تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعريف بالآجرومية: مصنفها ومذهبه في النحو شروحها منظوماتها أعاريبها ما لها وما عليها]

ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[08 - 09 - 05, 10:46 م]ـ

- بِِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ -

الحَمْدُ للهِ المُتَّصِفِ بِكُلِّ كَمَاْلٍ، المُنَزَّهِ عَنْ كُلِّ نُقْصَاْنٍ، بالتَّفْصِيْلِ وَالإِجْمَاْلِ. يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاْءِ إِلَى الأَرْضِ، وَإِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ، سُبْحَانَهُ مُقَلِّبَ القُلُوْبِ بَيْنَ أَصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَاْبِعِهِ، يَضَعُ السَّمَوَاْتِ عَلَىْ أَصْبُعٍ وَالأَرَضِيْنَ عَلَىْ أَصْبُعٍ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ.

وَبَعْدُ:

فَقَدْ رَغِبَ شُيُوْخُنَا الأَفَاْضِلُ القَاْئِمُوْنَ عَلَىْ هَذَا المُلْتَقَىْ المُبَاْرَكِ أَنْ أُشَاْرِكَهُمْ فِيْ مَشْرُوْعِهِم المُبْتَكَرِ المَوْسُوْمِ بِـ ((التَّعْرِيْفِ بِالكُتُبِ وَطَبَعَاْتِهَاْ)) وَمَاْ ذَلِكَ مِنْهُم إِلا إِحْسَاْنَاً لِلظَّنِّ بِأَخِيْهِم، فَجَزَاْهُمُ اللهُ تَعَاْلَىْ عَنْ عَمَلِهِم خَيْرَاً.

وَكَاْنَتْ رَغْبَتُهُم التَّعْرِيْفَ بِكِتَاْبِ ((المُقَدِّمَةِ الآجُرُّوْمِيَّةِ)) فِيْ عِلْمِ النَّحْوِ لأبِيْ عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دِاْودَ الصِّنْهَاجِي.

وَشَاْءَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَاْلَىْ أَنْ تَكُوْنَ طُلْبَتُهُم فِيْ حِيْنِ كُنْتُ أَسْتَعِدُّ للنُّقْلَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَىْ آخَرَ، فَتَرَدَّدُّتُ أَوَّلاً فِي الاسْتِجَاْبَةِ، ثُمَّ مَاْ لَبِثْتُ أَن استَعَنْتُ بِاللهِ الكَرِيْمِ الوَهَّاْبِ، وَبَدَأْتُ الكِتَاْبَةَ فِيْ ظُرُوْفٍٍ لا يَعْلَمُهَاْ إلا اللهُ، فَلَهُ الحَمْدُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.

وَقَدْ رَتَّبْتُ هَذَا الَبحَثَ فِيْ فَصْلَيْنِ، خَصَّصْتُ الأوّلَ للتَّعْرِيْفِ بالمُؤَلِّفِ والمُؤَلَّفِ، وَالثَّاْنِيْ لِدِرَاْسَةِ الكِتَاْبِ، وَعَقَدْتُ تَحْتَ كُلِّ فَصْلٍ مَبَاْحِثَ رَتَّبْتُ فِيْهَا مَقَاْصِدَهُ، وَرَقَمْتُ فِيْ كُلِّ مَبْحَثٍ عِدَّةَ فِقْرَاْتٍ بِحَسَبِ الحَاْجَةِ، لِيَسْهُلََ عَلَىْ القَاْرِىءِ النَّظَرُ فِيْ مُرَاْدِهِ.

وَهَذَاْ أَوَانُ الشُّرُوْعِ فِيْ المَقْصُوْدِ، فَأَقُوْلُ مُسْتَعِيْنَاً بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ.

- الفصل الأول في التعريف بالمؤلِّف والمؤلَّف -

- المبحث الأول في اسمه ونسبه وشهرته -

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصِّنْهاجي (بمهملة مكسورة وموحدة فوقية ساكنة) النحوي المشهور بابن آجُرُّوم بفتح الهمزة الممدودة وضم الجيم والراء المشددة ومعناه بلغة البربر الفقير الصوفي.

قال السيوطي: رأيت بخط ابن مكتوم في تذكرته قال: محمد بن محمد الصنهاجي أبو عبد الله، من أهل فاس يعرف بأكروم، نحوي مقري وله معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع وله مصنفات وأراجيز في القراءات وغيرها، وهو مقيم بفاس يفيد أهلها بمعلوماته المذكورة، والغالب عليه معرفة النحو والقراءات وهو إلى الآن حي، وذلك في سنة تسع عشرة وسبعمائة اهـ.

قال السيوطي: وصفه شراح مقدمته كالمكودي والراعي وغيرهما بالإمامة بالنحو، والبركة والصلاح، ويشهد بصلاحه عموم نفع المبتدئين بمقدمته (1).

- المبحث الثاني في مولده ووفاته -

قال الحلاوي في شرحه لمقدمته: وكان مولده عام اثنتين وسبعين وستمائة وكانت وفاته سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة في شهر صفر الخير، ودفن داخل باب الجديد بمدينة فاس ببلاد المغرب اهـ.

وقال ابن العماد الحنبلي رحمه الله تعالى وغير واحد: ولد بفاس سنة اثنتين وسبعين وستمائة وتُوفي بها سنة أربع وعشرين وسبعمائة (2).

- المبحث الثالث في مؤلفاته -

له ((فرائد المعاني في شرح حرز الأماني)) مخطوط، مجلدان منه ـ الأول والثاني لعلهما بخطه ـ في خزانة الرباط (146 أوقاف) ويعرف بشرح الشاطبية. وله مصنفات أخرى وأراجيز كما تقدم في ترجمته.

وله هذه المقدمة الجليلة التي سنتكلم عنها وهو مشهور بها.

- المبحث الرابع في طبعات مقدمته -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير