تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بعد تسرب الدخلاء والادعياء تحقيق التراث .. هل أصبح مهنة من لا مهنة له؟!]

ـ[الاستاذ]ــــــــ[02 - 10 - 05, 09:57 م]ـ

بعد تسرب الدخلاء والادعياء

تحقيق التراث .. هل أصبح مهنة من لا مهنة له؟!

القاهرة ـ الوطن: التراث .. هو مجموعة الأفكار التي توارثناها عبر التاريخ الطويل·· لذا فإن المتعاملين معه لابد وأن يكونوا على دراية ببعض المعارف الهامة والتى بدونها يكون هذا التعامل مبتوراً وناقصاً·· ويعتبر مجال (تحقيق التراث) إحدى صور هذا التعامل وإن كان قد شهد في الفترة الأخيرة تجاوزات عدة من أبرزها انتشار ما يسمى بـ (محلات التحقيق) التي تعاملت مع الموروث التراثي بشكل يبعد تماماً عن أصول التحقيق المتعارف عليها ··

يقول د·صبرى العدل مدير مركز البحوث والدراسات الوثائقية بدار الوثائق القومية يقول: محقق التراث هو الشخص الذى يقدم التراث في شكل نص مكتوب ومحقق بشكل علمي شريطة أن يكون أميناً في نقل هذا التراث كما هو وتدخله يكون مقتصراً فقط على بيان الظروف التى كتب فيها هذا النص وبيان شكله سواء كان نصاً أدبيا أو تاريخياً أو دينياً مع إبراز مدى أهميته وشرح المصطلحات التى تحتاج إلى توضيح ويكون هذا التدخل في الهوامش أو الدراسة التى يكتبها المحقق عن المخطوط أو الوثيقة ···ويشير د· العدل إلى أن أهمية المحقق لاتقل عن أهمية مؤلف المخطوط نفسه لأن المحقق سوف ينتج النص الأقرب للصحة والذى سبق أن كتبه المؤلف وبالتالى فإن المحقق لابد وأن يتحلى بالأمانة بحيث لا يتقول على المؤلف مالم يقله أو يضيف من عنده أو يقرأ قراءة خاطئة قد تؤدى إلى كوارث·

ويوضح د·العدل أن هناك بعض المعارف لابد وأن يكون المحقق ملماً بها حتى يكون مؤهلاً للتعامل مع التراث يأتى على رأسها التمكن من اللغة ومعرفة مراحل تطورها عن السنوات حيث إن المحقق سيتعامل مع نص مكتوب بلغة عربية قد ترجع لحقب زمنية بعيدة·· كما يجب أن يكون المحقق على دراية كافية بتطور الأحداث التاريخية والحضارية التى مرت بالمنطقة التى يتعامل مع تراثها ·· هذا إضافة إلي القدرة على أستخدام المنهج العلمى في التعامل مع القضايا التراثية والقائم على استخدام العقل والمنطق·· مفرقا بين تحقيق الوثيقة وتحقيق المخطوط مشيراً إلى أن الوثيقة غالباً لا يكون منها سوى نسخة واحدة فقط على العكس المخطوط الذى يوجد له أكثر من نسخة وبالتالي تتاح الفرصة للتأكد من صحة النسخة الأصلية بينما في حالة الوثائق فإن المحقق يتعامل مع نص واحد فقط قد يكون متهالكاً أو مطموساً أو متآكلاً وعلى المحقق في هذه الحالة أن يضع تخمينات للكلمات المبتورة أو المقطوعة لذلك لابد وأن يكون واعياً بالظروف التاريخية التى كتبت فيها هذه الوثيقة والتأكيد من صحتها بوسائل عديدة منها التأكد من وجود الأشخاص الموجودين بالوثيقة في نفس الزمن الذى حررت فيه وكذلك التأكد من مواكبة أسلوب الكتابة ونوع الحبر والورق واللغة للزمن المحرر فيه الوثيقة·

خطوط هامة

ويقول د· حسام عبد الظاهر الباحث بمركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق القومية·· هناك عدد من الخطوات يجب توافرها عند قيام المحقق بتحقيق نص ما·· أولها أن يكون دارساً لموضوع التحقيق فاذا كان النص متعلقاً بعلم الفلك مثلاً فلابد وان يكون ملماً بأبعاد وجوانب وتطور هذا العلم ·· وثانيها أن يكون ملماً بحركة التأليف داخل هذا العلم·· وثالثها الاختيار الدقيق للمخطوط الذى سيتم تحقيقه من حيث اختيار النص المهم والذى سيمثل إضافة حقيقية للعلم··أما الخطوة الرابعة تتمثل في حصر النسخ الخطية للعنوان الذى سيحققه المحقق ويكون ذلك من المكتبات المحلية أو العالمية ومراكز الوثائق المختلفة·· وتأتى بعد ذلك الخطوة الخامسة التى تتمثل في تحديد النسخة الأصل أو الأم من بين النسخ الخطية التى حصرها المحقق وبناء علي ذلك سيتم الاعتماد عليها·· بعدها يقوم المحقق بالتعريف بالأماكن والشخصيات والمصطلحات الواردة بالنص وهذه هى الخطوة السادسة والتى يعقبها مقارنة بين نص المخطوط والنصوص الموازية له للتأكد من صحته·· وبالنسبة للخطوة الثامنة فتتمثل في تخريج الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وأبيات الشعر إن وجدت ·· يليها إعداد فهارس وكشافات وافية حتى تكون مرشداً ودليلاً للباحثين بعد ذلك على أن تحوى هذه الفهارس والكشافات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير