يمثل وصفا مختصرا لأعلام مدرسةٍ متفردة في الدرس والبحث العلمي تتلمذ كل منها على من قبله؟!
الذي ربطني بالشيخ محمود شاكرـ رحمه الله ـ و وصلني به هو حُبُّه الشديدُ للغته , حُبُّه الشديد لأمَّته, دفاعُه الرائع عن تاريخها و رجالها وعلومها, رفضُه الصريح للزَّيفِ والبَهْرَج؛ كانت له مقالات في مجلَّة المجلَّة وأنا معيد في الكلية؛كنت أكتبُ هذه المقالات في كرّاسة لا تزال عندي؛ خشية ان تضيع المجلة مني, ثُمَّ جُمِعتْ هذه المقالات وهي المسماة الآن " نَمَطٌ صَعْبٌ ونَمَطٌ مُخِيف" أُحِبُّه لعروبةِ منهجه, ولمّا التقيتُ به سرَّني جدًّا حفاوتُه الشديدةُ و المُتَمَيِّزةُ بي.
أمّا الَّرسْمُ الذي ذكرتِه فقد يصح أو لا يصح؛ فمحمود شاكر ثقافتُه تأصَّلتْ قبل أن يقرأ عبد القاهر؛ لأنه قرأ عبد القاهر بأخرةٍ بعد أن نشر مصنفاته الشيخ محمد عبده و رشيد رضا, ولكنَّه سُرَّ به سرورًا بالغا, و رأى أنَّه يكتب بلاغةَ اللسان البشري و ليس بلاغة اللسان العربي. و أنا لمَّا وعيتُ أدركت أنَّه يريد الإعجاز الذي أعجز البشر كافة, ومحمود شاكر يرى أنَّ القرآن يخاطب الفطرة الإنسانية و رأيُ الرافعي أن العربية هي أقرب اللغات الى الفطرة الانسانية.
كتاب البديع:
أما السؤال العلمي فقد كتبتُ مرة في الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=21645):
وكان هذا جوابا للشيخ بعد أن سألتُه في إحدى محاضراته عن كتابه الأخير في الشعر الجاهلي، وكان هذا قبل صدوره!
أذكر أن الشيخ أخبر أنه توقف عن الكتابة فيه إلى أجل، فهل من موعد نرقب صدوره فيه؟
وماذا عن مشاريع الشيخ العلمية الأخرى؟ هل من أخبار في هذا الباب يخصّ بها الفصيح؟
يبدو أنًّه قد حدث خطأٌ في الفهم؛ لأنَّي لم أتَّجِه بعدُ إلى كتابة كتابٍ في البديع, و يؤسفني أنّي لم أكتب في البديع و لم أجد وقتًا ـ إلى الآن ـ لأكتب في البديع.
ما أعملُ عليه الآن:
بعد الفراغ من كتاب الشعر الجاهلي ـ أحاول الآن أن أكتب شيئًا في "آل حم" ,و الله المستعان.
و نسأل الله لنا جميعا الخير!
ـ[الشيخ د. محمد أبو موسى]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 02:03 ص]ـ
مُرُّوا على المنتدى تُلْفُوه مأنوسا = واستقبلوا فيه مولانا أبا موسى
بدرُ السماءِ تدلَّى كي نسامرَهُ = فعرِّسوا- أيها السمار- تعريسا
أحسِنْ به طالبا للعلم مجتهدا = وعالما حارسا للعلم محروسا
وسيدا من بقايا ثلةٍ وقفتْ = نفوسَها لجلالِ الحقِ تقديسا
أولئك الزُّهر في تاريخِ أمتِنا = بهم نلوذُ إذا رام العدا الخِيسا
صيدٌ إذا ساء ظن أو دهت غِيَرٌ = كانوا القنا مشرعاتٍ والقناعيسا
يَنْفُونَ عن عَرَصَات العلم جانحةً = من الضواري ويُخْزُونَ الأباليسا
قرَّبتَ يا سيدي علم الأوْلى امتلكوا = مقالِدَ الفهم إذ كانوا الأكاييسا
فزِدتَ في علمهم علما وصِرْتَ لهم = زَندا على نارِهم تُوري المقابيسا
وقادكَ الغوصُ في أعماقِ ما سَطَرُوا = إلى روائعَ لا تَبْلَى نواميسا
لو عادَ حيَّا إلى الدنيا أكابرُهمْ = لسرَّهم أن يروا فيها أبا موسى
(دلائلُ) الفضل لاحت في مَخايِلِه = فارتادَ (أسرارَها) فتحا وتأسيسا
يا عاليَ القَدْرِ قد أَعليتَ مجلسَنا = فجاوَزَ المنتدى فيكَ المقاييسا
اُشكرْ لمولاك ما أولاك من حكمٍ = وأَلْقِ شيئا لنا، نحن المفاليسا
وداوِنا، إن داءَ الجهلِ يخنُقُنا = خَنْقا فَنَفِّسْ عن الأرواحِ تنفيسا
كم صُنتَ بالعلم مجدَ الضاد من دخنٍ = ومن مُريدٍ لنا اللأواءَ والبوسا
فذدتَ عن ساحةِ الإسلام من خَطِئوا = وقدسوا تُرَّهاتِ الكفر تقديسا
لو صاغكَ الله من شيء سِوى بشرٍ = لكنتَ ترسا تَصَدَّى من متاريسا
أو كنتَ حِصْنا لنا مَنْ رامَهُ حسرتْ = جنودُه وارعَوَوا عنه مناكيسا
أو نخلةً سَمَقَتْ مِعْطاءَ طيبةً = وأصلُها ثابتٌ ماانفكَّ مغروسا
يا باركَ الله في كفٍّ وما كتبتْ = وسوّدت بالأفانين القراطيسا
تُهدي كؤوسا مصفاة لقارئها = من يُسقَ رَيِّقَها لا يخشَ تلبيسا
لعلَّ ذلك يَهْدي كلَّ ملتمس = للحقِّ أو يُخْنِسُ الرِجْسَ الأباليسا
لا زلتَ وِِرداً من الوُرَّادِ مقتربا = وحادياً كلَّ حينٍ يُطرِبُ العيسا
تعليقٌ على قصيدة الشاعر الصَّناع (سمير العلم):
فاجأتني هذه القصيدة بما تحمل من تكريم لا أراني أستحق شيئًا منه!
و فاجأتني أيضا بجزالتها وقوّتها وأنَّها صادرةٌ عن شاعرٍ عريقٍ في الصنعة, وأنا أحرصُ على أن أتعرَّف عليه, وأشكرُه بكلِّ حرفٍ قاله , ولا أملك إلا أن أدعو الله أن يعينني على أن أنجز شيئًا مما يراني أنجزتُه و أرى أني لم أنجزه.
وليس كثيرًا على شعوبنا العريقة النقيَّة الصادقة و لا على لغتنا العظيمة الذاخرة الفاخرة ـ ليس كثيرًا على شعوبنا ولا على لغتنا أن نمنحها لحْمَنا ودَمَنا وليس جهدنا وطاقتنا فقط , وأكرر شكري وثنائي و خجلي أيضًا وأنا أسمع هذه القصيدة.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 02:20 ص]ـ
جزاك الله شيخنا الجليل خير الجزاء, ومتّعنا بعلمك و حكمتك!
أي ركبَ الفصيح المبارك:
بقيتْ (إجاباتٌ) ... و تبويبٌ مفهرسٌ لما حواه هذا اللقاء من معارف ولطائف و فوائد, ولا أقول: وشوارد!
و أرجو أن يكون ذلك غدًا إن شاء الله.
إن شاء الله.
¥