تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فامرأة نصرانية "مسكينة"!!!، تستدل في غرف الحوار على الشبكة العنكبوتية، كما ذكر أحد الفضلاء المهتمين بهذا الشأن، بقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)، على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان متحيرا في قضية التوحيد!!!!، التي قضى من عمره ما قضى في تبليغها وبيانها وتربية أصحابه عليها، فكانت شغله الشاغل، وفيها جاء ما لا يحصى من الأدلة المقررة لها، فهي غاية خلق الناس، وبيانها لا يحتمل التأخير، فالحاجة إليها ماسة في كل زمان ومكان، فأي حاجة أعظم من حاجة الناس إلى معرفة الرب المعبود، جل وعلا، ومع ذلك كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم متحيرا متشككا فيها، مع أن آحاد طلبة النحو ممن درس أدوات الشرط يعلم أن أسلوب الشرط لا يلزم منه وقوع جوابه ولا جوازه، كما في:

قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)، ووجود آلهة أخرى غير جائز أصلا فهو محال لذاته، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، والشرك ممتنع في حق الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، وقوله تعالى: (لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ)، واتخاذ الصاحبة أو الحور العين كما جاء في تفسير اللهو ممتنع محال لذاته في حق الله، عز وجل، لما فيه من النقص الذي تنزه عنه الباري، عز وجل، وإلى ذلك أشار ابن كثير، رحمه الله، بقوله: (يقول تعالى: {قُلْ} يا محمد: {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي: لو فرض هذا لعبدته على ذلك لأني عبد من عبيده، مطيع لجميع ما يأمرني به، ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته، فلو فرض كان هذا، ولكن هذا ممتنع في حقه تعالى، والشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضا، كما قال تعالى: {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}). اهـ، على أن علماء البلاغة يقررون في كتبهم أن "إن" الشرطية: الأصل فيها عدم وقوع المشروط أو ندرته، بخلاف: "إذا" التي يكثر وقوع جوابها، ومن الطريف أن هذه المرأة تدعي أنها كانت مسلمة، بل حاصلة على شهادة جامعية في العلوم الإسلامية ومن ثم هداها الله، عز وجل، لما هي فيه الآن من ضلال!!!!!، مع أنها تعتقد أنه يجوز تأخير صيام رمضان إذا جاء في الحر!!!، وهذا أكبر دليل على أنها نصرانية حتى النخاع!!!، لأن تقديم الصيام وتأخيره والزيادة فيه هو مما ابتدعه أسلافها، وإلى ذلك أشار ابن تيمية، رحمه الله، في "الجواب الصحيح" بقوله: "وأما النصارى فليست الصلوات التي يصلونها منقولة عن المسيح عليه السلام ولا الصوم الذي يصومونه منقولا عن المسيح بل جعل أولهم الصوم أربعين يوما ثم زادوا فيه عشرة أيام ونقلوه إلى الربيع وليس هذا منقولا عندهم عن المسيح عليه السلام". اهـ، ثم أخذ في ذكر بعض ما ابتدعوه في دينهم، فشريعتهم متجددة باستمرار، فلا تكاد تحكي شريعة مطردة لهم لتصرف كبرائهم فيها بالحذف والإضافة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام، رحمه الله، في "اقتضاء الصراط المستقيم".

وآخر يزعم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يشرب الخمر، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شرب "النبيذ"، فظن ذلك الفصيح أن النبيذ هو الخمر المعروفة الآن، والتي تعارف الناس في عصرنا الحاضر على تسميتها بالنبيذ.

مع أن أصل الكلمة في اللغة من "نبذ": فيقال نبذت التمر والعنب إِذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً فصرف من مفعول إِلى فعيل وانتبذته اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر فإِنه يقال له نبيذ. اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير