تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والعربان، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي. وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه، وأنعق (5) لها فتبعته وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء، فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة، وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال: آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء.

وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامه، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف، وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له: لقد اشتريت والله النصيحة بجمل ثم ضربه بسيفه فقتله، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء.

وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله، فوجد مضارب قومه على حالها، فترك ماشيته خارج الحيّ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق (6) ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم "، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح، وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به، واستقبله أهل بيته وقالوا: والله من زمان يا رجل، لقد تركتنا منذ فترة طويلة، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من جمل، وهكذا فإن النصيحة لا تقدّر بثمن إذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب

ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 09:36 ص]ـ

رُبَ أخٍ لكَ لم تَلده أمك

القصة

أول من قال هذا المثل هو: لقمان بن عاد الملقب بلقمان الحكيم .. وقد اتاه الله الحكمه.

وتقول الاسطورة ان لقمان مر بخيمة في فنائها امرأه تجالس رجلاً , فطلب أن يشرب , فأسقته. ولاحظ لقمان وجود صبي يبكي ولا يكترث له أحد. فسأل المرأة: لمن هذا الصبي ولماذا يبكي؟

فقالت: انه لهانىء وهانىء زوجها , وكان هانىء ليس بالمنزل.

وسألها لقمان عن الشاب الذي تجالسه , فقالت: هذا أخي.

فقال لقمان: {رُبَ أخٍ لكَ لم تَلده أمك} وكان يقصد بذلك أنه أدرك ان هذا الرجل ليس بأخاها, وخرج من البيت.

وفي المساء رأى لقمان رجلاً يسوق قطيع له ويتجه نحو الخيمة التي لجأ اليها صباحاً.

فدعى الرجل لقمان لضيافته , فشكره لقمان وقال له انه استسقى امرأته صباحاً فسقته, وحدثه عن ذلك الرجل التي تدعي زوجته بانه أخوها.

فقال هانىء للقمان: وما أدراك انه ليس أخاها. فقال لقمان: لو كان أخاها لما جعلها تجيبني نيابه عنه.

وبعد ان تأكد هانىء مما حدثه به لقمان , انتقم لشرفه

////////

سبق السيف العذل

القصة

تقول إحدى القصص العربية القديمة بأن رجلا عربيا اسمه ضُبة بن آد بن طانجة .. وكان عنده ابل هربت في ليل من الليالي وذهبت بعيدا ..

وكان عند ضبة ولدين اسمهما سعدا وسعيدا .. أرسلهما ليبحثا عن الإبل في الصحراء .. فذهب كل منهما في طريقه للبحث عن الإبل .. فوجدها سعد ورجع بهما إلى أبيه ..

أما سعيد فلم يرجع .. حيث انه عندما ذهب للبحث عن الإبل كان يلبس ملابس فاخرة .. فرآه رجل اسمه الحرث بن كعب وحيدا .. فطلب منه أن يعطيه الثياب .. فرفض سعيد فقتله الحرث وأخذهما منه بالقوة ..

وكان ضبة كلما رأى شخص مقبلا من بعيد قال: أسعد أم سعيد؟

ثم بعد فترة طويلة قرر ضبة أن يذهب لمكة ليحج .. وبينما هو يسير في سوق عكاظ (وهي سوق عربية قديمة في مكة) رأى ضبة الحرث وعليه نفس ثياب ابنه سعيد .. فعرفهما ضبه .. فقال للحرث: من أين لك هذا الثوب الفاخر؟ وما قصته؟

فقص عليه الحرث قصة الغلام وقتله إياه بالسيف ..

فقال ضبه: قتلته بسيفك هذا؟

قال الحرث: نعم ..

قال ضبة: فاعطينيه أنظر إليه .. فاني أراه سيفا قويا ..

فأعطاه الحرث سيفه .. فلما أخذه من يده هزه .. وقال: الحديث ذو شجون ..

ثم ضربه به حتى قتله فقال له الناس: يا ضبة .. أفي الشهر الحرام؟!!!

فقال ضبه: سبق السيف العذل (أي سبق السيف العقل


كل فتاة بأبيها معجبة

قصة المثل

وأول من قال ذلك العَجْفَاء بنت عَلْقَمة السعدى، وذلك أنها وثَلاثَ نسوة من قومها خَرَجْنَ

فاتَّعَدْنَ بروضة يتحدثن فيها، فوافَيْنَ بها ليلاً في قمرٍ زاهر، وليلة طَلْقَة ساكنة، وروضة

مُعْشِبة خَصْبة، فلما جلسن قلن: ما رأينا كالليلة ليلة، و لا كهذه الروضة روضة، أطيب

ريحاً ولا أنْضَر، ثم أفَضْنَ في الحديث فقلن: أي النساء أفضل؟ قَالت إحداهن: الخَرُود

الوَدُود الوَلُود، قَالت الأخرى: خَيْرُهن ذات الغناء وطيب الثناء، وشدة الحياء، قَالت الثالثة:
خيرهن السَّمُوع الجَمُوع النَّفُوع، غير المنوع، قَالت الرابعة: خيرهن الجامعة لأهلها،

الوادعة الرافعة، لا الواضعة، قلن: فأي الرجال أفضل؟ قالت إحداهن: خيرهم الحَظِىُّ

الرّضِيُّ غير الحظال (الحظال: المقتر المحاسب لأهله على ما ينفعه عليهم.)
قَالت الثانية: خيرهم السيدُ الكريم، ذو الحسب العميم، والمجد القديم، قَالت الثالثة: خيرهم

السخِيُّ الذي لا يُغِيرُ الحرة، ولا يتخذ الضرة، قَالت الرابعة: وأبيكن إن في أبي لنَعْتَكُنَّ كرم

الأخلاق، والصدقَ عند التلاق، والفلج عند السباق، ويحمده أهل الرفاق، قَالت العَجْفَا عند

ذلك: كلُّ فتاة بأبيها مُعْجَبة ,,,
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير