملها ما دام أنه نواها، فإن عملها كتبها عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فمن حُرِم هذه السعة، وفاته هذا الفضل، وكثرت سيئاته حتى غلبت مع أنها أفراد، وقلت حسناته مع أنها مضاعفة فهو الهالك المحروم، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: " ويل لمن غلبت وِحْداتُه عشراتَه"

سارة: جزاك الله خيرا يا شيخنا علي هذا الشرح الوافي

الشيخ: علي هذا فماذا استفدتم من هذا الحديث؟

أحمد: سعة فضل الله وكرمه

أنس: الملائكة الكتبة تكتب كل ما نقول أو نفعل

سارة: كل شئ مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ

الشيخ: بارك الله فيكم ونفع بكم

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك

ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 03:14 م]ـ

اتحاف الانس4

التلاميذ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخنا

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم

أحمد:دار بيني وبين أنس وسارة جدال عن أفضل سورة في القرآن

الشيخ: وبعد

أنس:أنا قلت أن أعظم سورة في القرآن البقرة

سارة: وأنا قلت الفاتحة

أحمد وأنا قلت الإخلاص

الشيخ:لماذا قلت البقرة يا أنس

أنس:لأن فيها أعظم آية آية الكرسي ولأنها أطول سورة وفيها من الأحكام الكثير

الشيخ:وأنت يا أحمد

أحمد:لأنها تعدل ثلث القرآن

الشيخ:وأنت يا سارة

سارة: لقد سمعت حديثا عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما معناه يذكر أن أعظم سورة في القرآن هي سورة الفاتحة

الشيخ:نعم صدقت يا سارة وكلامك هو الصحيح بنص حديث الرسول صلي الله عليه وسلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير