ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:12 ص]ـ
وعليكم السلام.
أخي الكريم ابن جامع: لعلّك تجد في ما سيأتي من أجوبة الشيخ ما يفيدك في جواب بعض أسئلتك.
و سيجيب شيخنا عن أسئلة الفصحاء التي وردت من قبل ـ في سانحةٍ قادمة, وأعتذر نيابة عنه ـ حفظه الله ـ عن الإجابة عن الأسئلة التي وردتْ أو سترِدُ بعد يوم الجمعة الماضي, كما هو موضّح في ردٍّ سابق؛ لضيق وقت شيخنا الذي شغله بالقراءة والتأليف و التدريس والإشراف على الرسائل العلمية!
وفقكم الله وبارك فيكم.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:15 ص]ـ
بارك الله فى وقتك وجعلك معواناً للخير دوماً ونفع الله بك.:):)
أخي الكريم أبا إسكندر:
سيأتي جواب سؤالك خلال اليومين القادمين ـ إن شاء الله؛ فانتظر يا رعاك الله!
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:35 ص]ـ
مُرُّوا على المنتدى تُلْفُوه مأنوسا = واستقبلوا فيه مولانا أبا موسى
بدرُ السماءِ تدلَّى كي نسامرَهُ = فعرِّسوا- أيها السمار- تعريسا
أحسِنْ به طالبا للعلم مجتهدا = وعالما حارسا للعلم محروسا
وسيدا من بقايا ثلةٍ وقفتْ = نفوسَها لجلالِ الحقِ تقديسا
أولئك الزُّهر في تاريخِ أمتِنا = بهم نلوذُ إذا رام العدا الخِيسا
صيدٌ إذا ساء ظن أو دهت غِيَرٌ = كانوا القنا مشرعاتٍ والقناعيسا
يَنْفُونَ عن عَرَصَات العلم جانحةً = من الضواري ويُخْزُونَ الأباليسا
قرَّبتَ يا سيدي علم الأوْلى امتلكوا = مقالِدَ الفهم إذ كانوا الأكاييسا
فزِدتَ في علمهم علما وصِرْتَ لهم = زَندا على نارِهم تُوري المقابيسا
وقادكَ الغوصُ في أعماقِ ما سَطَرُوا = إلى روائعَ لا تَبْلَى نواميسا
لو عادَ حيَّا إلى الدنيا أكابرُهمْ = لسرَّهم أن يروا فيها أبا موسى
(دلائلُ) الفضل لاحت في مَخايِلِه = فارتادَ (أسرارَها) فتحا وتأسيسا
يا عاليَ القَدْرِ قد أَعليتَ مجلسَنا = فجاوَزَ المنتدى فيكَ المقاييسا
اُشكرْ لمولاك ما أولاك من حكمٍ = وأَلْقِ شيئا لنا، نحن المفاليسا
وداوِنا، إن داءَ الجهلِ يخنُقُنا = خَنْقا فَنَفِّسْ عن الأرواحِ تنفيسا
كم صُنتَ بالعلم مجدَ الضاد من دخنٍ = ومن مُريدٍ لنا اللأواءَ والبوسا
فذدتَ عن ساحةِ الإسلام من خَطِئوا = وقدسوا تُرَّهاتِ الكفر تقديسا
لو صاغكَ الله من شيء سِوى بشرٍ = لكنتَ ترسا تَصَدَّى من متاريسا
أو كنتَ حِصْنا لنا مَنْ رامَهُ حسرتْ = جنودُه وارعَوَوا عنه مناكيسا
أو نخلةً سَمَقَتْ مِعْطاءَ طيبةً = وأصلُها ثابتٌ ماانفكَّ مغروسا
يا باركَ الله في كفٍّ وما كتبتْ = وسوّدت بالأفانين القراطيسا
تُهدي كؤوسا مصفاة لقارئها = من يُسقَ رَيِّقَها لا يخشَ تلبيسا
لعلَّ ذلك يَهْدي كلَّ ملتمس = للحقِّ أو يُخْنِسُ الرِجْسَ الأباليسا
لا زلتَ وِِرداً من الوُرَّادِ مقتربا = وحادياً كلَّ حينٍ يُطرِبُ العيسا
الله الله يا سمير العلم والشعر!
لله أنت!
ما أروعك ناثرًا وشاعرا!
في هذه القطعة الفاخرة من أسرار الصنعة مالا يُعدُّ و لا يُحصى, وكأنّما جئتَ بها مصنوعةً فاخرة تحبّرها لشيخنا تحبيرا, ولئن اتسع بي الزمان (لأوسعنّها) ـ إن شاء الله ـ نقدًا وتفسيرا!
هي تحت نظر شيخنا و حِسِّه!
وستأتي ـ إن شاء الله.
ـ[الشيخ د. محمد أبو موسى]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 09:57 م]ـ
السلام عليكم.
أستأنف ـ مستعينًا بالله ـ الإجابة عن أسئلتكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك وجعل إلى الجنة مسعاناومسعاك ونفعنا الله بعلمك وإياك
مرحباً بشيخنا الجليل
وليتك تحدثنا عن كيفية تعلم أصول البلاغة وعن كيفية تلقينها أوتنميتها لدى الطفل؟
وهل هناك علاقة بين الفصاحة والبلاغة؟
ومن هم أحوج الناس للبلاغة في العصرالحديث وماهو الدورالإعلامي تجاهها؟
لك التحية والشكروالتقديرعلى إجابة الدعوة معتذراً منك على الإطالة
وفقك الله وأسعدك في الدارين
الإجابة من حيث وقفت:
الفصاحة والبلاغة:
و هل هناك علاقة بين الفصاحة والبلاغة؟
الفصاحة والبلاغة والبيان والبراعة ـ معانيها واحدة تكاد تكون مترادفة في كلام العلماء؛ و إنما يقف أهل الاختصاص الدقيق لبيان الفروق بينها ,وأنّ الفصاحةَ صفةٌ للألفاظ والبلاغةَ صفةٌ للمعاني, وإنْ كان في النهاية تلتحم فيه الألفاظ بالمعاني التحامًا يصعب التفريق بينهما.
البلاغة في العصر الحديث و الإعلام:
و من هم أحوج الناس للبلاغة في العصرالحديث وماهو الدورالإعلامي تجاهها؟
أحوج الناس للبلاغة:
أحوج الناس للبلاغة في العصر الحديث هم أصحاب هذه اللغة المتحدثون بها من عربٍ وغيرِ عرب؛ لأن من أساسيات السلامة النفسية و الاجتماعية ـ التمكّنَ من اللغة , البلاغةُ لا تعني أكثر من التمكّن من اللغة , وكل أمة في الأرض تحرص على أن يتمكَّنَ أبناؤها من لغتهم؛ لأن التمكُّنَ من اللغة مقدمةٌ ضروريةٌ تهيء العقل لتلقِّّي العلم.
الإعلام والبلاغة: (العربية):
و الدور الإعلاميُّ الصحيحُ ـ هو الذي يساهم في تقريب اللغة الفصحى السهلة السمحة السليمة من أذواق الناس وطبائعهم , ولو رجعنا إلى الوراء خمسين عامًا سنجد أن استعمال العاميّة في الإعلام كان أمرًا منكرًا جدا, لأن الحرص على هذه اللغة الجامعة لهذه الأمّة المترامية الأطراف , اللغة الفصيحة العالية أو البلاغة ـ كما تُسمِّيها ـ هي التي تجمع أقصى المشرق مع أقصى المغرب؛ يلتقيان على لسانٍ واحد, وانطلاقُ ماردِ العاميّة كما يُراد له الآن من هذه الأقطار المتتابعة, و إقصائه اللغةَ العاليةَ هو آخرُ ضربةٍ تنتهي بها هذه الأمّة, ومن المؤسف أنّ هذه العاميّة وراءها الآن قُوًى تدفع بها على الساحة , والأمّة في حالة ضعف, وحين تتخلّص من هذا ستتغيّر أشياء كثيرة.
¥