تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التنبه إلى خطر الفرق المنحرفة التي تنتمي إلى قبلتنا، فكتبهم "السوداء" مصدر غني للشبهات، استفاد منه دعاة التنصير قديما وحديثا، فالقول بتحريف القرآن إنما أثاره المستشرقون وأذنابهم بناء على روايات سوداء في كتب وضعها زنادقة طعنوا في القرآن وحملته، فزعموا وقوع التحريف فيه، ولما ناظر ابن حزم، رحمه الله، قساوسة إسبانيا، احتجوا عليه بهذه الأباطيل، فكفر ابن حزم، قائلها، والمسارعة إلى تكفير عموم من يظهر هذه النحلة دون إقامة الحجة خطأ شرعي، لأن كثيرا منهم لا يدري شيئا عن هذه الأباطيل، فلزمت إقامة الحجة أولا، إلا من أظهر زندقة صريحة كحال من لطخوا المصاحف بـ "العذرة"، أكرمكم الله، في مساجد أهل السنة في العراق، فالتوقف في تكفير أولئك السفلة، إرجاء محض وهو مظنة الخذلان.

واليوم يحتج المدعو: زكريا بطرس على ضلالاته بنفس الأقوال، ويعزوها لكتب ساقطة من الناحية الشرعية والعلمية لا تساوي المداد الذي سودت به.

وهل طعن أمثال سلمان رشدي في عرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا بما سودته أيدي القوم في كتبهم المعتمدة؟!!!، وهل مكن للصليبيين قديما وحديثا في أرض الشام والعراق إلا هم، وتاريخهم المخزي يفضح زيف دعاوي "التقريب" التي خربت عقائد أهل السنة، وخدرت هممهم، فتخاذلوا عن نصرة إخوانهم في العراق.

ومما يستفاد أيضا:

معرفة تعصب الكافر والمبتدع، فقد ذكر المذيع أحمد منصور في برنامجه نقلا عن أحد كبارهم وهو المرشح لتولي زعامة الكنيسة، فتوى بإبطال كل زواج لا يتم طبقا لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، ولو كان على تعاليم كنيسة أخرى بروتستانتية أو كاثوليكية، فما بالك بزيجات غير النصارى!!!!، وهذا دأب المتعصب دوما، فهو لا يعرف معنى الإنصاف مع المخالف، فكل أقواله وأفعاله باطلة، وقد ذقنا مرارة هذا التعصب في العراق فاستحلت الدماء والأعراض والأموال باسم الدين، ومع ذلك يرمي أهل الملل المسلمين، وأهل النحل أهل السنة بالتعصب والتكفير وضيق الأفق وعدم إنصاف المخالف!!!!

والعدل مع المخالف أمر أوجبه الله، عز وجل، علينا، كما في قوله تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، وأهل الإسلام عموما، وأهل السنة خصوصا هم أعدل الناس مع مخالفيهم.

يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "منهاج السنة": "وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول ولا يكفرون من خالفهم فيه بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق كما وصف الله به المسلمين بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} آل عمران، قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس، وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس". اهـ

وكثير منهم، للأمانة، لا يدري شيئا عن حقيقة معتقده، أو سياسة كنيسته، وإنما نشأ على هذا المعتقد الباطل كما ينشأ أي أحد على معتقد أبويه، فتسوية هؤلاء مع أولئك الذين أظهروا الطعن في عرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تسوية بين مختلفين، وإن جمعهما اسم الكفر، فالكفر دركات، والتسامح أمر ضروري في دعوة الناس إلى الحق، ولكنه لا يتعدى أمور المعاملات إلى أمور المعتقدات، كما هو واقع الآن، وفي التنزيل: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، فمن لم يطعن في ديننا فله منا البر والقسط، ومن طعن فيه فليس له إلا الحرب بالحجة والبرهان والسيف والسنان، و: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، والسيف لا يكون لآحاد الناس لئلا تعم الفوضى وتستحل المحارم.

ومما يستفاد أيضا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير