تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا يدري الناظر في معتقدهم: كيف جاز لهم التمسك بمثل هذه المتشابهات، ليدعوا أن الإسلام دين يناقض النقل والعقل، مع أن دينهم لا نقل صحيح فيه إلا بقايا لم تبدل لا يملكون سندا معتبرا لها، ولا عقل صريح فيه، بل أس معتقدهم: يخالف أي عقل صريح، فالله، عز وجل، في ملتهم: لا يقدر على أن يغفر خطيئة آدم عليه الصلاة والسلام، ولكنه يقدر على أن يتشكل في صورة جنين يحل في رحم امرأة، ثم يخرج من فرجها، فيرضع كما يرضع الصبيان، ويتغذى ويحدث كما يحدث البشر، ثم لا يقدر على أن يحمي نفسه من أعدائه من اليهود والرومان، فيقتل على خشبة الصلب فداء للنوع الإنساني، وتحريرا لبني آدم من خطيئة أبيهم، ثم يظل بقية يوم الخميس والجمعة التي يسمونها: "جمعة الصلبوت" والسبت في قبره، ثم يقوم يوم الأحد: "يوم عيد القيامة" ليصعد إلى ملكوته بعد أن قدم نفسه فداء لتطهير بني آدم!!!!!!،

فهذا المعتقد لا يخالف العقل، ومعتقد المسلمين الذين يصفون ربهم بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من صفات الكمال المطلق، على الوجه اللائق بجلاله، فلا يشبهون ولا يكيفون ولا يحدون حدا، وينزهونه عن كل نقص، فهو القادر على أن يغفر الذنوب جميعا، وهو الذي ألهم آدم عليه الصلاة والسلام التوبة، وعلمه كلماتها، مصداقا لقوله تعالى: (فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، فالفاء في "فتاب" تفيد التعقيب، كما تقرر في لغة العرب، فقد قبل الله، عز وجل، توبة آدم عليه الصلاة والسلام وانتهى الأمر، معتقد كهذا هو: الذي يخالف العقل، وأما حيرة الله، عز وجل، وتردده في مغفرة ذنب آدم، من حين أحدثه إلى زمن المسيح صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو الذي يوافق صحيح المنقول وصريح المعقول!!!!!، وصدق من قال: رمتني بدائها وانسلت!!!!

يقول شيخ الإسلام رحمه الله:

"والنصارى يقولون إن المسيح الذي هو عندهم اللاهوت والناسوت جميعا إنما مكن الكفار من صلبه ليحتال بذلك على عقوبة إبليس قالوا فأخفى نفسه عن إبليس لئلا يعلم ومكن أعداءه من أخذه وضربه والبصاق في وجهه ووضع الشوك على رأسه وصلبه وأظهر الجزع من الموت وصار يقول يا إلهي لم سلطت أعدائي علي ليختفي بذلك عن إبليس فلا يعرف إبليس أنه الله أو ابن الله ويريد إبليس أن يأخذ روحه إلى الجحيم كما أخذ أرواح نوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من الأنبياء والمؤمنين فيحتج عليه الرب حينئذ ويقول بماذا استحللت يا إبليس أن تأخذ روحي فيقول له إبليس بخطيئتك فيقول ناسوتي لا خطيئة له كنواسيت الأنبياء فإنه كان لهم خطايا استحقوا بها أن تؤخذ أرواحهم إلى جهنم وأنا لا خطيئة لي.

وقالوا فلما أقام الله الحجة على إبليس جاز للرب حينئذ أن يأخذ إبليس ويعاقبه ويخلص ذرية آدم من إذهابهم إلى الجحيم وهذا الكلام فيه من الباطل ونسبة الظلم إلى الله ما يطول وصفه فمن هذا قوله فقد قدح في علم الرب وحكمته وعدله قدحا ما قدحه فيه أحد". اهـ، "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"، (1/ 332).

فليختر العاقل لنفسه: ربا هكذا صفته، أو ربا أحدا صمدا لم يلد ولم يولد ليس كمثله شيء في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، اتصف بكل كمال من الأزل، وتنزه عن كل نقص فلم يزل: الطيب القدوس السلام لا تلحقه معرة ساب، ولا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، غني عما سواه، مفتقر إليه ما عداه، وهذه هدية للمرتدين الجدد!!!!.

وقد ذكر صاحب رسالة "العلمانية" الشيخ الدكتور سفر الحوالي، حفظه الله ومتعه بالعافية في الدين والدنيا، في مقدمة رسالته، أصول ديانة القوم التي وضعها "بولس"، فهي خليط من:

الديانة اليهودية: ديانة بولس الأصلية.

والعقيدة المترائية وهي عقيدة تقوم على فكرة الخلاص بتقديم القربان، ولعل عقيدة الصلب والفداء قد اقتبست منها.

والأفلاطونية الحديثة.

والوثنية المصرية التي ظهر فيها التثليث، فثالوثها مكون من: "حورس، وسيراييس وإيزيس والدة الإله".

والوثنية الرومانية التي ظهر فيها التثليث، أيضا، فثالوثها مكون من "جوبتير، ومارس، وكورنيوس".

فضلا عن:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير