ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[03 - 08 - 2010, 06:04 ص]ـ
الحمد لله وبعد
نحمد الله أن قد عدنا إليها فنسألكم الصفح عن التقصير
الثالثة عشر
الشيخ: السلام عليكم يا أبنائي
التلاميذ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حمدا لله علي سلامتك شيخنا الجليل
الشيخ: الحمد لله أن عدنا إليكم بفضل الله وبرحمته
أنس: شيخنا الجليل عن أي حديث ستحدثنا اليوم
الشيخ: اليوم يا أولادي مع حديث عظيم يعلمنا كيف أن الله رحيم بعباده
سارة: شوقتنا يا شيخنا فما هو الحديث بارك الله فيكم
الشيخ: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك. متفق عليه وهذا لفظ مسلم
أما البخاري فرواه عن أبي هريرة بلفظ قال: سمعت النبي http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif قال: إن عبدا أصاب ذنبا، وربما قال: أذنب ذنبا، فقال: رب أذنبت ذنبا، وربما قال: أصبت فاغفره، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا، وربما قال: أصاب ذنبا، فقال: رب أصبت، أو قال: أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي -ثلاثا- فليعمل ما شاء.
سارة: ما أعظم مغفرة الله
ما أحلمه وأرحمه
الشيخ: نعم يا أولادي فالله هو الغفور الرحيم
أحمد: شيخنا عندي سؤال في هذا الحديث قد حيرني فأرجو أن تفهمه لي
الشيخ: قل يا أحمد
أحمد: أنت تقول في آخر هذا الحديث أن الله يقول: "فليفعل ما شاء"
فهل يعني هذا أن الله يبيح فعل المعاصي
الشيخ: لا يا أحمد بل المعني أن الله يقول لعبده المؤمن الذي كلما أذنب ذنبا عقبه بتوبة قبل الله منه توبته
فالعبد ما دام يذنب، ثم يستغفر استغفار النادم التائب المقلع من ذنبه العازم أن لا يعود فيه فإن الله يغفر له
فيكون المعني فليفعل ما شاء ما دام إذا أذنب تاب: أي، ما دمت تائباً راجعاً منيباً مستغفراً
التلاميذ: بارك الله فيك شيخنا هكذا زال اللبس
الشيخ: وفيكم يا أبنائي
وأزيد لكم قال المنذري: أنه ما دام كلما أذنب ذنباً، استغفر وتاب عنه ولم يعد إليه، بدليل قوله: (ثم أصاب ذنباً آخر) فليعمل إذا كان هذا دأبه ما شاء، لأنه كلما أذنب .. كانت توبته واستغفاره كفارة لذنبه، فلا يضره، لا لأنه يذنب الذنب فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعاوده، فإنها توبة الكذابين، ولذا قالت رابعة العدوية -رحمها الله-: "إن استغفارنا يحتاج إلى استغفار
التلاميذ: فما حال الذي يذنب وهو مصر علي المعصية لا يبتعد عنها
الشيخ: أقول لكم ما قاله الحافظ في [الفتح]: قال ابن بطال في هذا الحديث: إن المصرَّ على المعصية في مشيئة الله تعالى، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، مغلبا الحسنة التي جاء بها وهي (اعتقاده) أن له ربًا خالقًا يعذبه ويغفر له، واستغفاره إياه على ذلك يدل عليه قوله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ولا حسنة أعظم من التوحيد
أنس: وكيف تكون التوبة من الذنب يا شيخنا
الشيخ: قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي، فلها شروط ثلاث:
أحدها: أن يقلع عن المعصية.
والثاني: أن يندم على فعلها.
والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبداً، فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
أحمد: الذي فهمته يا شيخنا أنني أنا إن شتمت صاحبي وأردت التوبة فعليّ أن أترك الشتم فورا وأندم في نفسي علي ما فعلت وأعزم ألا أرجع إلي شتمه ثانية
الشيخ: رويدك عليّ يا أحمد
¥