وقد طبعت هذه المقدمة المباركة كثيرا في أكثر البلاد العربية، سواء مفردة أو مع شروحها وحواشيها أو مع مجموعة متون أخرى، حتى يصعب على المتتبع لها أن يحصي طبعاتها، ومن أشهر طبعاتها القديمة:
1 ـ طبعة بولاق في مصر سنة 1239هـ وسنة 1252هـ وسنة 1293هـ.
2 ـ طبعة حجرية في مصر أيضا.
3ـ طبعة الميمنية في مصر أيضا، ومعها الدرة اليتيمة نظم الشيخ سعيد بن سعد بن نبهان الحضرمي (3).
4ـ طبعة مجموع مهمات المتون من ص107 إلى ص112 مكتوب بخط يد جيد مشكول سنة 1305 هـ.
وعندي صورة مخطوط لها مكتوب بخط واضح يقع في 17 ورقة، فُرِغَ من نسخه سنة 1281هـ.
- المبحث الخامس في شيوخه وتلاميذه -
لم أقف فيما بين يدي من مصادر على من سمى أحدا من شيوخه.
وأما تلاميذه فكذلك لم تسعفني المراجع بهم جملة، وقد وقفت على خمسة منهم فقط وهم:
1ـ ابنه أبو محمد عبد الله، رأيته في شرح المكودي على المقدمة حيثُ قال: وقد رويتُ هذه المقدمة عن ولده الأستاذ الأثير العالم الأطهر أبي محمد عبد الله عن والده المذكور ـ أي الآجرومي ـ رحمه الله تعالى (4).
2ـ أبو العباس أحمد بن حزب الله الساعدي النحوي، رأيته في شرح المكودي أيضا حيثُ قال: ورويتها أيضا عن ولده الأستاذ المحقق الناظم البارع أبي عبد الله المدعو بمنديل، عن الشيخ الأستاذ المحقق الناظم البارع الأعرف أبي العباس أحمد بن حزب الله، عن واضعها أبي عبد الله محمد المذكور ـ أي الآجرومي ـ رحمه الله تعالى.
وذكر صاحب نفح الطيب أنه توفي سنة 741 هـ.
وقد كان بي ميل ـ قبل قراءة كلام المكودي هذا ـ إلى القول بأن منديلا هذا قرأ على والده، فيكون واحدا ممن تتلمذوا عليه، إلا أني ترددت عندما رأيت المكودي يروي عنه عن أبي العباس عن الإمام الآجرومي رحمه الله تعالى، ولو كان سمعها من أبيه لما رواها عنه بواسطة والله تعالى أعلم.
والذي تقدم عند المكودي من أن منديلا كنيته أبو عبد الله، خالفه فيه غيره، حيثُ ذكر صاحب نفح الطيب أن لأبي المكارم منديل ابن الإمام الشهير صاحب المقدمة الآجرومية قصيدةً وافقت قصيدة الثغري ثم ذكرا شيئا منها والله تعالى أعلم (5).
3ـ محمد بن علي بن عمر الغساني النحوي.
قال السيوطي إنه رأى في تاريخ غرناطة في ترجمته ـ أي الغساني ـ أنه قرأ بفاس على هذا الرجل ـ أي ابن آجروم رحمه الله تعالى ـ ووصفه بالأستاذ (6).
4ـ القاضي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي، ذكره صاحب نفح الطيب في إسناد الآجرومية من طريق محمد بن عبد الملك بن علي القيسي المنتوري ينتهي إلى القاضي أبي عبد الله الحضرمي المذكور عن الآجرومي رحمهم الله تعالى جميعا (7).
5ـ ابن حكم ـ ولم أقف على من سماه ـ غير أن صاحب نفح الطيب قال: قال ابن حكم: كان أول اتصالي بالأستاذ أبي عبد الله بن آجروم أني دخلت عليه وقد حفظت بعض كتاب المفصل فوجدت الطلبة يعربون بين يديه هذا البيت:
عهدي به الحيُّ الجميعُ وفيهم ُ ********** قبلَ التفرُّقِ ميسر ٌ ونِدام ُ
وقد عمي عليهم خبر (عهدي) فقلت له: قد سدت الحال ـ وهي الجملة بعده ـ مسده اهـ (8).
يتبع إن شاء الله تعالى .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[08 - 09 - 05, 11:02 م]ـ
- المبحث السادس في شروح مقدمته -
لما كان هذا السفر صغير الحجم عظيم الفائدة لا يستغني عنه الطالب المبتدي في هذا الفن تصدر أهل العلم في كل وقت لشرحه وتقريبه إلى الطلبة، فتوفر له من الشروح ما لم يتوفر لغيره.
وأنا ذاكر ههنا ـ إن شاء الله تعالى ـ ما قرأته أو قرأت عنه من شروح هذه المقدمة الجليلة، على أني لم ألتزم استقصاء شروحها لظني أنها تفوق ما سأذكره بكثير، مرتبا ما وقفت عليه من شروحها بحسب وفاة شُرَّاحها، ومن لم أقف على سنة وفاته ذكرته في الترتيب الذي يليق به بحسب ما أعلم وإلا أخرته، وإن عدلت عما اشترط فهو إما لسهو، ومن ذا الذي ينفك عنه، وإما لغاية أزورها في نفسي، والله من وراء القصد.
1ـ شرح الشيخ محمد بن أبي الفضل بن الصباغ الخزرجي المكناسي، نحوي مشارك في العلوم النقلية والعقلية، توفي شهيدا بعد عيد الفطر سنة750هـ (9).
¥