ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 11:41 م]ـ
اقتراح الأخت الأستاذة معالي ـ جميل, وكنتُ على أن أفعل شيئًا من هذا؛ مستهلًا بمواقف كانت لي مع الشيخ خلال هذا اللقاء.
وأؤيد رأي أخي الدكتور محمد الرحيلي؛ بأن يكون هذا في موضوعٍ مستقل, وأرى ضرورة اشتمال اسم الموضوع على اسم الشيخ حفظه الله؛ حتى يجده الباحثون دون عناء, وأقترح أن يكون عنوانه:
(الشيخ الدكتور محمد أبو موسى بأقلام تلامذته)
ليشمل جوانب متعددة من سيرة الشيخ و مواقفه, و اللطائف والطرائف, وشوارد الفوائد في التربية والتعليم و منهج البحث.
وليكن هذا بعد مدةٍ من هذا اللقاء؛ لاعتباراتٍ فنيّة وعلمية!
و بقيت أسئلةٌ سجيب عنها الشيخ ـ رعاه الله ـ الآن, ولعلّه يدرك كلّ ما بقي, وإلّا فسنكملها غدًا ـ إن شاء الله.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 11:52 م]ـ
و أشكر كلَّ الإخوة والأخوات الذين عبّروا عن تقديرهم لما أبذله من جهد في هذا اللقاء, ومع تقديري لخلقهم النبيل؛ فإني أرى أنّ ما أقدّمه هنا ليس إلّا أقلّ القليل في هذه السبيل, التي يسعى فيها كل مخلصٍ لهذه اللغة وتراثها إلى عقد الصلة بين جيلٍ وجيل؛ لتبقى المعالم واضحة والرسوم لائحة لمن ندب نفسه لخدمة هذه اللغة الشريفة المُنيفة!
والفضل أولًا وآخرا لله سبحانه الذي يسّر لقاءنا بالشيخ في هذا النادي المبارك, و فسح في وقته و وقتي, على كثرة الشغول والواجبات؛ فالحمد لله على مايسّر وأعان!
ـ[الشيخ د. محمد أبو موسى]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم: أسعد الله مساءك كما أسعد أريجكم الدنا
شيخي: هناك مسألة أحارت فكر البلاغيين كثيرا ـكما أرىـ وهي مسألة مراعاة مقتضى الحال لدى الأديب، هل هذا الحال هو حال الأديب باعتباره يكتب ما يختلج في نفسه / أم هو مقتضى حال المخاطب باعتباره السامع القارئ فلا بد من مراعاته؟؟؟؟
فالحال على من يعود برأي شيخنا؟؟
وهل وجهة نظري القادمة صحيحة أم لا؟ وهي: مراعاة مقتضى الحال ترجع الى هدف الأديب من كتابة أدبه: فان كان يكتب للناس وجب مراعاة حالهم،
وان كان يكتب لاخراج خلجاته (لنفسه) راعى حاله.
وهل يمكن القول بأن هناك فنون تستلزم مراعاة حال المخاطب كالخطابة مثلا، وفنون تتطلب مراعاة حال الأديب كالخاطرة والمذكرات.
ولك مني كل الشكر ياشيخي الكريم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
و أرجو الله أن يكتب لك السعادة!
معنى الحال:
شيخي: هناك مسألة أحارت فكر البلاغيين كثيرا ـكما أرىـ وهي مسألة مراعاة مقتضى الحال لدى الأديب، هل هذا الحال هو حال الأديب باعتباره يكتب ما يختلج في نفسه / أم هو مقتضى حال المخاطب باعتباره السامع القارئ فلا بد من مراعاته؟
هذا سؤالٌ جيّدٌ و أُقَدِّرُ سائلتَه لأنّها سألتْ في أمرٍ دقيق؛ و أوافقها على ماقالت في معنى الحال مع إضافة شيءٍ يتمُّ به كلامُها: هو أن حال المخاطب حين يراعيه المتكلم إنما يراعيه كما وعاه هو أي المتكلم و كما يراه هو أي المتكلم , وحينئذ تؤول مراعاة حال المخاطب إلى المتكلم لأن المعوّل عليه هو منشىء الكلام, وقد ذكر البلاغيون مراعاة المخاطب في مواطن كثيرة وأسَّسوا بعض المباحث البلاغية على ذلك: كالتوكيد الذي يراعى فيه حال المنكر و كقصر القلب الذي يراعى فيه اعتقاد المخاطب , وهكذا , ولكنّ الأمر في النهاية يؤول إلى المتكلم على الوجه الذي قلتُه: و هو أن حال المخاطب ينتقل إلى المتكلم من حيث فَهِمَهُ و وعاهُ وأَعَدَّ عبارتَه لخطابه , وهذا القسم الذي ينتقل فيه حال المخاطب إلى المتكلم هو في مواقف معينة: مثل مواقف التوجيه والإرشاد و مواقف التعليم , وهي غير المواقف الأكثر شيوعًا في إنتاج الأدب و الشعر؛ التي يعود فيها القائل إلى معانيه هو وهمومه هو ـ إلى آخره.
والقول بأن الدراسة البلاغية تعنى بالمخاطب أكثر مما تعني بالمتكلم كلام غير دقيق وإن كان شاع بين الناس.
و كل كلامنا هذا في إنتاج الأدب , يعني في الكلام الصادر عن النفس البشرية , أما كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه؛فهو موجَّهٌ إلى الإنسان و ليس إلى مخاطب معيّن ,وهو بقسميه الكتاب والسنة كلامُ العليمِ بأحوال عباده و بما يجري في نفوسهم وبما يُحقِّقُ لهم مصالح الدنيا و الآخرة , والصادر عن الألوهية لا تُطَبَّقُ عليه قوانينُ الكلام الصادر عن النفس البشرية في هذه النقطة خصوصا وهي مراعاة الحال ـ إلا فيما حكاه ربُّنا عن خلقه؛ لأنَّه لا يجوز أن يقال: إن هذه الآية أو هذه الجملة روعي فيها حال القائل جلّ جلاله؛ لأنه ليس كمثله شيء, وإنما يقال فيها: مراد القائل جلَّ جلاله كذا وكذا و الله أعلم بمراده.
ـ[الشيخ د. محمد أبو موسى]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 01:29 ص]ـ
مرحباً شيخنا الفاضل لقد أضاء الفصيح بوجودك معنا ...
حتى لا أطيل على حضراتكم لى تساؤلات كثيرة ولكن أظن أهمها ماهو أنا بصدده وهو تأليف الشعر فهل من نصائح توجهها لى ولأخوانى المبتدئين أمثالى؟
وهل من كتب أدبية لابد من قرائتها قبل الشروع فى ذلك وإن وجدت أتمنى أن تذكر لى العناوين؟،،
وجزاك الله كل خير ووفقك لما يحب ويرضى.
رحّب الله بك يا أبا إسكندر, وأضاء الله لي و لك وللمسلمين طريق الحق, و رزقنا اتّباعه والسَّير فيه!
لمن يروم قول الشعر:
لى تساؤلات كثيرة ولكن أظن أهمها ماهو أنا بصدده وهو تأليف الشعر فهل من نصائح توجهها لى ولأخوانى المبتدئين أمثالى؟
وهل من كتب أدبية لابد من قرائتها قبل الشروع فى ذلك وإن وجدت أتمنى أن تذكر لى العناوين؟
أهمُّ شيءٍ لمن يروم قول الشعرهو أن يقرأ في الشعر وأن يحفظ من الشعر ما لا حصر له؛ فإن استقام الشعر معه فذاك , وإلا فليذكر قول الشاعر:
إذا لَمْ تستطعْ شيئا فدَعْهُ = و جاوزْهُ إلى ما تستطيع
وليس يعيب أحدًا أنه ليس بشاعر, و إنّما يعيبه أن يُقصِّرَ في طلبِ العلم , وأن يرضى بأن يعيش بدون حظٍ من العلم ,أو بحظٍ قليلٍ من العلم.
¥