فرد الرجل: أنا عصامي وعظامي , فاستحسن الحجاج إجابته معتقداً أنه يفتخر بنسبه
لفضله وبآبائه لشرفهم , فلبى طلبه وقربه له ,, وبعد وقت عرف عنه الجهل والغباء
فقال له الحجاج أصدقني وإلا دققت عنقك كيف أجبتني بما أجبت لما سألت
عما سألت , فقال الرجل والله لم أعلم أيهما خيراً العصامي أم العظامي , وخشيت أن
أخطئ فقلت أقول كليهما فإن ضرتني الأولى نفعتني الثانية
فقال الحجاج المقادير تصيّر العي خطيباً
::::::::::
المثل: سمن كلبك يأكلك
القصة:
أصله أن رجلاً من طسم ارتبط كلباً, وكان يسمنه ويطعمه رجاء أن يصيد به فاحتبس عليه بطعامه يوماً, فدخل عليه صاحبه فوثب عليه فافترسه.
يضرب فيمن يجزي عن الإحسان بالسيئة
.:::::::::::
المثل النصيحة بجمل
القصة:
يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق، وسار طويلاً حتى وصل بعد جهدٍ كبير ومشقةٍ عظيمة إلى منطقة شرقيّ الأردن، وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته، وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته، فأخبره بها، فقال له المضيف: ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليه، وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك.
وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف، ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية.
ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة.
وسار الرجل ما شاء الله له أن يسير، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق، وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء، فقال له: أنا أعمل في التجارة.
فعجب الرجل وقال له: وما هي تجارتك يا هذا، وأين بضاعتك؟
فقال له الشيخ: أنا أبيع نصائح.
فقال الرجل: تبيع نصائح، وبكم النصيحة؟!
فقال الشيخ: كلّ نصيحة بجمل.
فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له: هات لي نصيحة، وسأعطيك جملا؟
فقال له الشيخ:" إذا طلع سهيل (1) لا تأمَن للسيل ".
ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال: ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات. وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ: هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك جملا آخر.
فقال له الشيخ: " أبو عيون بُرْق (2) وأسنان فُرْق (3) لا تأمن له ".
وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة، فقال والله لأغامرنّ حتى النهاية حتى لو ضاع تعبي كلّه في دقائق معدودة، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك جملا آخر.
فقال له: " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم ".
ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه، وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر، وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم من (العربان) قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم طلع نجم سُهيل، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة، وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي، ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه، فقال والله لقد اشتريت النصيحة بجمل ولن أنام في قاع هذا الوادي، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع، فأخذ جاعِدَهُ (4) ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي.
¥