الشيخ وعلماء المصطلح لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة غير واضحة إلا وحاولوا إيضاحها
وفي نفس الوقت كانوا يسعون إلي إختصار الكلام بغير إخلال
لذا استعاضوا مصطلحات إصطلحوا عليها
فعندما يقول الراوي في اسناده "مرفوعا" فإنه يعني بذلك إلي النبي صلي الله عليه وسلم
وإذا قال موقوفا يعني عن الصحابي من كلامه هو لا من كلام النبي
فإذا قال مقطوعا فهو يعني بذلك عمن دون الصحابة كالتابعي وتابع التابعي وهكذا
أحمد: أعلم أنه سؤال ينم عن غبائي لكن يا شيخنا ما الفرق بين الصحابي والتابعي
الشيخ: ليس عيبا ألا تعرف شيئا ربما يكون سهلا إنما العيب أن تتمادي في جهلك ولا تحاول المعرفة لأنك تستحي أو تتكبر أن تسأل فقديما قالوا
يضيع العلم بين الحياء والكبر
ثم إن إجابة سؤالك هي
الصحابي هو كل من رأي رسول الله مؤمنا ومات علي إيمانه
أما التابعي فهو كل من رأي صحابيا لرسول الله مؤمنا وسمع منه ومات علي إيمانه
وفي المسألة تفصيلات وتوضيحات أكثر من ذلك ولكن يكفيكم هذا الآن
أرأيت كم أن سؤالك السهل ليس بالسهل جدا
أنس: إذن يا شيخنا كلام النبي "مرفوع" وكلام الصحابة "موقوف" وكلام التابعي فمن دونه "منقطع"
الشيخ: حسبك يا أنس لا تخلط الكلام أنا قلت "مقطوع" وليس منقطعا
سارة: وهل هناك فرق بينهما يا شيخنا
الشيخ: عند علماء المصطلح هناك فرق كبير جدا بينهما
أنس: علمنا يا شيخنا
الشيخ: المقطوع كما قلنا هو الكلام "المتن" الذي قاله التابعي وتابع التابعي فمن دون ذلك
أما المنقطع فالمقصود به أمر آخر وهو ما ليس بمتصل
فالانقطاع في السند يقدح في صحة الحديث إذ هو إخلال بالشرط الأول من شروط الصحة وهو اتصال السند
والانقطاع ليس نوعا واحدا بل هو أنواع وأظنه من اللائق تأجيل الكلام عليه لمرة قادمة حتي لا أثقل عليكم
نرجع لحديثنا اليوم حديث البطاقة
ونقرأ كلام صاحب تحفة الأحوذي مختصرا
(إِنَّ اللَّه سَيُخَلِّصُ) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ يُمَيِّزُ وَيَخْتَارُ
(رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ مَاجَهْ: يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ
(فَيَنْشُرُ) أَيْ فَيَفْتَحُ
(تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا) أَيْ كِتَابًا كَبِيرًا
(كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ) أَيْ كُلُّ كِتَابٍ مِنْهَا طُولُهُ وَعَرْضُهُ مِقْدَارُ مَا يَمْتَدُّ إِلَيْهِ بَصَرُ الْإِنْسَانِ
(ثُمَّ يَقُولُ) أَيْ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
(أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا) أَيْ الْمَكْتُوبَ
(أَظَلَمَك كَتَبَتِي جَمْعُ كَاتِبٍ وَالْمُرَادُ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ
(الْحَافِظُونَ) أَيْ لِأَعْمَالِ بَنِي آدَمَ
(فَيَقُولُ أَفَلَك عُذْرٌ) أَيْ فِيمَا فَعَلْته مِنْ كَوْنِهِ سَهْوًا أَوْ خَطَأً أَوْ جَهْلًا وَنَحْوَ ذَلِكَ
(فَيَقُولُ بَلَى) أَيْ لَك عِنْدَنَا مَا يَقُومُ مَقَامَ عُذْرِك
(إِنَّ لَك عِنْدَنَا حَسَنَةً) أَيْ وَاحِدَةً عَظِيمَةً مَقْبُولَةً. وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ مَاجَهْ: ثُمَّ يَقُولُ أَلَك عَنْ ذَلِكَ حَسَنَةٌ فَيَهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ لَا. فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَك عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ
(بِطَاقَةٌ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ: الْبِطَاقَةُ رُقْعَةٌ صَغِيرَةٌ يُثْبَتُ فِيهَا مِقْدَارُ مَا تَجْعَلُ فِيهِ إِنْ كَانَ عَيْنًا فَوَزْنُهُ أَوْ عَدَدُهُ، وَإِنْ كَانَ مَتَاعًا فَثَمَنُهُ، قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُشَدُّ بِطَاقَةٍ مِنْ الثَّوْبِ فَتَكُونُ الْبَاءُ حِينَئِذٍ زَائِدَةً وَهِيَ كَلِمَةٌ كَثِيرَةُ الِاسْتِعْمَالِ بِمِصْرَ.
وَقَالَ فِي الْقَامُوسِ: الْبِطَاقَةُ كَكِتَابَةِ الرُّقْعَةِ الصَّغِيرَةِ الْمَنُوطَةِ بِالثَّوْبِ الَّتِي فِيهَا رَقْمُ ثَمَنِهِ سُمِّيَتْ لِأَنَّهَا تُشَدُّ بِطَاقَةٍ مِنْ هُدْبِ الثَّوْبِ
(فِيهَا) أَيْ مَكْتُوبٌ فِي الْبِطَاقَةِ (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)
¥