تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي المقابل: توالت البشريات من الصف النصراني، وكان آخرها اللقاء المثير الذي أجراه المذيع: أحمد منصور مع القس "مكسيموس" القس المنشق عن الكنيسة المصرية في برنامج: "بلا حدود" على فضائية الجزيرة، والذي قدم خلاله اعترافا بألسنة القوم بالأعداد الكبيرة التي تدخل دين الله، عز وجل، كل يوم، وكل سنة، في مصر، إذ يسلم يوميا من: 80 إلى 200 نصراني، ويسلم كل سنة: أكثر من 50000 نصراني، وقد أسلم خلال السنوات الماضية أكثر من: مليون نصراني، دون أي ضغوط كما تدعي الحثالة التي تطلق على نفسها جماعة: "أقباط المهجر" والتي تعيش في كنف "العم سام" الذي يحسن استغلالها في الضعط على مصر، مع خلافه العقدي الكبير معها، فخلافات: البروتستانت من جهة والأرثوذكس من جهة أخرى، أشهر من أن تذكر، وتكفير كل منهما للآخر، أمر لا يخفى على المتابع للشأن النصراني، ولكن أمريكا تستعملهم استعمال: "المنديل الورقي" الذي يمسح الآكل به يده وفمه ثم يلقيه في "القمامة" تماما كما تتعامل مع أي عميل من عملائها، ولا عزيز عند العم سام، ولكن القوم في نشوة الانتصار الزائف تصوروا أن "بابا بوش" سيبقى لهم إلى الأبد، وسيأتي يوما ما ليربي المصريين كما قالت إحدى الفتيات النصرنيات لزميلتها المسلمة في إحدى المدارس!!!!!

وهو الأمر الذي حذر منه عقلاء القوم من أمثال الدكتور رفيق حبيب، لأن خسارة الأقباط في مصر لتعايشهم السلمي مع المسلمين منذ مئات السنين مقابل وعود زائفة من "بوش" الصليبي وعصابته: صفقة خاسرة بكل المقاييس، والمنصف منهم يعترف بأن النصارى الأرثوذكس لم يعرفوا معنى الحرية إلا بعد أن فتح عمرو بن العاص، رضي الله عنه، مصر، فخلصهم من نير الاحتلال الروماني الكاثوليكي، الذي أذاقهم الويلات، فسجن قساوستهم، وأذاقهم صنوف العذاب في معتقلاته نتيجة الاختلافات الجذرية بين "الملكانيين" أتباع دين الملك وهم الكاثوليك الرومان، واليعاقبة أتباع الدين الصحيح كما يزعمون وهم الأرثوذكس الشرقيون، فالأولون يقولون بالطبيعتين: اللاهوتية والناسوتية للمسيح عليه الصلاة والسلام، والآخرون يقولون بالطبيعة الواحدة، مما أدى إلى تدخل أباطرة الرومان في هذا الصراع العقدي البحت لمصلحة الكاثوليك، فقضى المجتمعون في مجمع "خلقيدونية" في آسيا الصغرى سنة: 451 م، بكفر الأرثوذكس وحرمانهم، وكلاهما غال في المسيح عليه الصلاة والسلام، مطر له بالكذب، ضال عن رسالته السماوية، وفي التنزيل: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)، واستمر هذا الوضع حتى أشرقت شمس الإسلام على مصر، فتحررت القلوب، ودخلت مصر في الإسلام اختيارا لا إكراها، فصارت قلعة شامخة من قلاع الحق.

وادعى "مكسيموس" أن سبب إقبال النصارى على الإسلام ليس الاقتناع به، وإنما الهروب من جحيم الكنيسة القبطية التي يعارضها، فزعم أن نحو: 50% من النصارى قد أسلموا ليتمكنوا من تطليق زوجاتهم لأن الكنيسة المصرية تحرم الطلاق إلا في حالات معينة، وهذه دعوة في غاية السخف، إذ لا يعقل أن يتحول الإنسان عن دينه ليتمكن من تطليق زوجته، ولو حصل هذا فإنه لا يحصل إلا نادرا، بخلاف ما ادعاه، فإنه يعني بلغة الأرقام أن أكثر من نحو نصف مليون قبطي قد ارتدوا عن دينهم ليطلقوا زوجاتهم، وكأن الأزواج النصارى قد عقدوا حلفا لتطليق زوجاتهم!!!!، وقد أرادت إحدى النصرانيات عندنا في مصر يوما ما، وهي ممثلة معروفة، أن "تخلع" زوجها إن صح التعبير فما كان منها إلا أن تحولت من الأرثوذكسية التي تحظر الطلاق إلى الكاثوليكية التي تبيحه، فـ: "الضرورات تقدر بقدرها"!!!!!

وما يهم في هذا الأمر هو استخلاص العبر من هذه الأحداث المتلاحقة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير