تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات أقام الله تعالى له مما يحق به الحق ويبطل به الباطل من الآيات البينات بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة". اهـ

ولعل تطاولهم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أسباب رفع ذكره، وقد صار التطاول عليه، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ظاهرة: "محلية وعالمية"، فإحدى الخبيثات عندنا في مصر تضع كتابا عن حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الجنسية، وكأن شبه القوم قد انطلت عليها لجهلها وسوء نيتها، ولو علم الله فيها خيرا لأسمعها، وتطاول القوم على نبينا عليه الصلاة والسلام ودينه الحنيف صار أمرا ظاهرا لا يخفى، وموجات التطاول المتتابعة في الدول الأوربية وأمريكا، وآخرها إعادة نشر الصور الكاريكاتورية في الدنمرك، ذلك البلد الحقير الذي يقوم اقتصاده على مجموعة من البهائم لا تختلف كثيرا عن أصحابها بل هي أهدى سبيلا، كل ذلك يؤكد أنها حملة مدروسة وضعها أبتر أراد القدح في دين الإسلام، فليس الأمر صدفة، وإن لم يدافع المسلمون عن نبيهم عليه الصلاة والسلام، فالله، عز وجل، ناصره، وهو الذي يدافع عن آحاد المؤمنين، كما قال عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا)، فنبيه عليه الصلاة والسلام أولى الناس بنصرته.

يقول ابن تيمية رحمه الله:

"والذين قالوا عن الرسول، عليه الصلاة والسلام، أنه أبتر وقصدوا أنه يموت فينقطع ذكره عوقبوا بانبتارهم كما قال تعالى: "إن شانئك هو الأبتر"، فلا يوجد من شنأ الرسول إلا بتره الله حتى أهل البدع المخالفون لسنته". اهـ

والقدح فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم علامة على خذلان صاحبه وقرب زوال ملكه.

يقول ابن تيمية رحمه الله:

"وقد رأينا وسمعنا من ذلك ما يطول وصفه من انتقام الله ممن يؤذيه بأنواع من العقوبات العجيبة التي تبين كلاءة الله لعرضه وقيامه بنصره وتعظيمه لقدره ورفعه لذكره وما من طائفة من الناس إلا وعندهم من هذا الباب ما فيه عبرة لأولي الألباب ومن المعروف المشهور المجرب عند عساكر المسلمين بالشام أنهم إذا حاصروا بعض حصون أهل الكتاب أنه يتعسر عليهم فتح الحصن ويطول الحصار إلى أن يسب العدو الرسول صلى الله عليه و سلم فحينئذ يستبشر المسلمون بفتح الحصن وانتقام الله من العدو فإنه يكون ذلك قريبا كما قد جربه المسلمون غير مرة تحقيقا لقوله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر)، ولما مزق كسرى كتابة مزق الله ملك الأكاسرة كل ممزق ولما أكرم هرقل والمقوقس كتابه بقي لهم ملكهم". اهـ

وضعف التدين في العصر الحاضر: ظاهرة عامة في أوساط الناس أيا كانت دياناتهم، فالإحصائيات في مصر، على سبيل المثال، تقول بأن نسبة النصارى الذين يرتادون الكنائس لا تتجاوز: 11% فقط، مع كون نصارى الشرق أشد تمسكا بتعاليم النصرانية من نصارى الغرب، وهم معذورون في هجر كنائسهم لأنها لا تقدم الغذاء الروحي النافع لقلوبهم، ولذا يسلم من يسلم منهم طواعية مع علمه بضعف المسلمين وعدم قدرتهم على حمايته من طغيان الكنيسة، والله متم نوره ولو كره الكافرون.

ومما يستفاد أيضا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير