ـ[الشيخ د. محمد أبو موسى]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 11:29 م]ـ
أكرر ترحيبي بشيخ العربية أبي موسى في الفصيح، بين أبنائه وتلاميذه ومحبيه وعارفي فضله الداعين له بالصحة والعافية ومديد العمر في خدمة لسان القرآن الكريم والحديث الشريف.
ومن أسئلتي-بعداستئذانكم-:
1 - هل أعطى البلاغيون الحديث النبوي ما يستحقه في تطبيقهم لقواعد البلاغة على النصوص؟ هذا لأني وجدت في بحث لي عن"الحديث النبوي في كتب البلاغة" أن الجاحظ في البيان والتبيين-على الرغم من إشادته العالية بالبلاغة النبوية وإعلائه من شأنها-لم يذكر فيه إلا 46 حديثا، ولم يفهرسها العلامة عبد السلام هارون-رحمه الله- في نشرته، هذا في مقابل نحو 1000 آية كريمة ونحو 1500 بيت من الشعر. وفي الإيضاح لتلخيص المفتاح نحو 25 حديثا مقابل 600 آية و 800 بيت من الشعر. وفي دلائل الإعجاز نحو 21 حديثا مقابل 175 آية و 650 بيت من الشعر.وفي أسرار البلاغة نحو 32 حديثا مقابل نحو 60 آية و350 بيت.وفي شروح التلخيص وجدت في شرح مواهب الفتاح على تلخيص المفتاح، لابن يعقوب المغربي-وهو مجلدان في نحو 1600 صفحة، من تحقيق الدكتور عبد الحميد الهنداوي- 32 حديثا فقط مقابل نحو 500 آية و 400 بيت. وتكاد هذه الأحاديث هي نفسها تتكرر في هذه الكتب وغيرها مما وقفت عليه وأحصيته، وبعض تلك الأحاديث ضعيف أو موضوع أو لا أصل له، وتبدت لي نتيجة تقريبية-أعمل على التأكد منها-أن جميع ما ذكره البلاغيون في كتبهم القديمة خاصة من الأحاديث النبوية الشريفة لا يصل إلى 100 حديث؟ ما تعليق شيخنا على هذا؟
أشكرك أخي الدكتور سليمان على جميل ترحيبك, وعلى دعائك الذي أرجو الله أن يكون لك مثله وزيادة!
الحديث النبوي في كتب البلاغة:
1 - هل أعطى البلاغيون الحديث النبوي ما يستحقه في تطبيقهم لقواعد البلاغة على النصوص؟ هذا لأني وجدت في بحث لي عن"الحديث النبوي في كتب البلاغة" أن الجاحظ في البيان والتبيين-على الرغم من إشادته العالية بالبلاغة النبوية وإعلائه من شأنها-لم يذكر فيه إلا 46 حديثا ... ,و ... , ... ما تعليق شيخنا على هذا؟
أولًا أنا لا ألتفت لقلة أو كثرة الاستشهاد بالشعر أو بالحديث أو بالقرآن؛ لأنّ مقصود المؤلف هو بيان القاعدة, و لو وجد القاعدة تظهر في بيت من الشعر ـ كفاه ذلك؛ كفاه ذلك في كلمة راعي غنمٍ في الصحراء, كفاه ذلك؛ فليست في كثرة الاستشهاد بالحديث أو بالقرآن أو قلّته أيّ دلالة تتعلق بالحفاوة أو عدم الحفاوة ,ومقام الحديث والقرآن في نفوس علمائنا ليس محل مناقشة, ولكنّ المسألة لها وجهٌ آخر: هو عناية العلماءـ على نحو عام ـ بشرح الحديث وبتفسير القرآن, وبتفسير الشعر= في مؤلفات خاصة بكل فنّ , يعني علم تفسير الشعر, علم تفسير الحديث, علم تفسير القرآن, لاشكّ أن تفسير القرآن استأثر بالجهد الأعظم في هذا الباب ,وجاء بعده الحديث , وكان الاشتغال بهذين الأصلين الجليلين سببًا في قلة حظّ الشّعر من الشّرح.
ـ[الشيخ د. محمد أبو موسى]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 11:45 م]ـ
الحمد لله على هذه النعمة الغالية وأنا الآن سوف أسجل في القسم الذي كان الدكتور رئيسا له في كلية اللغة العربية بالقاهرة ودرس لي تلاميذ الدكتور أبي موسى من أثال الدكتور إبراهيم الهدهد والدكتور إبراهيم التلب وغيرهم ولكم أتمنى أن يجمعني الله به على خير وأنا اليوم أريد أن آخذ من الدكتور نصيحة وأنا على باب التسجيل للماجستير في القسم وأفتخر بها أن الدكتور أبا موسى هو الذي قال لي ( ... ) أنا الآن اخترت موضوع صور البديع في مقامات الحريري دراسة تحليلية نقدية وشاركني في اختيارها االدكتور إبراهيم الهدهد تلميذ فضلتكم ثم اقترح على الدكتور نزيه زميل فضيلتكم في القسم بالقاهرة أن آخذ الصورة البيانية والبديعية فما رأيكم أدام الله فضلكم علينا
وإن كانت هناك كتب معينة على ذلك فيا حبذا
وإن أردتم فضيلتكم تغيراقتراح أفكار أفضل فجزاكم الله خيرا
أقف على بابكم وأن سوف أسجل بعد عدة أيام بوركتم فضيلتكم أسأل الله ان يجمعني بفضيلتكم في الدنيا إما بذهابي للعمل في الجامعة عندكم أو بعودة فقضيلتكم إلى دياركم الأولى والأصلية وفي الآخرة.
آمين.
أشكرك على مشاعرك ودعائك, وأرجو الله أن يجري الخير لك و بك!
أولًا أقول لك نِعْمَ ما اخترتَ, و كنتُ مشغولًا بدراسة هذه المقامات من الوجهة البلاغية, وأفضّل أنْ تقتصرَ على البديع, وهو كثير؛ لأنّك لو أضفت الصّور البيانية ـ سيتسع الموضوع ,ولن تتمكن من إعطائه العمق المطلوب, واحذر من أنْ تقول هنا طباق وهنا مقابلة و تكتفي بهذا؛ لو فعلتَ ذلك ـ اعتبرْ نفسك لم تفعل شيئا! والواجب أن تجتهد في بيان: لماذا جاء الطباق هنا؟ وما سرُّ مجىء الجناس هناك؟ وهكذا ... , دراسة البلاغة بمعزلٍ عن بيانِ الأسرار هي دراسة للبلاغة بمعزل عن البلاغة نفسها!
وكل كتب البديع تعينك على ذلك, بما في ذلك خزانة الأدب للحموي, وكتب ابن أبي الإصبع, وغيرها كثير , لابد أن يتحوّل البديعُ الى مادة فكرية تسْكنُ في عقلك و خواطرك ,ثم تدخل على موضوعك.
¥