تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك

ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 11:52 ص]ـ

الثانية عشر

التلاميذ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم يا أبنائي

التلاميذ: نحمد الله تعالي أن وفقنا للعودة لدروسنا التي افتقدناها كثيرا

الشيخ: أرجو منكم المعذرة يا أبنائي فرغم غيابي عنكم إلا أنكم لم تغيبوا عن مخيلتي فكم كنت أتذكر نجابتكم في فهم ما أقول وتحصيله والعمل به وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه

أنس: ما درسناه يا شيخنا لم يغب عن ذاكرتنا بل كنا بين حين وآخر نراجعه مع أنفسنا

أحمد: وكان أنس يا شيخنا كثيرا ما يرهقنا بأسئلته

سارة: لكننا وبفضل الله تعالي كنا نجيب كأفضل ما تكون الإجابة كما علمتنا

الشيخ: نعم التلاميذ أنتم

أنس:إذا شيخنا ستكمل ما قد بدأنا وتصل ما انقطع

الشيخ: إن شاء الله تعالي

سارة: إذن ما هو حديث اليوم يا شيخنا

الشيخ: حديث اليوم أيها الأعزاء حديث في غاية الأهمية وأهميته ترجع للتحذير الشديد والوعيد الأكيد فيه

سارة: يا رب سلم

أحمد: نجنا يا رب

ما هو الحديث شيخنا

الشيخ: عن أبى هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم "قال الله عز وجل الكبرياء ردائى والعظمة إزارى فمن نازعنى واحدا منهما قذفته فى النار" (حديث صحيح رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه عنه. ورواه ابن ماجه أيضا عن ابن عباس)

و رواه البخاري في الأدب المفرد ومسلم "في البر والصلة" من حديث أبي سعيد وأبي هريرة بلفظ "العِزُّ إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني منهما شيئًا؛ عذبته ".

و رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن علي

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وفيه عبد الله بن الزبير والد أبي أحمد: ضعفه أبو زرعة، وغيره. أقول: وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.

وذكره الألباني في صحيح ابن ماجة وصحيح أبي داوود له

أحمد: لقد ذكرت الحديث بمرويات عدة

الشيخ: نعم يا بني لكني لم استوعبه نظرا لحداثتكم

سارة: وهل هناك مرويات أخري

الشيخ: في مصطلح الحديث علم يسمي علم التحقيق وبالمناسبة هو غير التخريج وكثير من الناس يخلط بين التحقيق والتخريج

أنس: اشرح لنا ذلك يا شيخنا

الشيخ: أما التخريج يا أولادي فهو أن أذكر الحديث بمروياته في الكتب التي روته كأن أقول مثلا في هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد وأحمد في مسنده وأبو داوود في سننه وابن ماجة في سننه عن أبي هريرة ورواه ابن عن ابن عباس والطبراني في المعجم الصغير والأوسط عن علي والحاكم عن أبي هريرة كل بلفظه دون التعرض لصحة أو ضعف

أما التحقيق فأزيد علي ما سبق التعرض للحكم علي الحديث من حيث الصحة والضعف والخوض في أسانيده ونقل كلام أئمة هذا الشأن فيه وحبذا لو عرجت علي توضيح بعض ألفاظه واستخراج بعض الأحكام منه لكن يكفي في التحقيق علي الأقل ذكر درجة الحديث اجتهادا لا تقليدا والله أعلم

أنس: إذن فالتحقيق أعم من التخريج

الشيخ: أحسنت الفهم

أنس: حتي يزداد فهمي حسنا نجو منك يا شيخنا شرح الحديث

الشيخ: نعم يا أحبابي ونبدأ بذكر الألفاظ المشكلة

أحمد: ما معني المشكلة

الشيخ: المشكلة هي التي في فهمها إشكال أي الألفاظ التي تحتاج إلي توضيح لمعانيها

سارة: إذن ابدأ يا شيخنا وكلنا آذان مصغية

الشيخ: إذن فاسمعوا وعوا

العز بكسر العين المهملة ضد الذل- والعزة: القوة، وهي حالة مانعة للإنسان من أن يُغلَب فالعزيز هو الذي لا يغلبه أحد.

والإزار: الثوب الذي يتزر به من الحقو إلي أسفل الساقين.

والرداء: الثوب الذي يرتدي أعلي الجسم من فوق الكتفين كالقميص

والكبرياء: العظمة، والملك.

ومعنى نازعني تخلق بذلك فيصير في معنى المشارك (قذفته) أي رميته من غير مبالاة به

أما رواية (قصمته) أي أذللته وأهنته أو قربت هلاكه

أما رواية (عذبته) أي عاقبته

(الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) قال الخطابي معنى هذا الكلام أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه واختص بهما لا يشركه أحد فيهما ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل

وضرب الرداء وا لإزار مثلا في ذلك يقول والله أعلم كما لا يشرك الانسان في ردائه وإزاره فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق (فمن نازعني واحدا منهما) أي من الوصفين

قال الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) أي هما صفتان خاصتان بي فلا يليقان إلا بي (فمن نازعني واحداً منهما قذفته) أي رميته (في النار) لتشوفه إلى ما لا يليق إلا بالواحد القهار

وقال القرطبي في المفهم الرداء استعارة كنى بها عن العظمة كما في الحديث الاخر الكبرياء ردائي والعظمة إزاري وليس المراد الثياب المحسوسة لكن المناسبة أن الرداء والإزار لما كانا متلازمين للمخاطب من العرب عبر عن العظمة والكبرياء بهما ومعنى حديث الباب أن مقتضى عزة الله واستغنائه أن لا يراه أحد لكن رحمته المؤمنين اقتضت أن يريهم وجهه كمالا للنعمة فإذا زال المانع فعل منهم خلاف مقتضى الكبرياء فكأنه رفع عنهم حجابا كان يمنعهم انتهى

سارة: نعوذ بالله من الكبر والغرور

الشيخ: أحسنت يا سارة فإن إبليس لم يطرد من رحمة الله إلا بداء الكبر والغرور الذي أصابه ولو أنه تواضع لله واستجاب لما أمره الله لكنا استرحنا من عداوته لكنه لما ظاهر ربه بالعصيان وآدم بالعداوة المميتة التي لا هوادة فيها كان لزاما علينا أن نعاديه أشد من معاداته "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"

أحمد: صدقت والله يا شيخنا

أنس: وكيف نعرف هل في نفوسنا كبر أو غرور أم لا

الشيخ: بطريقة بسيطة جدا

سارة: ما هي يا شيخنا فتح الله عليك

الشيخ: نبينا الكريم يعرف لنا الكبر بأنه " بطر الحق وغمط الناس "

فكل جاحد للحق – عن علم – متكبر

وكل منتقص للناس – لغير مصلحة – متكبر

والله أعلم

نكتفي بهذا القدر اليوم حتي لا أطيل عليكم

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

التلاميذ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخنا

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أحبابي

إلي لقاء قادم إن شاء الله تعالي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير